اضطراب ثنائي القطب أو الاكتئاب الهوسي هو مرض يعاني المصاب به من تقلبات حادة في المزاج، وتتراوح أعراضه ما بين نوبات الاكتئاب ونوبات الهوس الشديد.
ويعاني المصابون باضطراب ثنائي القطب من صعوبات في إدارة مهام حياتهم اليومية في العمل أو المدرسة، كما يجدون صعوبة في الحفاظ على علاقاتهم.
فما هي أعراض وأسباب وطرق علاج هذا المرض الذي يصيب الملايين حول العالم؟
أعراض اضطراب ثنائي القطب
هناك ثلاثة أعراض رئيسية يمكن أن تحدث مع الاضطراب ثنائي القطب: الهوس الشديد، والهوس الخفيف، والاكتئاب.
في نوبات الهوس الشديد يشعر المصابون بالاضطراب ثنائي القطب باندفاعات عاطفية شديدة، قد يشعرون بالحماس والاندفاع والطاقة والنشوة، ما قد يدفعهم إلى سلوكيات غير عقلانية أو موزونة.
أما الهوس الخفيف، فيتمثل في اضطرابات مزاجية بسيطة لا تؤثر إلى حد كبير على حياة المصاب وعلاقاته مع من حوله.
وفي نوبات الاكتئاب قد يعاني المريض من حزن عميق ويأس وفقدان كامل للطاقة. كما يفقد المريض اهتمامه بالأنشطة التي كان يستمتع بها عادة ويميل إلى قلة النوم أو الإكثار منه، وقد تراوده أفكار انتحارية.
ورغم أنه ليس حالة نادرة، فإنه قد يكون من الصعب تشخيص الاضطراب ثنائي القطب بسبب أعراضه المتنوعة.
أعراض اضطراب ثنائي القطب عند النساء
يصيب الاضطراب ثنائي القطب النساء والرجال على حد سواء، وبأعداد متساوية تقريباً، لكن تختلف الأعراض بين الجنسين، ومن أبرز أعراض الاضطراب ثنائي القطب عند النساء:
يصبن بالمرض في العشرينيات أو الثلاثينيات من العمر.
نوبات الهوس التي تصيب النساء أكثر اعتدالاً من نوبات الهوس التي تصيب الرجال.
يصبن بنوبات الاكتئاب أكثر من إصابتهن بنوبات الهوس.
يصبن بأربع نوبات أو أكثر من الهوس والاكتئاب في السنة.
قد يعانين من أمراض أخرى مثل أمراض الغدة الدرقية، السمنة، اضطرابات القلق، والصداع النصفي.
لديهن خطر أكبر للإصابة باضطراب تعاطي الكحول.
النساء المصابات بالاضطراب ثنائي القطب قد ينتكسن في كثير من الأحيان بعد العلاج، ويُعتقد أن ذلك ناتج عن التغيرات الهرمونية المتعلقة بالحيض أو الحمل أو انقطاع الطمث.
أعراض اضطراب ثنائي القطب عند الرجال
الرجال المصابون بالاضطراب ثنائي القطب قد يعانون من الأعراض التالية:
يتم تشخيص المرض في عمر مبكر.
يعانون من نوبات أكثر شدة من تلك التي تصيب النساء خاصة نوبات الهوس.
قد يعانون من مشاكل مع تعاطي المخدرات.
الرجال المصابون بالاضطراب ثنائي القطب أيضاً أكثر عرضة للموت عن طريق الانتحار.
أنواع اضطراب ثنائي القطب
هناك ثلاثة أنواع رئيسية من الاضطراب ثنائي القطب: الاضطراب ثنائي القطب من النوع الأول، والثاني ثنائي القطب، واضطراب المزاج الدوري. ولكل نوع من الأنواع الثلاثة يوجد كذلك اطياف متعددة تختلف بحدتها وشدة أعراضها من شخص لآخر
1. الاضطراب ثنائي القطب من النوع الأول
يتم التشخيص بالإصابة بالمرض من هذا النوع من خلال ظهور نوبة هوس واحدة على الأقل.
