تحسست بطني فوجدتها عادت الى طبيعتها! هرعت الى فضاء المنزل بخطوات مرتعبة اركض ويتطافر من تحت رجليَّ الوجع، ناديت كل الذين في المنزل اين طفلي اين هو لم يتبقَ سوى شهر واحد ويقبل اليَّ لينير حياتي اين طفلي؟ من خطفه من بطني؟
قد يكون القدر الذي لاينفك الا ان يهدد حلمي!.
رأيت كل اهلي اطرقوا برؤوسهم وتركوني اصرخ لوحدي اتشبث بالهواء فيرميني ارضاً, صرخت كثيراً حتى بُح صوتي ولم يكن هناك مجيب! ففزعت من فراشي يتصبب العرق مني وجف لساني من شدة الخوف، مددت يدي لبطني فرأيتها لازالت تحتضن حلمي الصغير وثمرة فؤادي فشعرت في برودة الاطمئنان تتسرب لنواحي عروقي، تناولت كوب الماء الذي بجابني وشربته كله حتى آخره.
الحمد لله لم يكن خلا كابوساً, طرقت امي الباب ويعلو وجهها ابتسامة عريضة كأنها تخفي خلفها شيء ثمين كهدية لي في هذا الصباح الذي يرفدني بالمفاجآت تباعاً، حيتني بتحية الصباح وقالت لي: من تتوقعين انه جاء لزيارتك اليوم؟ بعد خوف حلمي كنت اشعر ان عقلي مشفر، اجبتها بكسل ومن يكون يا امي هل هو احمد؟ ضحكت وما يكون غريب في زيارة احمد لنا بالامس كان هنا هل تفكرين بحبيب القلب يا ياسمين على الدوام .. ضحكتُ.. وبدأ شيء من اللهفة ينمو بداخلي.
من يا أمي؟
فقالت وهي تنظر الى باب غرفتي؛ اسماء ادخلي, فرحت كثيراً لانني ما رأيت اسماء منذ امد طويل قرابة الثمانية اشهر انا التي كنت اراها كل اسبوع، لأن حملي بطفلي الاول بعد انتظار الثمانية سنين يرغمني على ان اكون ساكنة في كل شيء حتى في ضحكتي وتنفسي فحملي كان بعملية ماتسمى "عملية اطفال الانابيب".
اخبرتني اسماء انني تغيرت كثيراً والتعب كان جلياً على وجهي فسردت لها قصتي وبينما وصلت بقصتي لحلمي في ليلة الامس شعرت ان ماءاً حار يتدفق بين قدميَّ فتسارعت نبضات قلبي وشددت قدماي لبعضهما البعض وبدأ الدمع ينهمر بغزارة شعرت ان لساني شلّ ما كنت اصرخ سوى اسماء انقذي ابني، على اثر ذلك نقلت للمستشفى بعد وهنٍ طويل انساني اياه صوت بكاء "محسن" طفلي الصغير في اول سماعي اليه، لربما كان حلمي دلالة على فراق صغيري لجوفي.
ماهي عملية اطفال الانابيب؟
عرف العالم هذا التعبير لأول مرة عام 1978 عندما ولدت الطفلة لويس براون وهي أول طفلة أنابيب في العالم. وقد أمكن بهذه الطريقة التغلب على بعض العوائق التي تمنع حدوث الحمل عند المرأة مثل أنسداد قناة فالوب أو ضعف الحيوانات المنوية عند الرجل. ويتم اللجوء إلى طفل أنبوب الاختبار أو البوتقة في الحالات التي يتعذر فيها التلقيح الطبيعي للبويضة داخل الرحم بسبب ضعف النطاف أو مشاكل في الرحم.
