تحفل دور المسنين بقصص وحكايات غريبة تتضمن آلام و هموم أصحابها الذين قد تجاوزو الستين من العمر ليلقي القدر بحتفهم الأخير على باب نقش عليها جملة: (دار رعاية المسنين).
ولكن للإنصاف فإنّ دور المسنين لم تخلق فقط لأولئك الآباء الذين أراد أبناؤهم التخلّص منهم، إنّما وجدت دور المسنين من أجل الكبار في السن الذين لا يجدون مأوىً يلجؤون إليه بسبب أنّهم فقدوا كلّ من لهم صلة به من قريب أو من بعيد.
فمن المعروف أن دور رعاية المسنين تقدم خدمات عديدة منها ما هو صحي، ومنها ما هو نفسي، ومنها ما هو اجتماعي، وتتكامل هذه الخدمات جميعها لمصلحة الكبير في السن.
و في الآونة الأخيرة شهدت دار رعاية المسنين في كربلاء المقدسة لإهمال كبير، أثّرت بصورة سلبية على حياة المسنين الذين يرقدون في الدار.. فقد نقل عن لسان بعض الأناس الذين قاموا بزيارة الدار:
ــ (إن الخدمات التي تقدم للمسن ضعيفة كما أن أعداد موظفين الخدمة قليلة و هذا يعكس سلبا على خدمة الدار وخدمة ساكنيها.. إضافة إلى أن معاناة النساء تفوق معاناة الرجال لان الدار يفتقر إلى الخفر الليلي النسائي مما يؤدي إلى بقاء النساء العاجزات بعد النهار دون رعاية الموظفين).)
يحتوي الدار على غرف عديدة و كل غرفة تتضمن على الأقل خمسة أسرّة إضافة إلى حمام، وتلفاز واحد يعتبر هو المنقذ الوحيد من حالات الملل والروتين الذي أصبح جزء أساسي من حياة المسن.
وقد دعا النائب الأول لمحافظ كربلاء المقدسة جاسم الفتلاوي (بلقاء خاص مع موقع بشرى حياة) الى ضرورة الاهتمام والرعاية بالمسنين كونه أقل واجب يقدّم لهم بعد تقدّم العمر بهم.
وأضاف: إن من الضروري توفير كافة جوانب الراحة والخدمة لاسيما إستمرار التيار الكهربائي، وتكليف من هم متخصّصين في معاملة كبار السن، وسيتم مفاتحة دائرة صحة كربلاء المقدسة لغرض متابعة الحالة الصحية للنزلاء وتقديم العلاجات اللازمة بشكل يومي.
وأشاد الفتلاوي بدور العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية من خلال الزيارات العديدة للدار وتقديم الخدمات لهم والذي أسهم في إنعاش حالتهم النفسية والصحية خصوصاً إنهم يُعانون من بعد الأهل وفقد الأحبة.
فعلى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية إعادة النظر إلى هذه الشريحة التي باتت منسية نوعا ما، و تخصيص حقوق وخدمات كاملة تتمثل:
_بتوفير العديد من الأنشطة والبرامج الثقافية كالاستمتاع بقراءة بعض الصحف والمجلات والاستماع للإذاعة الداخلية وإذاعة القرآن الكريم وبعض الأحاديث الدينية وحضور بعض الندوات.
_أما من الجانب المهني: توفير فرص الأشغال اليدوية والهوايات للمقيمين غير القادرين كوسيلة لشغل أوقات الفراغ.
_ومن الجانب الترفيهي: أن تهتم بألوان النشاط الترفيهي والرياضي حيث تنظم بعض الألعاب الداخلية الخفيفة مثل رياضة المشي وبعض التمرينات التي تناسب المسنين وتراعي كبر سنهم. بالإضافة الى ذلك تقوم الدار بتنظيم حفلات السمر الترويحية والخروج في نزهات خارج الدار للحدائق والمنتزهات العامة وكذلك زيارة بعض المعارض والمهرجانات السنوية بالمناطق والرحلات السياحية الداخلية سواء السياحة الدينية أو السياحة الترفيهية كذلك عمل ندوات تدور حول اهتمامات المسن الشخصية.
_الإعاشة: توفير وجبات غذائية للمقيمين تقوم بإعدادها الدار وتأمين المواد من قبل متعهد يتم الاتفاق معه من قبل الوزارة وتحديد مصروف شهري رمزي بالإضافة إلى تأمين الكسوة للمقيمين والمقيمات شتاءا وصيفا.
_أما من الجانب الطبي: على الدار ان تقوم بتوفير الرعاية الطبية الكاملة لكل مقيم وفتح ملف طبي خاص له بمعرفة طبيب الدار مع متابعه المرضى والكشف عليهم وصرف العلاج اللازم لهم والإشراف على الصيدلية الخاصة بالدار و توفير القاعات التي تقدم خدمات العلاج الطبيعي للمسن.
انّ جميع هذه المحاور تدور حول الاهتمام و رعاية الكبار في السن و توفير حياة كريمة لما تبقى لهم من العمر... إذ إنهم باتوا لا يجدون نفعا من عد أيامهم.
كما أن للمسنّ مكانة متميزة في المجتمع العراقي، فهو يتعامل معه بكل توقير واحترام، نجد في ذلك قول لرسول الانسانية محمد صلى الله عليه واله وسلم: ( ليس منّا من لم يرحم صغيرنا ويوقّر كبيرنا).
اضافةتعليق
التعليقات