من الأمور التي يطالب الإسلام الإنسان بها، ان يبدأ بطرح أخطائه حينما يخطئ في تعامله مع الآخرين، أو حينما يريد انتقاد طرف ما لارتكابه خطا ما.
إذ ان الاعتراف بالخطأ أسلوب تربوي حسن للنفس، بالإضافة إلى أنه يريح المتكلم، والطرف الآخر، ويؤدي به إلى تقبل النقد.
ان هناك قسما من الناس يسيطر عليهم حب الذات، وحينما يخطئون يبعدون أنفسهم عن ذكر أخطائهم، وربما تأخذهم العزة بأخطائهم، ولا يبدون اي تنازل، أو اعتراف بها.
ان تعاملنا مع الآخرين يجب ان لا يكون على اساس أننا وهم أجزاء من آلة لا يقع فيها الخطأ، بل حتى الآلة فإن أجزائها تخطئ في بعض الأحيان.
بل يجب علينا أن نضع في اعتبارنا ان الطبيعة البشرية تصيب، وتخطئ، وهي ليست معصومة من الخطأ.
كذلك من الأمور الهامة في التعامل مع الأخطاء ان لا نكبرها، وأن نعطيها حجمها الطبيعي، وأن لا نتغافل عنها، وأن لا نتعود على أخطاء النفس، وممارسة أخطاء الآخرين.
وان نتعامل مع الأخطاء باعتبارها أمور محتملة الوقوع، وقابلة للعلاج في نفس الوقت.
فإذا كنت انت المخطئ بحق الآخرين، سواء كان في الآراء والأفكار، أو في مجالات التعامل الأخرى، ففي هذه الحالة لابد أن تكون صريحا مع نفسك، ومع الآخرين، لا ان تبرر أخطائك، بل لابد أن نتهم أنفسنا قبل أن نتهم الآخرين، وأن نبصر عيوبنا قبل ان نبصر عيوب الآخرين، وأن نعترف بأخطائنا امام أنفسنا دائما.
وللتعامل مع آراء الآخرين، هناك ثلاث خطوات:
الأولى: ان لا نتبع عثراتهم، وأخطائهم.
الثانية: ان نحملها على الخير، لا الشر.
الثالثة: ان لا نجرح كبريائهم اذا ارتكبوا الخطأ.
وقد يتساءل السائل:
هل المطلوب ان نسكت عن أخطاء الناس، أو ان نبررها؟!
والجواب:
ان الأخطاء على قسمين:
1_صغيرة ، وهذه قد لا تستحق الذكر ويمكن تحملها.
2_كبيرة، وهذه تبين بشكل أخلاقي وفني.
اذن:
في تعاملك مع الأخطاء، ابدأ بأخطائك قبل ان تبين أخطاء الآخرين، وإذا ما كانوا هم المخطئين ، فاجعل نقدك مشجعا لهم على تلافي اخطائهم.
اضافةتعليق
التعليقات