ما المانع من أن نعرض أنفسنا على أنفسنا بين الفينة والأخرى لنتعرفها، فمن عرف نفسه فقد عرف ربه، خاصة في موسم غربلة حقيقية كموسم أربعينية سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام)، ففي أحيانٍ كثيرة نحتاج إلى خوض غمار الاختبار لنتحقق من مدى صحة المسار وتصويب الهدف ورسوخ القدم، شأننا شأن المسافر الذي لا يفتأ يطالع خارطة الطريق أو بوصلة الاتجاه، لكن مسارنا هو مسار فكر وعقيدة ومنهج حياة، لا مسار طريق فيزيائي مادي، لذا فهو أحق بالتمحيص والنظر وذلك قوله سبحانه (فلينظر الانسان إلى طعامه) عبس ٢٤.
وقد ورد في تفسير هذه الآية عن الامام الصادق (عليه السلام)، قَالَ: «عِلْمُهُ الَّذِي يَأْخُذُهُ عَمَّنْ يَأْخُذُهُ». تفسير البرهان للبحراني.
فمن الراجح القول أن لا سعي من دون علم، فأي علم ذاك الذي يدفعنا نحو سيد الشهداء؟، وهل هو علم جامد، متناقص، أم متزايد متكثر؟!
إذاً قف أمام نفسك واسألها بضعة أسئلة لتعلم إن كان قد ثَبُت لك قدم صدق أم لا!! ولو من خلال بضعة أسئلة كالنموذج التالي:-
السؤال الأول: ماذا يعني لك الحسين (عليه السلام)؟
_هو امام المحبة واللطف الذي غمرتنا أمواج حنانه عبر مديات الزمن البعيد، فنبذت قلوبنا القسوة مذ عرفناه!
السؤال الثاني: كيف ترى العالم من دون عاشوراء؟
_كمسافر بلا دليل أو كبحر من دون شاطئ.
السؤال الثالث: أي زهرة قطفت من بستان سيد الشهداء؟
_حقيقة بستانه مليئ بأنواع الأزهار والثمار الزاكية، غير أني اخترت زهرتين؛ الأولى قوله (هون مابي إنه بعين الله) فكثيرا ما دفعني هذا القول إلى كظم الغيظ وترك الجدال أو المشاحنات التي لا طائل منها، فيعوضني ربي خيرا.
أما الزهرة الثانية فهي قوله في اللحظات الأخيرة من حياته حينما كان يتمرغ في الدم والتراب: "رضا بقضائك وتسليما لأمرك لا معبود سواك". فإن كان هذا حال سبط النبي فلم نتبرم من مشكلات عابرة ليس لها وزن أو قيمة أمام أهوال عاشوراء! وعاشوراء حجة علينا شئنا أم أبينا.
زهرتان مضمختان بدم الشهادة، فاح مسكها في جنبات روحي فأثمرت إيمانا وصبرا وعزيمة!
السؤال الرابع: لو كانت لك حاجة مقضية عند سيد الشهداء فما الذي ستطلبه؟
_ في مدرسة الامام الحسين (عليه السلام) تعلمنا أننا حتى إذا طلبنا حوائج للدنيا فلابد أن تكون بابا للآخرة، وتعلمنا أيضا أن نقدم حوائج الغير على حوائجنا إن أردنا تحقق الاجابة، فالجار قبل الدار وهو إرثنا من مولاتنا الزهراء (عليها السلام)، لذا فأني على الدوام أقدم دعاء تعجيل فرج مولانا صاحب الزمان لأن فرجه هو فرج للعالم أجمع!
السؤال الخامس: من هي الشخصية الثانية التي تأثرت بها، بعد الإمام الحسين؟
_مولاتي زينب العقيلة، فهي نموذج للمرأة المؤمنة الواعية، والموالية المخلصة لإمام زمانها، لذا أحاول أن أقتفي آثارها في مسارات العفة وطلب العلم.
دوّن اجابتك واحتفظ بها للسنة القادمة لتكون مداد التنامي في حياتك، أو إرث يُعتبر به بعد وفاتك.
اضافةتعليق
التعليقات