رغم أن اللغة الإنجليزية أصبحت من أساسيات الحياة الأكاديمية والمهنية في العالم المعاصر، لا يزال كثير من الناس يعانون من ضعف واضح في إتقانها، خصوصاً في الدول غير الناطقة بها، ومنها العراق وسائر بلدان الوطن العربي. والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هو: ما سبب هذا الضعف المستمر؟ وهل هو فشل فردي أم خلل في المنظومة التعليمية والثقافية؟
يعود جزء كبير من المشكلة إلى طرق التدريس التقليدية التي تعتمد على الحفظ دون ممارسة، والتركيز على القواعد أكثر من التواصل الشفهي. في كثير من المدارس، يخرج الطالب بعد سنوات من الدراسة دون أن يتمكن من إجراء محادثة بسيطة، لأنه لم يُعطَ فرصة للتفاعل، بل حُصِر في الكتب والامتحانات.
غياب البيئة المشجعة
اللغة لا تُتعلّم فقط داخل الصف، بل تحتاج إلى ممارسة مستمرة. إلا أن البيئة المحيطة لا تساعد. فقلة البرامج الناطقة بالإنجليزية، وعدم وجود ثقافة مشاهدة أو قراءة باللغة الثانية، يجعل الطالب يبتعد عن استخدامها، وتبقى محصورة في نطاق الدراسة فقط.
عامل الرهبة النفسية
يعاني الكثير من الأشخاص من ما يُعرف بـ"الخوف من الخطأ"، مما يجعلهم يترددون في التحدث أو الكتابة بالإنجليزية، خوفاً من السخرية أو الوقوع في الإحراج. هذه العقدة النفسية قد تبدأ من مقعد الدراسة وتستمر مع الفرد طيلة حياته.
مفارقة التكنولوجيا
رغم توفر تطبيقات تعلم اللغات ومقاطع الفيديو التعليمية ومواقع المحادثة المجانية، إلا أن الغالبية لا تستثمرها بالشكل الصحيح، بل تُستخدم الأجهزة الذكية للترفيه أكثر من التعلم. وهنا تبرز مشكلة إدارة الوقت وتحديد الأولويات.
اللغة الإنجليزية... بوابة الفرص
من الجدير بالذكر أن إتقان اللغة الإنجليزية لم يعد ترفاً، بل أصبح ضرورة في سوق العمل والتعليم العالي وحتى في الاستخدام اليومي للإنترنت. ومن لا يتقنها، يجد نفسه معزولاً عن فرص كثيرة، سواء داخل بلده أو خارجه.
الحلول تبدأ من الوعي
الحل لا يكمن فقط في تطوير المناهج، بل أيضاً في إعادة بناء الثقة لدى المتعلم، وتشجيعه على استخدام اللغة يومياً دون خوف. كما أن إدخال أساليب تعليم تفاعلية مثل المحادثة الجماعية، المشاهدة الموجهة، وتطبيقات المحاكاة يمكن أن تحدث فرقاً كبيراً في فترة قصيرة.
ضعف أغلب الأشخاص في اللغة الإنجليزية هو نتيجة تراكمات تعليمية، ومجتمعية، ونفسية. لكن كسر هذا الحاجز ليس مستحيلاً، إذا ما اقترنت الرغبة الحقيقية بخطة تعلم واضحة وبيئة محفزة. فاللغة في النهاية مهارة تُكتسب بالممارسة، لا بالخوف.
اضافةتعليق
التعليقات