كان ولا زال نبراس في قلوب المؤمنين، الامام الحسين الذي يعلمنا معنى القدوة والتضحية من أجل اعلاء راية الاسلام في أقوالنا وأفعالنا، الى قيام الساعة، تبقى الحقائق ثابتة ولا تقبل التأويل وتبقى كربلاء في كل عصر وزمان زاخرة بالاباء.
فقد حمل الحسين رسالة مثلى في نهجه والإصلاح في الثورة الحسينية يعني توعية الأمة في عدم ابتعادها أو انحرافها عن الخط المستقيم الذي يمثل جانب الحق، وهو منهج من مناهج الإسلام الأخلاقية التي خطها الرسول "صلى الله عليه وآله وسلم" وأهل بيته من بعده، فنهضة الإمام الحسين"عليه السلام" كلُ لا يتجزأ، فقول الإمام الحسين"عليه السلام": (إني لم اخرج اشراً ولا بطرا، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله محمد ص لآمر بمعروف وانهى عن منكر).
قاتل الحسين بنفسه وعياله وبعد إعلان الحرب حرص سيّد الشهداء على إعلان بنود منهجه على الذين يريدون قتله وكان يعظهم في ساحات القتال ومن قوله عليه السلام: (أيّها الناس اسمعوا قولي ولا تعجلوا بي حتّى أعظكم بما يجب لكم عليّ، وحتّى اعتذر إليكم من مقدمي عليكم، فإن قبلتم عذري، وصدقتم قولي، وأنصفتموني، كنتم بذلك اسعد، ولم يكن لكم عليّ سبيل).
حتى إن القضية الحسينية لم تعد حكرا على المسلمين فقد شملت كل الأديان برونقها في التصدي والتحدي لكل ظلم والانتصار على النفس فقد نال اطراء الخالق في شموله الجنة ومعصوميته من الاثم وتزكيته.
وإن الانسان اللبيب يتضح له ميزة الامام الثائر وأن رسالته إحياء الإسلام، وإرجاع القرآن إلى الحياة، وهو ما كان يهدفه الإمام الحسين (عليه السلام) من نهضته وشهادته، ذلك لأن الإسلام الذي أنزله الله تعالى في كتابه، ونطق به قرآنه، وبلّغه رسوله (صلى الله عليه وآله)، وضحّى من أجله أهل البيت (عليهم السلام) وخاصة الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء يوم عاشوراء، هو الدين الكامل، والقانون الشامل، الذي باستطاعته وفي كل عصر وزمان أن يسعد الإنسان، والمجتمع البشري، ويضمن له التقدم والرقي، والتطلع والازدهار، وذلك في ظل حكام استشاريين، غير مستبدين ولا ظالمين، نص الله على إمامتهم وولايتهم، وفي جوار حكومة عادلة، وإدارة حكيمة، ورعاية واعية، ونظام استشاري.
قيادة الحسين تتمركز في أن تكون عادلة حرة لا تخضع أو ترضخ لظلم ظالم، قائمة على الاباء والسلام.
يعلمنا الحسين التضحية، المجد، والتحدي بقوله ((أما بعد فقد نزل بنا من الأمر ما قد ترون، وإن الدنيا قد تغيرت وتنكرت وأدبر معروفها فلم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء وخسيس كعيش المرعى الوبيل. ألا تروَن إلى الحق لا يعمل به وإن الباطل لا يُتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء الله محقاً.. فأني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برماً..).
فما أسعد من يعيشون على نهج الحسين وثورته.
اضافةتعليق
التعليقات