كيف تتم هذه العملية؟
إنَّ ما يجري في عملية طفل الأنبوب هو أنَّ عمليةَ الإخصاب تحدث خارجَ جسم المرأة، حيث يتم تنشيط أو تجهيز المبيضين للزوجة بأدوية مساعدة لإنتاج عدد أكبر من البويضات، ثم يتم سحب هذه البويضات جراحياً في وقت محدد تكون فيه كاملة النضج لتُخَصَّب في المختبر بإستخدام الحيوانات المنوية التي أُخِذَت من عيِّنة للسائل المنوي للزوج، تبدأ مرحلة إنقسام الخلية فيقوم الطبيب بزرع الجنين في رحم الأم حيث ينمو طبيعيا حتى الولادة. ويتم زرع الجنين أو البويضة المخصبة في رحم الأم بعد 5 أيام من تخصيبها, وتعطي كذلك مجالاً أكبر لاحتمال الحمل في الدورة الواحدة لأنه يمكن نقل أكثر من جنين واحد إلى داخل الرحم.
تطور هذه العملية
تطورت عام 2010، في خريف عام 2010 حصل العالم البريطاني روبرت إدواردز الذي قام بتخصيب أول بويضة خارج رحم الأم ب جائزة نوبل في الطب. كما قامت مجموعة من العلماء في جامعة ستانفورد، ب كاليفورنيا بتحسين طريقة التخصيب وزرع البويضة المخصبة في رحم المرأة. فقد كانت الطريقة حتى الآن تتطلب انتظار الأطباء 5 أيام بعد تخصيب عدة بويضات في البوتقة واختيار أصلحها من بينهم وزرعها في رحم الأم، على أساس أن البويضة المخصبة التي تنمو في البوتقة وتتحمل النمو خارج رحم الأم تلك المدة هي الأصلح لنمو الجنين.
ولكن الانتظار 5 أيام في البوتقة له مخاطره أيضا إذ أن نمو البويضة في البوتقة غير طبيعي، مما قد يتسبب في تشوه ما للطفل فيما بعد. والطريقة الجديدة تتضمن مراقبة البويضات المخصبة بالفيلم وتتبعها. وبعد إجراء الاختبار على نحو 240 حالة توصلوا إلى أن ثلاثة شواهد تبين أي تلك البويضات هي الأصلح: ملاحظة أيهم تقوم بالانقسام الأول قبل الأخريات، والشاهدتان الأخرتان هي تعيين الزمن بين أنقسامات تالية، حيث كلما يتم الانقسام سريعا كلما كانت البويضة المخصبة أصلح. وتبين تلك الطريقة بنسبة نجاح تبلغ 93% أي من تلك البويضات المخصبة يمكن أن تعيش لمدة 5 أيام في البوتقة.
بذلك يمكن للطبيب معرفة البويضة المخصبة الصالحة للزراعة في رحم الأم خلال يومين إثنين بعد التخصيب. ومن المتوقع أن يرتفع معدل نجاح التخصيب في الأنبوب الذي يبلغ حاليا نحو 30% مع تطبيق الطريقة الجديدة.
عملية الحقن المجهري، قبل العملية يتم اجراء فحص دم لكلا الزوجين. يجب فحص عدد وقوة الحيوانات المنوية لدى الزوج. يجب فحص قناة فالوب والرحم عند الزوجة. وبعد هذه الفحوصات يقرر الطبيب إذا ما كانت عملية أطفال الأنابيب هي الأمثل أم أن هناك طرق أسهل لسلكها. يتم تنشيط المبايض لدى المرأة لانتاج عدد أكبر من البويضات. متابعة البويضات بواسطة جهاز الالتراسوند للتأكد من سلامتها ونموها بشكل صحيح. سحب البويضة والحيوان المنوي يتم سحب البويضات الناضجة من جسم الأم في عملية جراحية صغرى فيها تخدير كامل. يتم فحص البويضات وأخذ المناسب منها لاجراء الزراعة. إذا كانت كل البويضات غير صالحة تتأجل عملية التخصيب حتى الشهر القادم، بعد نقل الأجنة تعطى الأم هرمونات بروجستين ومثبتات حمل، وتوصى بالعناية بغذائها وتجنب الجهد الجسدي، ويتم عمل فحص الحمل بعد أسبوعين من النقل. وهكذا يبقى عليكم انتظار الشهور التسعة كي تمر ويريان ابنهما بإذن الله.
فرغم الجهد الفضيع والتكاليف الباهضة لهذه العملية يلجأ اليها الكثير من الاباء بحثاً عن البسمة والامل فالمال والبنون زينة الحياة الدنيا.
اضافةتعليق
التعليقات