• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الخدمة الحسينية… حين يكون الترابُ محرابًا والعرقُ عبادة

مريم فؤاد / منذ 7 ساعة / حقوق / 245
شارك الموضوع :

من خدمَ الحسين، خدمته الملائكة. ومن سقى زائرًا، سقاه الله من الكوثر. ومن رفع راية، ثبّت الله له رايةً في الجنة

ليست الخدمةُ الحسينيةُ مجرّدَ “عملٍ تطوّعيّ” يُسجَّل في الدفاتر، وليست “مهمّةً” تُنجَز وتنتهي… بل هي تكليفُ حُبّ، يُساق به العاشقون إلى ساحةٍ لا تُشبِه إلا كربلاء…

فيها الحبرُ حسرة، والماءُ دمعة، والطعامُ بيعة، والخطوةُ طريقُ نجاة. الخدمةُ عند بابِ الحسين تختلف… تُبدّلُ الروح، تُنقّي القلب، وتحوّلُ الإنسان إلى جزءٍ حيّ من عاشوراء، لا مُتفرّجًا عليها.

فلسفةُ الخدمة… أن تكونَ في صفّ زينب دون سؤال

في كربلاء، لم تكن زينبُ (عليها السلام) بحاجةٍ إلى من يخدمها، لكنّ التاريخَ أراد أن نكون نحنُ خُدّامًا لما بقي من تلك الثورة.

الخدمةُ الحسينية ليست جزاءً… بل انتماء. أنت لا تخدمُ الحسين لأنه بحاجة، بل لأنك أنتَ بحاجةٌ لأن تخدمه.

فكلُّ من ارتدى السوادَ ووقف على ممرِّ الزائرين، وكلُّ من غسل قدميه بطينِ كربلاء وهو يوزّع الشاي، وكلُّ من خفّف عن زائر، أو مسحَ عرقًا، أو فتحَ دربًا…

فقد انضمّ إلى ساحةِ القتال، لكن بلغةٍ مختلفة.

مَن هو الخادمُ الحقيقي؟

الخادمُ الحسيني لا يُعرَفُ بمِهنته، ولا بعُمره، ولا بمكانته… بل يُعرَفُ بنيّته. قد يكون خادمًا يحملُ على رأسه تاجَ الهيبة، لكنه يكنسُ العتبة بصمتٍ وخشوع،

وقد يكون طفلًا صغيرًا يملأ كوبَ ماءٍ للزائر، لكنّ الملائكةَ تكتبُ اسمه مع الأنصار.

الخادمُ الحقيقي هو مَن يخدمُ وفي قلبه حرارةُ المصاب، من لا يبحث عن صورةٍ، ولا عن مدح، بل فقط يقول:

“يا حسين، لو كنتُ معك، لفعلتُ أكثر من هذا…”

تراتيلُ في مواكبِ العشق

ما أجمل أن ترى الشوارعَ تمتلئ بالخَدَمة… وجوهٌ سمراء من الشمس والتعب، لكن قلوبٌ بيضاء من الإخلاص. النساءُ يطبخن كأنهن يُطهّرن الأرواح، والرجالُ يقطعون المسافاتِ لا تعبًا، بل شوقًا، والأطفالُ يمدّون يدَ العون، وكأنهم يكتبون أوّلَ حروفِ الولاء.

هذا المشهدُ ليس عاديًّا… إنّه مشهدٌ عَرَفيّ من نوعٍ آخر، كلُّ خطوةٍ فيه عبادة، وكلُّ قطرةِ عرقٍ فيه شهادةُ انتماء.

الخدمةُ… لغةٌ تُكتَبُ بالدموع

هل رأيتَ خادمًا يبكي وهو يوزّع الطعام؟ أو امرأةً تخبز وتهمس: “يا زهراء، هذا القربانُ لكِ”؟ هل شعرتَ يومًا أنّ هناك يدًا خفيّة تدفعك لتخدمَ أكثر، وتتعبَ أكثر، لكن دون أن تشتكي؟

تلك ليست يدك… بل هو نداءُ كربلاء يجري في العروق. الخدمةُ الحسينية هي دعاءٌ غيرُ منطوق، هي زيارةٌ بلا كلمات، هي عزاءٌ بحركة، ووفاءٌ بعمل.

