• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

من النبوة إلى الإمامة: أحفاد النبي محمد ومسار استمرار الرسالة

جنان الهلالي / منذ 3 ساعة / اسلاميات / 214
شارك الموضوع :

إن الانتقال من النبوة إلى الإمامة لم يكن انتقالًا في الشكل، بل استمرارًا في الجوهر

لم تتوقف الرسالة المحمدية بانتقال النبي (صلى الله عليه وآله) إلى الرفيق الأعلى، بل امتدت في وعي الأمة من خلال استمرارية الهداية، وحفظ الأصول التي أُرسيَت في القرآن والسنة. ومن حرص النبي (صلى الله عليه وآله) على امتداد الرسالة إلى آخر الزمان والحفاظ عليها من الانحرافات أرسى قاعدة رصينة تحفظ أسرار النبوة وتحافظ عليها، وقد كان موقع أحفاد النبي محورًا أساسيًا في هذا الامتداد، ليس بوصفهم امتدادًا نسبيًا فحسب، بل كرموز للتهيئة والتربية على خط الرسالة.

لقد تجسدت العلاقة بين النبوة والإمامة في فكرة أن الرسالة تحتاج إلى حُماةٍ ومفسّرين ومُجددين، يحملون روحها ويجسدون مبادئها. فالنبوة وضعت الأسس، أما الإمامة فكانت الضمانة العملية لاستمرارها في الأمة، كي لا تتحول المبادئ إلى مجرد شعارات أو نصوص بعيدة عن الحياة. إن أحفاد النبي، وفي مقدمتهم الإمام الحسن والإمام الحسين (عليهما السلام)، شكّلوا الوجه المضيء لهذا الامتداد. وكان إعدادًا إلهيًا وتهيئةً عملية لاستمرار خط الإسلام الأصيل: الحسن في حكمته وموقفه السياسي الذي جنب الأمة الانزلاق في فتنة شاملة، والحسين في ثورته العظيمة التي أعادت للرسالة بريقها وأحيت ضمير الأمة في وجه الانحراف. ثم سلسلة الإمامة المحمدية من بعد الحسين (عليه السلام) حتى الامام الثاني عشر مهدي الأمة المنتظر (عجل الله مخرجه الشريف). ولم تكن حياة المؤمن خالية من معصوم، فكان تزويدهم بالعلم الإلهي الشامل والدقيق لكل ما يرتبط بشرية الاسلام من عقائد وأحكام ومعارف أصل هذا الانتخاب واعدادهم اعداداً يحافظ على الأمة.

وعند الحديث عن علمهم ومصادر ذلك العلم كل هذا الأمر كان الغرض منه المحافظة على الشريعة وعلى الدين غضا طرياً صحيحاً لا يؤثر فيه تحريف المبطلين ولا أخطاء الجاهلين وهذا مفاد الروايات الكثيرة عن العترة الطاهرة، منها ماجاء عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) من أن له خلفاً في كل جيل ينفون عن الدين تحريف المبطلين وأقوال الغاليين وآراء الجاهلين وهذا هو الأساس يعني الغرض الأقصى من اصطفاء الأئمة المعصومين (عليهم السلام) للإمامة ثم تزويدهم بذلك العلم والمهام الأساسية هنا هي الحفاظ على الشريعة وبيان أحكامها وتوضيح أبعادها لكي تبقى المنهاج والبرنامج لكل مسلم إلى يوم القيامة وهذا نفسه مفاد حديث الثقلين، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: "إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض".(١)

مفاده أن النبي لو كانت سُنة الحياة أن أبقى إلى الأبد كنت أصنع هذا ما أن تمسكتم بي واتبعتموني لا تظلون وهذه السنة غير ممكنة سنة الحياة، "أنك ميت وأنهم ميتون"، غالبة على كل سنة أخرى فلا يوجد إذاً ضمان لبقاء الشريعة صافية صحيحة من غير تحريف من غير زيادة من غير نقيصة، لا يوجد ضمان إلا بأن اترك لكم هذين الثقلين المتعادلين كتاب الله والعترة بهما معا يتأدى نفس الغرض الذي لو كنت باقياً على قيد الحياة، فهم حملة علمي وهم ورثة معارفي. لذا حملت هذه السلسلة من الأئمة على عاتقها مهمة مزدوجة: حفظ النصوص وحراسة القيم من جهة، وإعداد الأمة وتهذيبها من جهة أخرى، بحيث تبقى الرسالة حيةً متجددة. فالخط الرسالي لم يكن مجرد تلاوة للقرآن أو رواية للحديث، بل كان بناءً متكاملاً للإنسان، يربطه بجوهر الدين في كل عصر. ومن هنا تتضح الحكمة في أن علاقة أحفاد النبي بالرسالة لم تكن مجرد نسب شرفي، بل كانت علاقة إعداد وتهيئة، علاقة حملٍ للهمّ الرسالي، وتكريسٍ للتضحيات، وصناعةٍ لوعيٍ جمعي يجعل الأمة أكثر قدرة على مواجهة الانحراف والظلم.

إن الانتقال من النبوة إلى الإمامة لم يكن انتقالًا في الشكل، بل استمرارًا في الجوهر: من الوحي النازل إلى التأويل العملي، ومن بناء النص إلى بناء الأمة، ومن تأسيس الرسالة إلى حماية الرسالة. وبهذا المعنى يصبح أحفاد النبي (صلى الله عليه وآله) صلة الوصل التي حفظت الإسلام حيًا في وجدان التاريخ.

____________________________

(١)وسائل الشيعه الحر العاملي-جزء٢٧- صفحة٣٤

النبي محمد
الدين
الشيعة
الاسلام
التاريخ
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    عندما يُقيمُ القلب موسمهُ

    التحول الرقمي في التعليم: فرصة أم أزمة؟

    دراسة: عشاق القهوة في مزاج أفضل بعد فنجانهم الأول في الصباح

    عن فضيلة السكون في عالمٍ لا يصمت

    تقدير الطفل لذاته وانعكاسه على الثقة والنجاح

    لماذا نشعر بالوحدة في عصر التواصل؟

    آخر القراءات

    لا تأكل الثلج .. وضوء المصباح سلاحك ضد المعتدين.. حقائق يمكنها أن تنقذ حياتك

    النشر : الثلاثاء 20 حزيران 2017
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    أيها الشيعة لماذا تزورون القبور؟

    النشر : الخميس 22 آب 2024
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    كيف تكون قائدا مبادرا في مدرسة أمير المؤمنين؟!

    النشر : السبت 25 حزيران 2016
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    بالشكر تدوم النعم

    النشر : السبت 07 كانون الثاني 2023
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    أنت هو العدو الأول لِنفسك في هذا العالم!

    النشر : الأحد 08 تشرين الاول 2017
    اخر قراءة : منذ 22 ثانية

    مرض القلاع: الأسباب والتشخيص والعلاج

    النشر : الأربعاء 22 كانون الأول 2021
    اخر قراءة : منذ 29 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    • 779 مشاهدات

    العنف المسلح لا ينبع بالضرورة من اضطرابات نفسية.. بحسب خبراء

    • 386 مشاهدات

    نحن لا نتذكر أيامًا، بل نتذكر لحظات

    • 350 مشاهدات

    الحجاب وتحديات الانفتاح الرقمي

    • 345 مشاهدات

    كيف تربي خيالاً لا يريد البقاء في رأسك؟

    • 335 مشاهدات

    التفكير غير المنضبط

    • 333 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1377 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1346 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1225 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1147 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 1069 مشاهدات

    سوء الظن.. قيدٌ خفيّ يقيّد العلاقات ويشوّه النوايا

    • 1068 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    من النبوة إلى الإمامة: أحفاد النبي محمد ومسار استمرار الرسالة
    • منذ 3 ساعة
    عندما يُقيمُ القلب موسمهُ
    • منذ 3 ساعة
    التحول الرقمي في التعليم: فرصة أم أزمة؟
    • منذ 3 ساعة
    دراسة: عشاق القهوة في مزاج أفضل بعد فنجانهم الأول في الصباح
    • منذ 3 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة