مما رُوي عن النبي الأعظم (صلّى الله عليه وآله) أنّه قال: "العلم خزائن ومفتاحها السؤال، فاسألوا يرحمكم الله فإنّه يؤجر فيه أربعة: السائل، والمعلّم، والمستمع، والمحبّ لهم". (١)
عندما نتأمل في هذا الحديث النبوي نجد إنه يُبين أن في الثقافة الدينية السؤال بحد ذاته أمر مهم وممدوح جداً بغض النظر هل يحصل السائل على إجابة أم لا، إذ نجد أنه قال: أن السؤال موجب لنزول الرحمة والأجر للأربعة، فمجرد إثارة حالة التفكر في ذهن المعلم والمستمع والمحب للتعلم هو علم وتعلم، وكل ذلك يحصل بالنطق بالسؤال النابع من حالة تفكر كانت لدى هذا السائل.
-وكما أشرنا- فقد لا يحصل على إجابة، ولكن هذه الخطوة التي عبر عنها [المفتاحية]، ستفتح أمام السائل باب يحفز عقله على استجماع ما لديه من أفكار ومعلومات، وهذا واقع حال فكم من سؤال بمجرد النطق به أو كتابته وعرضه على أهل العلم يجد السائل أنه قد انفتحت أمامه آفاق المعرفة المستودعة في الذاكرة وبانت له.
وهكذا حال المعلم فقد يلهمه تعالى جواب ومعرفة وعلم لم يكن هو فكر بها أو جمعها بهكذا حصيلة، فيصيغه بجواب ليعطيه لهذا السائل، فهو بذلك أول المنتفعين به.
وهكذا حال المستمع والمحب فهم ممن ستضاف إلى معرفتهم علما، وقد ينبههم السؤال لأمور كانوا يجهلونها، وعلى إثره يبدؤون بالبحث والتعلم أكثر.
واللطيف أن النبي (صل الله عليه وآله) عندما عبر عن آخر صنفين بأنهما سوف يؤجران، قال (صلى الله عليه وآله) إنهما المستمع وليس السامع والمحب وليس عابر السبيل أو أي جالس كان معهم مثلاً؟ لأن المستمع هو بالضرورة يكون حاملا لسمات المنتفع مما يسمع ويرى، والمحب كذلك فهو يبحث عن محبوبه في كل مكان وحديث.
ولقيمة العلم وعظمة شأنه شُمل هذان الصنفان بالأجر لأنهما يحملان نية طلب العلم، و يسعيان إلى تحصيله أينما وجداه، فالمتعلم أهم سمات تجعله يتصف بصفة طالب العلم أن يكون:
أولاً: محب للعلم.
وثانياً: مستمع جيد وصبور.
وثالثاً: السؤال ثم السؤال ثم السؤال.
———————-
اضافةتعليق
التعليقات