أثرُها في الدنيا والآخرة

من خدمَ الحسين، خدمته الملائكة. ومن سقى زائرًا، سقاه الله من الكوثر. ومن رفع راية، ثبّت الله له رايةً في الجنة.

الخدمةُ ليست لليوم فقط، بل تُكتَبُ لك في كلّ زمان، حتى إذا جفّ جسدُك من التعب، كانت خطواتُك شاهدةً عليك يومَ لا ينفع فيه إلا الحبُّ الصادق.

رأيتُ أن الخدمةَ ليست مهنة… بل ولادةٌ ثانية. كلّ مرّةٍ أمسحُ فيها يدَ زائر، أشعر أنّني أمسحُ وجهي على بابِ الحسين. وكلّ مرّةٍ أُجهّز طعامًا،

أشعر أنّ زينب تشهدني من بعيد. وكلّ مرّةٍ أتعب، أقول لنفسي:

"هل هذا يُساوي ذرّةً ممّا تعبوه هم؟"

الخدمةُ الحسينية ليست تشريفًا، بل مسؤوليةٌ، وأمانة، وحُلمٌ أن نكون… "جنودًا مجهولين" في جيشِ كربلاء المتجدّد، حتّى يُرفَعَ النداءُ الأخير: "يا لثاراتِ الحسين"..

الامام الحسين
عاشوراء
الشعائر الحسينية
كربلاء
الحب
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    الآباء والتكنولوجيا: كيف نعيد التوازن في تربية الجيل الرقمي؟

    سرطان الساركوما.. لماذا يُصيب الأنسجة الرخوة في الجسم؟

    وعي العباءة الزينبية ٢

    الامام الحسين.. صياغة ربّانية

    الفرق بين الذكاء البشري والذكاء الاصطناعي

    آخر القراءات

    احذر من تأثير الحزن على علاقاتك الاجتماعية

    النشر : السبت 24 شباط 2018
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    الامام الحسين في مرآة فكر الزائر

    النشر : الأربعاء 06 ايلول 2023
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    دعه ينجح لنفسه لا لأجلك

    النشر : الأحد 09 كانون الأول 2018
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    حرّر نفسك

    النشر : السبت 29 تشرين الاول 2022
    اخر قراءة : منذ 17 ثانية

    منتدى الفن.. يفتتح أبواب المسرح الكربلائي

    النشر : الأحد 27 كانون الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 23 ثانية

    هل يقف العمر في طريق تحقيق الأحلام؟

    النشر : الخميس 02 آب 2018
    اخر قراءة : منذ 24 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 543 مشاهدات

    قيمة الدمعة في مصاب سيد الشهداء

    • 486 مشاهدات

    النساء أكثر عرضة للزهايمر بمرتين... لهذه الأسباب

    • 405 مشاهدات

    نشأة الذكاء الأصطناعي وتطوره

    • 385 مشاهدات

    صراع الروح وتجلّي الحق

    • 381 مشاهدات

    تربية الأبناء على مبادئ عاشوراء: كيف نُنشئ جيلاً حسينياً؟

    • 362 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1287 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 902 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 709 مشاهدات

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 682 مشاهدات

    مدينة الانتظار: تُجدد البيعة والولاء في عيد الله الأكبر

    • 664 مشاهدات

    اكتشاف الذات.. خطوة لمستقبل أفضل

    • 626 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها
    • منذ 7 ساعة
    الآباء والتكنولوجيا: كيف نعيد التوازن في تربية الجيل الرقمي؟
    • منذ 7 ساعة
    الخدمة الحسينية… حين يكون الترابُ محرابًا والعرقُ عبادة
    • منذ 7 ساعة
    سرطان الساركوما.. لماذا يُصيب الأنسجة الرخوة في الجسم؟
    • منذ 7 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة