لبيك اللهم لبيك..
لبيك لا شريك لك لبيك.. ان الحمد والنعمة لك والملك.. لا شريك لك لبيك..
ضجيج يعلو في ارجاء البيت المبارك...
بيت عتيق.. مقصد الحجيج...
يمضي الجميع... لنيل الشرف العظيم..
الأبيض والاسود، العرب والعجم، الصغير والكبير جمعهم امر واحد وهو تلبية نداء الرب: ((وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا)).
لحظات مفعمة بالروحانية..
في قمة الروعة لمن يصفو قلبه من الزلات،
ارمي الماضي في خانة النسيان كي ابدأ من جديد وها انا لا زلت أخطو خطواتي واردد لبيك اللهم... وهل أعنيها بصدق؟! هل نعنيها بصدق؟
ام مجرد كلمات تخرج من أفواهنا كما مضى...
من يردد هذه الكلمات يجب ان يرمي الذنوب بعيدا...
وهل نرمي الذنوب؟! ام نرجع كما كنّا؟ وبما كنا نفعل!
ياترى هل انا من الحجيج ام من الضجيج؟!
ياترى هل حجنا مقبول ام نرجع من حيث اتينا فارغي اليدين؟
وربما يزيد الامر سوءا... يزيد على أمراض قلوبنا مرض الغرور لأننا سوف نصبح حجاجاً!
بين الضجيج والحجيج ذكرت قصة ابا بصير عندما قال: كنت مع الباقر (عليه السلام) في الطواف ببيت الله الحرام فسمعت كثرة الضجيج، فقلت له: يا مولاي ما أكثر الحجيج وأكثر الضجيج! فقال لي أبو جعفر الباقر (عليه السلام): يا أبا بصير ما أقل الحجيج وأكثر الضجيج, أتحب أن تعلم صدق ما أقوله وتراه بعينك؟ قلت: وكيف لي بذلك يا مولاي؟! فقال عليه السلام: أدن، فدنوت منه فمسح بيده على عيني فدعا بدعوات فعدت بصيراً فقال لي: انظر يا أبا بصير إلى الحجيج فنظرت فإذا أكثر الناس قردة وخنازير! والمؤمن بينهم مثل الكوكب اللامع في الظلمات فقلت: صدقت يا مولاي ما أقل الحجيج وأكثر الضجيج.
ما اقل من يحمل في قلبه نية صادقة وما اكثر من يحمل في قلبه شتى النيات...
هنيئا لك يا ابابصير كنت فاقد البصر ولكن تتمتع ببصيرة وكنت من الخلص وحظيت بمجاورة امام زمانك...
لطالما تخيلت مجاورة امام زماني عجل الله فرجه الشريف او ان أحظى برؤيته حتى لمرة واحدة!
اتمتم حروف اسمه وقلبي يموت شوقا لرؤياه..
هل من سبيل؟!
الموت يهمس في أذني ارتجف اكثر من ذي قبل، ماذا لو حزمت أمتعتي وقبلت على الرحيل وما حظيت برؤية ((من بيمنه رزق الورى و بوجوده ثبتت الارض والسماء))..
أعاتب نفسي، أعاتب عيني انظر يميناً وشمالا ابحث عنه في كل مكان ولكن دون جدوى!
وهل يمكن ان افتخر بنفسي وأقول انا بصيرة؟!
كيف لي وانا في غاية الحرمان...
يابن السادة المقربين خذني اليك اترجل في مقامك لعل يشفى بصري سأظل أراقب سفن النجاة على شاطئ الامل لعلها تأخذني الى النور، من لي غيرك؟
هواك قلبي قبل ان يراك..
هل من سبيل للقياك؟
ذنوبي حجبت عن بصري رؤياك!
مالي يانور العين سواك...
انا فقير ببابك هل ترد من اتاك؟
اترقب تلك الأيام وأشتاق للعيش في دولتك الكريمة كما وعد الامام الباقر (علیه السلام) :
«إذا قامَ قائِمُنا وَضَعَ یَدَهُ عَلی رؤوسِ الْعِبادِ فَجَمَعَ بِهِ عُقولَهُمْ وَ أَکَمَلَ بِهِ أَخلاقَهُمْ
وَ کَمُلَتْ به أَحْلامهُم».
اضافةتعليق
التعليقات