قد يعاني المريض من الهوس الخفيف أو نوبات الاكتئاب الشديدة قبل نوبة الهوس وبعدها، ويؤثر هذا النوع من الاضطراب ثنائي القطب على الرجال والنساء على حد سواء.
2. الاضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني
يعاني الأشخاص المصابون بهذا النوع من الاضطراب ثنائي القطب من نوبة اكتئاب كبرى تستمر أسبوعين على الأقل.
يعانون كذلك نوبة هوس خفيف واحدة على الأقل تستمر حوالي أربعة أيام. ويُعتقد أن هذا النوع من الاضطراب ثنائي القطب أكثر شيوعاً عند النساء.
3. دورية المزاج
يعاني الأشخاص المصابون باضطراب المزاج الدوري من نوبات الهوس الخفيف والاكتئاب.
هذه الأعراض أقصر وأقل شدة من الهوس والاكتئاب الناجمين عن الاضطراب ثنائي القطب من النوع الأول أو الثاني.
الاضطراب ثنائي القطب عند الأطفال
قد يصاب الأطفال أيضاً باضطراب ثنائي القطب، إلا أن تشخيصه لدى الأطفال لا يزال مثيراً للجدل لأن الأطفال لا يظهرون دائماً نفس أعراض المرض مثل البالغين، وقد لا تتبع حالتهم المزاجية وسلوكياتهم المعايير التي يستخدمها الأطباء لتشخيص الاضطراب عند البالغين.
كذلك فإن العديد من أعراض الاضطراب ثنائي القطب التي تحدث عند الأطفال تتداخل مع أعراض مجموعة من الاضطرابات الأخرى مثل اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD).
مثل البالغين، يعاني الأطفال المصابون بالاضطراب ثنائي القطب من نوبات مزاجية حادة وتشمل أعراض المرض لديهم ما يلي:
التصرف بطريقة سخيفة للغاية والشعور بالسعادة المفرطة.
التحدث بسرعة والتنقل بين المواضيع المختلفة بسرعة كبيرة.
مشاكل في التركيز.
القيام بأشياء محفوفة بالمخاطر أو تجربة سلوكيات خطرة.
نوبات الغضب.
صعوبة النوم وعدم الشعور بالتعب بعد قلة النوم.
وتشمل أعراض الاكتئاب المرافق للاضطراب ثنائي القطب عند الأطفال:
الكآبة أو التصرف بحزن شديد.
النوم كثيراً أو قليلاً جداً.
قلة الطاقة للقيام بالأنشطة العادية أو عدم إظهار أي علامات على الاهتمام بأي شيء.
الشكوى من عدم الشعور بالراحة، بما في ذلك الصداع المتكرر أو آلام المعدة.
تناول القليل جداً أو الكثير من الطعام.
التفكير في الموت وربما الانتحار.
إذا أبدى طفلك سلوكيات مشابهة يجب عرضه على الطبيب على الفور، إذ سيحدد الطبيب ما إذا كان مصاباً باضطراب ثنائي القطب أو نوع آخر من أنواع الاضطرابات.
أسباب الاضطراب ثنائي القطب
لم يتضح للأطباء بعد سبب إصابة البعض باضطراب ثنائي القطب دون غيرهم، فأسباب المرض لا تزال غامضة بعض الشيء، مع ذلك تشمل الأسباب المحتملة ما يلي:
1. الوراثة
إذا كان أحد الآباء مصاباً باضطراب ثنائي القطب، فإن الأطفال يكونون عرضة للإصابة بالمرض أكثر من غيرهم.
ومع ذلك، هذا لا يعني أن المرض سيصيب كل شخص لديه أقارب مصابون بهذا الاضطراب. بالإضافة إلى ذلك، ليس كل شخص مصاب بالاضطراب ثنائي القطب لديه تاريخ عائلي للإصابة بالمرض.
