يقول أمير المؤمنين عليه السلام:" إِذَا وَصَلَتْ إِلَيْكُمْ أَطْرَافُ النِّعَمِ فَلَا تُنَفِّرُوا أَقْصَاهَا بِقِلَّةِ الشُّكْرِ".
شبه المولى مفهوم الشكر بحبل يستطيع أن يصعد به الانسان وبعدم الشكر يسقط الحبل أو يُسحب من بين يديه..
وبالفعل تنطق الكثير من التجارب الني مرت علينا وتخبرنا عن كل نعمة لم نشعر بقيمتها أو عندما تذمرنا عليها كيف أنها ذهبت ولم تعد، وفي المقابل وكما عبر المولى علي فإن "بالشكر تدوم النعم"، وفي هذا الجانب معنى دقيق أشار إليه الامام وهو أطراف النعم، أي بداية النعمة، وهنا علينا أن نكون متيقظين لكل مايـأتي إلينا من قبل الله عز وجل، فعندما يرزق الانسان بالايمان، الصحة، أسرة، عمل، أمان، ليشكر الله على الفور وليس عليه أن يردد مثلاً عبارات ك: دوام الحال من المحال، أنا خائف من المسؤولية، قد لا أكون جديرا لهذه المهمة أو العمل.. لا أدري ماذا يخبئ لي الغد.. وغيرها من عبارات الخوف والشك والتذمر والتي تأتي من ضعف الايمان أو خوفا من الحسد!. فمن باب أولى على الانسان أن يحمد الله ويشكره.
وهناك أيضا جانب آخر لطيف في كلام المولى _ وكل كلامه اللطف بحد ذاته _ وهو قلة الشكر، وهنا يشير إلى أهمية المداومة على الشكر وكثرته، فمثلا عندما يرزق الانسان بطفل من الواجب عليه أن يشكر الله كلما رآه، وليس في لحظة ولادته فقط مثلاً.
وهذه النقطة تأخذنا إلى نقطة أخرى وهي أنواع الشكر: فهل الشكر هو ذكر لساني فقط؟
بالطبع لا، ففي مثالنا السابق عن نعمة الذرية، فاللسان والقلب والعمل يجب أن يشكر الله عليها، اللسان بقول الحمد لله.. والقلب باستشعار هذه النعمة، أما العمل وقد يكون الأهم هنا هو في حسن التربية وهو جزاء هذه النعمة الكبيرة.
وبالنسبة لاستشعار القلب والشيء بالشيء يذكر، نورد فوائد الشكر على نفسية الانسان وتأثيره على معنوياته.. فهو يبعث على السعادة والايجابية ومن ثم العمل بنشاط وحيوية.
وأخيرا ومن أجل تحصيل ثقافة الامتنان علينا أن نقنع بما لدينا ولا ننظر إلى مافضل الله به بعض عباده، وكذلك عدم مقارنة مالدينا بما لدى الآخرين، وتجنب كثرة التفكير بخيارات واحتمالات وفرص أخرى.
اضافةتعليق
التعليقات