• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

غصن نعناع

مروة حسن الجبوري / الأثنين 28 كانون الثاني 2019 / ثقافة / 2833
شارك الموضوع :

كم مرة نظرت إلى المرآة وحدثت نفسي، اعتدت كل يوم أن أقف أمام تلك اللوحة الصافية التي يقال عنها مرآة، أبحث عن شيء جديد في ملامحي، أتمتم مع نفسي

كم مرة نظرت إلى المرآة وحدثت نفسي، اعتدت كل يوم أن أقف أمام تلك اللوحة الصافية التي يقال عنها مرآة، أبحث عن شيء جديد في ملامحي، أتمتم مع نفسي بهمهمات لا يعرفها غيري، عند أول حديث يطرأ في بالي، كيف لهذه الملامح العشرينية أن تظهر بهذه التجاعيد الأربعينية، خيط  من اللون الأبيض، بدأ يلون خصلات شعري، علامة أن الروح قد شاخت ودخلت سن اليأس..

من يفكر في تفاصيل يومه سيجعل في حياته خيوط سوداء تقتل كل شيء أبيض في داخله، ماذا لو أصبحت هذه المرآة تتكلم، هل ستفصح عن أسرار ملامحنا، هل ترى تلك الندوب التي شوهت ملامحنا فأصبحت باهتة، ليس أمرًا هينا، فقد قتلت سنوات الأمل في داخلي، في كل موقف كان يمر اسرفت في التدقيق في التفاصيل وحملت الهموم قبل أوانها لذا يجدر بي أن لا أعاتب هذه الملامح الصفراء، ولا تلك اللوحة الصافية فأنا من شوهت صورتها..

بنبرة غضب أمسكت ورقة الصحف ومسحت آثار وجهي من المرآة، لكنها بقيت عالقة وكلما اقتربت ظهرت، كانت صرختي تضج في الغرفة، ما هذه الهموم والأحزان، متى ستنتهي، جاءني الجواب من جدتي التي كانت تنظر الي وأنا أحاور مرآتي، ابتسمت وهي تنفض عن صدري الهموم، قائلة: حفيدتي إن هذه المرآة صافية وملامحك أيضا صافية لكن هناك في زوايا قلبك شيء أكبر من هذا العمر الذي تحملين رقمه جعلك تشعرين بسواد هذه الدنيا، يا صغيرتي لا أحد ينجو من مصاعب الحياة  وكل انسان يحمل ما يكفيه من الحزن والقلق، وكل ما يتطلب منكِ الآن هو أن تعرفي معنى الاعتدال في الحياة فلا حزن مفرط ولا سعادة تامة، واعرفي كيف توازنين بين متطلبات الجسد والروح، فالتوازن يا حفيدتي هو إعطاء كلّ شيء قدره من غير زيادة أو نقصان، وكذلك الأمر بالنسبة للاعتدال..

وليس فقط في الجانب النفسي فهناك اعتدال في كل شيء في الحياة، حتى العبادة وأدائها وفق شروطها وأركانها، لذا فرض الله الصلوات الخمس وأعطى الأجر والثواب لمن قام بالنوافل والمستحبات، والاعتدال في رعاية الصحة للإنسان كالطعام والشراب، والمعاشرة الاجتماعية بضوابط دينية وأخلاقية والعلاقات الإنسانيّة..

وعلى الجانب الروحي أيضا فلا يمكن أن تحملي هم الغد وانتِ لم تعيشيه بعد، وهم الأمس فهو مفقود ولا يمكن أن يعود، تذكرت أن هناك قصة لأمير المؤمنين علي (عليه السلام) عندما دخل الْحارِث‏ الْهمدانِي‏ على أَمِير المؤمنين (عليه السلام) وهو مثقل بالهموم متكأ على عكازيه وكان مع مجموعة من الشيعة، فَأخذ الْحَارِث يَتَأَوَّدُ فِي مِشيَتِهِ وَيَخْبِطُ الْأَرْضَ بِمِحْجَنِهِ وَكَانَ مَرِيضاً، وكانت لحارث منزلة قريبة جدا من الامام علي، تعجب الامام من حالة حارث وسأله كَيْفَ تَجِدُكَ، يَا حَارِثُ؟

أجاب: نَالَ الدَّهْرُ مِنِّي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَزَادَنِي أُوَاراً وَغَلِيلًا اخْتِصَامُ أَصْحَابِكَ بِبَابِكَ.

علم الامام أن لدى حارث هم كبير فرد (عليه السلام): وَفِيمَ خُصُومَتُهُمْ.

 يزفر حارث عن حسرته ويقول: فِي شَأْنِكَ وَالْبَلِيَّةِ مِنْ قِبَلِكَ، فَمِنْ مُفْرِطٍ غَالٍ وَمُقْتَصِدٍ قَالٍ، وَمِنْ مُتَرَدِّدٍ مُرْتَابٍ لَا يَدْرِي أَيُقْدِمُ أَوْ يُحْجِمُ.

