إذا أردت أن تصنع وقتًا للأشياء المهمة، فستخبرك "موضة الانشغال" أن الحل هو أن تفعل المزيد، وتنجز المزيد من فعاليتك، وتحدد غايات أكثر، وتضع خططًا أكثر... هذه هي الطريقة الوحيدة - في نظرهم - لكي تجد لهذه اللحظات المهمة مكانًا في حياتك.
لكننا نختلف مع هذا الرأي، لأن فعل المزيد لا يساعدك على إيجاد وقت للأشياء المهمة، بل كل ما يفعله هو أن يشعرك بمزيد من الارتباك والانشغال.
وعندما تكون مشغولًا يومًا بعد يوم، يمرّ الوقت كأنه لحظة.
يهدف هذا الفصل إلى إنهاء حالة التشويش هذه، وإبطاء سرعة حياتك، ومساعدتك على أن تعيش اللحظات التي تريد أن تستمتع بها وتتذكرها، بدلًا من أن تمرّ عليها مرور الكرام لكي تستطيع أن تصل إلى البند الذي يليه في قائمة مهامك.
هذه الفكرة بسيطة جدًا، ولكننا توصلنا إليها بمشقة، من خلال خسارة أسابيع وشهور من حياتنا داخل دوامة عنيفة من الانشغال.
نحن نعتقد أن التركيز على هذه "النشاطات البينية" - الواقعة في المساحة بين الغايات والمهام - هو المفتاح لإبطاء سرعة حياتك اليومية، وجلب الرضا لك، ومساعدتك على صنع الوقت.
الغايات طويلة الأجل مفيدة لتوجيهك نحو الطريق الصحيح، ولكنها تُصعّب علينا الاستمتاع بالوقت الذي نقضيه ونحن نسعى لتحقيقها.
والمهام ضرورية لإنجاز الأشياء، ولكن دون وجود نقطة محورية، تمرّ مشوشة دون أن نتذكرها. لقد قدّمت كثير من أساطير المساعدة الذاتية اقتراحات لتحديد الغايات، وابتكر كثير من خبراء الإنتاجية أنظمة لإنجاز المهام، ولكن المساحة بين الاثنين أُهملت.
ونحن نطلق على هذه المساحة المفقودة: "الهدف".
ماذا سيكون هدفك اليوم؟
نريدك أن تبدأ كل يوم بالتفكير في هذا السؤال.
تأمّل أن يكون "الهدف" هو النقطة المضيئة.
وإذا سألك أحد في نهاية اليوم: «ماذا كان هدفك اليوم؟»
فماذا تريد أن تجيبه؟
عندما تعيد التفكير في يومك، ما النشاط أو الإنجاز أو اللحظة التي تريد أن تتذكرها وتستمتع بها؟
هذا هو هدفك.
ولن يكون هدفك هو الشيء الوحيد الذي ستفعله كل يوم، لأن معظمنا لا يستطيع أن يتجاهل صندوق الوارد الخاص به أو أن يقول "لا" لرؤسائه.
ولكن اختيار هدف يمنحك فرصة لتبادر باختيار الطريقة التي تقضي بها وقتك، بدلًا من أن تدع التكنولوجيا، والإعدادات الافتراضية للمكتب، وأشخاصًا آخرين يحددون لك جدول أعمالك.
وعلى الرغم من أن "موضة الانشغال" ستخبرك أن عليك أن تحاول أن تكون منتجًا إلى أقصى حد ممكن كل يوم، فنحن نعلم أن من الأفضل أن تركز على أولوياتك، حتى إن عنى ذلك ألا تفعل كل شيء مدرجًا في قائمة مهامك.
هدفك يعطي كل يوم نقطة محورية
وقد أظهرت البحوث أن الطريقة التي تعيش بها أيامك لا تتحدد في المقام الأول بما يحدث لك، ولكن في الحقيقة: أنت من تخلق واقعك باختيار ما تنتبه إليه.
قد يبدو هذا أمرًا جليًا، ولكننا نعتقد أنه أمر مهم جدًا، لأن بإمكانك أن تصمّم وقتك باختيار ما توجه إليه انتباهك.
وسيكون هدفك اليومي هو محور هذا الاهتمام.
إن التركيز على هدف يومي يوقف لعبة شد الحبل بين الإلهاءات الناتجة عن المؤثرات اللانهائية ومتطلبات "موضة الانشغال"، لأنه يكشف طريقًا ثالثًا، هو: أن تختار عن قصد الطريقة التي ستقضي بها وقتك، وتُركّز على هذا الوقت.
اضافةتعليق
التعليقات