2. بنية الدماغ
قد تؤدي التشوهات في بنية أو وظائف الدماغ إلى زيادة مخاطر الإصابة باضطراب ثنائي القطب.
3. العوامل البيئية
قد تساهم العوامل الخارجية أيضاً في الإصابة بالمرض، ويمكن أن تشمل هذه العوامل:
الإجهاد الشديد.
المرور بتجارب مؤلمة.
الأمراض الجسدية.
علاج اضطراب ثنائي القطب
بالرغم من عدم وجود علاج نهائي لاضطراب ثنائي القطب، فإنه يوجد العديد من العلاجات القادرة على السيطرة على أعراضه وإدارتها، مثل الأدوية والعلاج النفسي وإجراء تغييرات في نمط الحياة.
1. الأدوية لعلاج الاضطراب ثنائي القطب
تحتاج في البداية إلى رؤية الطبيب لتحصل على التشخيص الدقيق لحالتك، وبناء على ذلك قد يصف لك الطبيب:
مثبتات المزاج، مثل الليثيوم (ليثوبيد).
مضادات الذهان، مثل أولانزابين (زيبريكسا).
مضادات الاكتئاب ومضادات الذهان، مثل فلوكستين أولانزابين (سيمبياكس).
البنزوديازيبينات، وهي نوع من الأدوية المضادة للقلق مثل ألبرازولام (زاناكس) التي يمكن استخدامها كعلاج قصير الأمد.
2. العلاج النفسي لاضطراب ثنائي القطب
قد يساعد العلاج النفسي المرضى على فهم نمط تفكيرهم، والتوصل إلى استراتيجيات تأقلم إيجابية مع المرض.
3. خيارات العلاج الأخرى
قد تشمل خيارات العلاج الأخرى:
العلاج بالصدمات الكهربائية (ECT).
أدوية النوم.
المكملات.
العلاج بالإبر.
4. تغيير نمط الحياة لعلاج الاضطراب ثنائي القطب
هناك أيضاً بعض الخطوات البسيطة التي يمكن اتخاذها للمساعدة في إدارة الاضطراب ثنائي القطب:
الحفاظ على روتين منظم لتناول الطعام والنوم.
تعلم كيفية التعرف على تقلبات المزاج وإدارتها.
دعم وتفهم الأسرة.
التثقيف الذاتي حول أعراض المرض وطرق إدارته.
يمكن أن تساعد تغييرات نمط الحياة الأخرى أيضاً في تخفيف أعراض الاكتئاب التي يسببها الاضطراب ثنائي القطب.
حقائق يجب أن تعرفها عن الاضطراب الثنائي القطب
الاضطراب ثنائي القطب ليس اضطراباً نادراً في الدماغ، فعلى سبيل المثال تم تشخيص 5 ملايين شخص في الولايات المتحدة بالإصابة به، كما تشير التقديرات إلى أن 60 مليون شخص حول العالم قد أصيبوا بهذا المرض، وفقاً لما ورد في موقع Healthline.
يبلغ متوسط العمر الذي تبدأ فيه الأعراض عند المصابين بالاضطراب ثنائي القطب 25 عاماً.
يستمر الاكتئاب الناجم عن الاضطراب ثنائي القطب لمدة أسبوعين على الأقل. حسب عربي بوست
نصائح قيمة للتعامل الآمن مع مريض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب
الاضطراب الوجداني ثنائي القطب مشكلة غاية في التعقيد بسبب صعوبة اكتشافه، إذ يمكن أن تشعر بحالة مختلطة من الهوس والاكتئاب تنتابك في الوقت نفسه فتربكك وتجعلك سريع الغضب، لكنك تتعامل مع الأمر على أنه مجرد تعكر مزاج أو يوم سيئ وسيمر، وتكتفي بالقول "لا أعرف ما بي.. لا أستطيع التحكم في نفسي"، دون أن تتوقع أنك ربما تعاني من مرض "الهوس الاكتئابي" أو "الاضطراب الوجداني ثنائي القطب"، هذا المرض الذي يصعب ملاحظته أو إدراكه، مما يؤخر تشخيصه وعلاجه ويفاقم أضراره على المريض ومحيطه العائلي والاجتماعي.