 فرد أمير المؤمنين: فَحَسْبُكَ يَا أَخَا هَمْدَانَ، أَلَا إِنَّ خَيْرَ شِيعَتِي النَّمَطُ الْأَوْسَطُ، إِلَيْهِمْ يَرْجِعُ الْغَالِي، وَبِهِمْ يَلْحَقُ التَّالِي.

تمنى حارث بعدما سمع كلام أمير المؤمنين يا حفيدتي ان يكشف الرين عن  قلبه ويكون على بصيرة من أمره، فأكمل الامام حديثه مع الهمداني وحتى قال: "لا تعرف الحق بالرجال اعرف الحق تعرف أهله"*..

يا حلوتي من عرف الحق بالرجال حار في متاهات الضلال، الطريق إلى الحق يا حفيدتي منى، هو اجتناب أمور الباطل، في كل مجال حياتكِ، في الجامعة مع الصديقات عندما تعرفين أن هذا الامر باطل تعرفين جماعته، ففي هذه الأيام كثر الباطل من المغريات (الغناء وأكل الحرام وقتل النفس..) واتبعي الحق فهو كفيل بأن يزيل عنكِ تجاعيد الباطل وستزهين كما يزهر غصن النعناع يا صغيرتي.

*(مقتبسه من حديث الامام علي  للحارث الهمداني في نهج البلاغة)
الانسان
الحياة
الحزن
الامام علي
قصة
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    نادية شلاش
    العراق2019-01-30
    السلام عليكم ورحمة ألله وبركاته..،موفقين في طرح البحث ،الناس اغلبها على بساطتها ولاتعلم مايدور حولها واساليب الغش لدى ضعاف النفوس التي همها الكسب على حساب هؤلاء البسطاء ليس لهم ذمة ولا ضمير ،المفروض نشر حملات او فرق جواله لتنبيه الناس خطورة ذلك او نشر بوسترات او عن طريق القنوات التلفزيونية ،وافهام الناس هذا الموضوع .اذا قلت لكم اني اشتريت ماءمن اماكن مرخصة وليست من الباعة المتجولين وبعد يومين وجدت الطحالب تغزو العبوة التي فيها الماء وعندما اخبرت صاحب المحل قال لي لا ان مائه خاضع للرقابة ويجوز اني قد وضعت العبوة امام الشمس ،وانا لم اقم بما ادعى ،فهو وضع اللوم.علي واستبدلت العبوة بجديدة وحدث نفس الشي ،اذن على من يقع اللوم ... المظلوم الاكبر هو المواطن.المستهلك، وامره الة الله..

    آخر الاضافات

    العلاج الطبيعي للأطفال

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    دراسة جديدة تكشف فوائد مذهلة للبطيخ الأحمر

    حين يُصافح الحقُّ يدَ الظلم: مداهنة لا تُغتفر

    مقومات التزكية عند الإمام الباقر

    الإمام محمد الباقر: منارة العلم التي أطفأها الظلم

    آخر القراءات

    خطوات ابليسية مع نقرات حاسوبية

    النشر : الأربعاء 18 نيسان 2018
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    شبح العنوسة.. رغبة النفس ام رغبة القدر؟!

    النشر : الثلاثاء 24 كانون الثاني 2017
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    أوصيك بأصحابي.. وصية عظيمة وانجاز باهر

    النشر : السبت 04 آيار 2024
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    كيف تمارس تمارينك الرياضية في شهر رمضان؟

    النشر : الأثنين 03 نيسان 2023
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    مسيرة عم النبي: أقوال ومواقف

    النشر : السبت 01 نيسان 2023
    اخر قراءة : منذ 13 ثانية

    في اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة: كيف تلبي أنت والمجتمع احتياجاتهم؟

    النشر : الأحد 03 كانون الأول 2023
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3155 مشاهدات

    الإمام محمد الباقر: منارة العلم التي أطفأها الظلم

    • 602 مشاهدات

    حين يُصافح الحقُّ يدَ الظلم: مداهنة لا تُغتفر

    • 570 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 504 مشاهدات

    الشهيد الرضا الشيرازي.. تجلّيات فكر وسنويّة رحيل

    • 406 مشاهدات

    عقل المستقبل

    • 352 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3861 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3155 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 994 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 924 مشاهدات

    الإمام محمد الباقر: منارة العلم التي أطفأها الظلم

    • 602 مشاهدات

    عقد مقدّس تحت سماء مكة

    • 584 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    العلاج الطبيعي للأطفال
    • الخميس 05 حزيران 2025
    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟
    • الخميس 05 حزيران 2025
    دراسة جديدة تكشف فوائد مذهلة للبطيخ الأحمر
    • الخميس 05 حزيران 2025
    حين يُصافح الحقُّ يدَ الظلم: مداهنة لا تُغتفر
    • الأربعاء 04 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة