في التعليم: يعرف الذكاء على أنه قدرة العقل على تحليل المواقف السابقة والاستفادة منها والتكيف مع الظروف المختلفة للوصول إلى حلول المشكلات المفاجئة.
في علم النفس: يعتبر الذكاء نموذجا لتطبيق المعرفة المكتسبة من التجارب المتعددة لإحداث تغيير في بيئة الفرد، والوصول إلى أفضل القرارات بعد استخدام العمليات العقلية المعقدة في وقت محدد.
في الطبيعة: يعرف الذكاء على انه القدرة على البقاء بما فيها القدرة على النجاة والحصول على الغذاء والصيد وغيرها من المهارات المكتسبة ومعرفة كيفية توظيفها.
بصورة عامة: يعد الذكاء البشري على أنه قدرة الفرد على الجمع بين العديد من العمليات المكتسبة من خلال التجارب المعرفية السابقة لكي يستطيع التكيف مع الظروف الخارجية المستجدة بين الحين والآخر، بينما يعد الذكاء الاصطناعي على أنه المجال المسؤول عن تطوير الحواسيب والآلات لمحاكاة ذكاء البشر، وحل المشكلات.
الذكاء البشري
لازال الذكاء من أكثر مواضيع البحث العلمي تحديا ولم يستطع العلماء الوصول إلى تعريف كامل الدقة للذكاء، ولكن تحورت أغلب محاولاتهم حول كون الذكاء البشري بأنه قدرة العقل البشري على التعلم والاستنتاج من التجارب والمواقف السابقة، والسعي وراء التكيف مع ظروف حياتية جديدة، وقدرة العقل البشري على إحداث تغيير في البيئة من خلال الاستغلال الأمثل للمعرفة.
وفي الآونة الأخيرة اتجه العلماء إلى التفسير النفسي للذكاء بأنه "قدرة العقل على التكيف مع الظروف البيئية المختلفة، وهذا التكيف يتطلب قدرة عالية من الإدراك والمعرفة والتفكير "العقلاني" حول الوصول إلى حلول اللمشكلات في المواقف المختلفة"، فثلا لا بد للطبيب أن يتكيف على رؤية الأعراض المرضية لمرض معين، ولكن أحيانا يختلق المرض أعراضا جديدة يجب على الطبيب التفاعل معها والتكيف مع تلك الأعراض غير المألوفة ليتمكن من مساعدة المريض، لذا فالذكاء البشري لا يصح أن يوصف بمصطلح "القدرة" فقط، وإنما هو مجموعة من القدرات الممتزجة والعمليات المعقدة التي تخدم الحاجات الإنسانية في كل لحظة يمر بها الإنسان وذلك ضمن ما يعرف بتقنيات الاجتهاد أو "الحدس المهني".
الذكاء الاصطناعي
يعتبر الذكاء الاصطناعي مجالا من مجالات علوم الكمبيوتر الذي يهدف إلى تطوير البرامج والآلات لتحويلها إلى آلات تحاكي ذكاء البشر لتقوم بتأدية الكثير من المهام الشاقة، فقد سعى العلماء والباحثون إلى التوصل لعقل يقترب من العقل البشري، وكان ذلك السعي مشمرا بنتاج أفادت البشرية بأكلها، فانتشرت تطبيقات الذكاء الاصطناعي في عصرنا الحديث من خصائص تعرف الذكاء الاصطناعي على الكلام البشري، والروبوتات التي تتفاعل مع الإنسان وتلعب الشطرنج وتقوم بتنفيذ الأوامر، وينقسم الذكاء الاصطناعي إلى نوعين وفقا لرؤية الفلسفة له، وهما: "الذكاء الاصطناعي الضعيف" و"الذكاء الاصطناعي القوي"، فالذكاء الاصطناعي الضعيف يتلخص دوره في القيام بتنفيذ حركات مسبقة التخطيط والبرمجة له اعتمادا على برامج وخوارزميات وقواعد متعددة لتحقيق هدف "معين" أو أداء وظيفة محددة.
بينما الذكاء الاصطناعي القوي فيسعى العلماء فيه تطوير خواص التكنولوجيا بإحداث الكثير من الغيرات تمكينها من استخدام طرق التفكير المختلفة وتأدية "وظائف متعددة" التي نتشابه مع وظائف البشر، وهنا يخرج الذكاء الاصطناعي من دائرة المحاكاة فقط، فهو يعلم نفسه ويستطيع أن يتعامل مع مشكلات متعددة في نفس الوقت.
ويعد الفرق بين الذكاء البشري والذكاء الاصطناعي هو قدرة الذكاء البشري على التكيف مع الظروف البيئية المختلفة اعتمادا على الحواس والمعلومات والمعرفة المسبقة المستخلصة من المواقف المتعددة، بينما يدور الذكاء الأصطناعي حول تصميم الآلات التي يسعى العلماء من خلالها إلى محاكاة السلوك الإنساني، وبالرغم من كافة الجهود المبذولة للوصول إلى "الذكاء Artificial General Intelligence- "Strong-AI AGI.
إلا أن التركيز الأكبر ينصب على تطبيق "الذكاء الاصطناعي الضعيف Weak-AI" أو "الضيق Narrow AI"، نتيجة اعتقاد الكثيرين بعدم إمكانية خلق الذكاء الاصطناعي القوي الشامل طبقا للاختلافات الكثيرة بين التركيب الداخلى للعقل البشري الذي فطرنا الله عليه وبين مكونات الذكاء الاصطناعي. فإن المحاولات الآن مركزة على محاكاة السلوك الإنساني من قبل الذكاء الإصطناعي لمساعدة الإنسان في كثير من الأمور الحياتية للوصول إلى حياة أفضل.
اضافةتعليق
التعليقات