فحسب دراسة أعدتها منظمة الصحة العالمية، لا يزال عدد كبير من الأشخاص المصابين باضطرابات عقلية لا يتلقون أي علاج، وتتراوح هذه النسبة في البلدان المتقدمة بين 35 و50%، وفي البلدان النامية بين 76 و85%، لذا اخترنا أن نسلط الضوء على هذا المرض الخطير الخادع في هذا التقرير.
كيف تتعرف على المرض؟
يوجد ملايين من الناس يعانون من الاضطراب الثنائي في أنحاء العالم، ثلثهم لديهم تدهور وظيفي، وتبلغ نسبته في أميركا 6%، أما في الشرق فمن 1 إلى 4%. وقد تحصل الإصابة به في أي وقت خلال أو بعد مرحلة المراهقة، لكنها تقل بعد الأربعين. ويمكننا اكتشاف المرض من هذه العلامات:
كيف نتعامل مع المرض؟
التقلبات الشديدة في المزاج ومستويات الطاقة التي تأتي مع الاضطراب الثنائي القطب يمكن أن تعيق الحياة اليومية، لذا يحتاج المصاب به إلى نمط حياة يساعده في تحسين حالته يتضمن الآتي:
– تناول الدواء، إذ قد يجعل ثلث المصابين خالين تمامًا من أعراض المرض.
– التمرين اليومي، فالنشاط البدني المعتدل لمدة 30 دقيقة يوميا يساعد على التحكم في المزاج.
– الطعام الصحي المتوازن، إذ تناول وجبات الطعام في أوقات منتظمة يساعد على التقليل من التوتر.
– الحذر في السفر، فالتنقل بين الأماكن قد يؤثر على الحالة المزاجية ويربك الجدول الزمني للأدوية.
– انتظام النوم لتفادي النوبات، لأن التغييرات في نمط النوم قد تتسبب في نوبة هوس أو اكتئاب.
– التقليل من الكافيين والنيكوتين، فهما يحفزان النوبات ويغيران نمط النوم مما يفاقم الأعراض.
كيف نحمي أنفسنا؟
رعاية فرد العائلة المريض يمكن أن تؤدي إلى الإجهاد وفقدان الطاقة والإصابة بأعراض اكتئابية، وبالتالي لن نستطيع مساعدته دون حماية أنفسنا، من خلال التنبيهات العشرة التالية:
لا تحرق أعصابك بسبب سلوكيات المريض المستفزة فهي مرتبطة بالمرض.
حقق راحتك بدعم المريض في علاجه النفسي.
راقب التزام المريض بتعاطي الدواء كي لا تسوء حالته ويربك حياتك.
لا تتركه أثناء النوبات وساعده كي لا تتطور حالته فتسبب لك إزعاجا أسريا واجتماعيا.
كن مستعدا وخطط لأي أزمات قد يُحدثها، كي تقلل من عواقبها.
أغلق باب المحفزات التي تثيره وتنشط نوباته، كالشجار والصراخ والمشاكل الأسرية.
كن واعيًا بسلوكياتك ومشاعرك الكامنة نحوه ولا تشعره بالتجاهل أو المراقبة.
تنازل عن السيطرة لأنك لن تستطيع التحكم في سلوكياته، فلا أحد يستطيع ذلك.
خصص لنفسك وقتا للقراءة أو ممارسة الرياضة، لخلق مسافة بينك وبين الأجواء السلبية.
إذا واجهت صعوبة في التعامل مع الحالة، فلا تتردد في الاستعانة بأخصائي نفسي.
الالتزام الصارم بالعلاج ومواصلة التدرب على التأقلم وفعل أشياء إيجابية، ساعد أشخاصا كثيرين على التحكم بهذا الاضطراب وعيش حياة طبيعية. حسب الجزيرة
اضافةتعليق
التعليقات