• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

مظاهر العنف الانتقامي في كربلاء

منار السجاد / الأربعاء 16 آب 2023 / اسلاميات / 1330
شارك الموضوع :

هذا المظهر يشير إلى الإمعان بالحقد على آل بيت الرسالة، إذ لم تعرف العرب حتى في جاهليتها هذا النوع من التنكيل

بعد تلك المجزرة الرهيبة في كربلاء التي ذهب ضحيتها ما يناهز المائة والأربعين شهيداً من آل الحسين وأنصار الحسين، تشير الروايات بالإجماع أن عمر بن سعد قائد الجيش الأموي، قد صلى على القتلى من صحبه ودفنهم، وترك الحسين وأصحابه دون دفن(١).

وهذا المظهر يشير إلى الإمعان بالحقد على آل بيت الرسالة، إذ لم تعرف العرب حتى في جاهليتها هذا النوع من التنكيل، وهو ذو ملحظ سياسي قمعي وردعي بوقت واحد فحيث يقتل ابن بنت رسول الله ولا يدفن وحيث تقتل كوكبة من أشراف الناس ولا يوارى أيّ منهم الثرى، فمعنى هذا أن النظام لا يبالي باتخاذ أشد الاجراءات عنفاً بشأن كل من يفكر في النكر على الحكم بقول أو عمل، هذا المصير الذي شاهدها لناس ظاهرة فجّة لا مراعاة للاعتبارات الإنسانية معها في مواراة جثث القتلى.

بل تركت وشأنها في العراء تصهرها حرارة الشمس وتسفي عليها رياح الصحراء اللافحة الجافة، لقد تناقل الناس أنباء هذه المشاهد الفظيعة، فأشاعت الذعر والفزع لدى الجميع، وظلت ماثلة في الأذهان بأبشع الصور، وبقيت آثارها مرعبة في الذاكرة البشرية وهذا بالضبط ما يريد تحقيقه النظام الأموي، ليكف الناس عن النضال وليستسلموا إلى واقع القدر السياسي الشاخص.

قال الشيخ المفيد: خرج قوم من بني ولما رحل ابن سعد أسد ولما كانوا نزولاً بالغاضرية إلى الحسين وأصحابه، فصلّوا عليهم، ودفنوا الحسين حيث قبره الآن، ودفنوا ابنه علي بن الحسين الأكبر عند رجله وحفروا للشهداء من أهل بيته وأصحابه الذين صرعوا حوله مما يلي رجلي الحسين، وجمعوهم فدفنوهم جميعاً معاً، ودفنوا العباس بن علي في موضعه الذي قتل فيه على طريق الغاضرية حيث قبره الآن، وفي ترك الحسين له وأصحابه دون دفن دلالة سياسية ذات شقين.

الأول: دواعي الحقد والانتقام من أهل البيت بحيث تترك أجسادهم وأجساد أنصارهم في العراء ماثلة أمام الناظرين، إشباعاً للنزعات البهيمية لدى الحكام الأمويين وقوادهم وولاتهم، وفيه تحقيق لذلك النهم الفاغر في التشفي والكراهية لأهل هذا البيت وأشياعهم.

الثاني: إشاعة الذعر الجماعي في حياة الناس، واجتثاث روح التضحية والمعارضة الأدمغة، فالقتيل لا يوارى ولا ترى له حرمة من أي كان، وحتى إن كان الوريث الشرعي لرسول الله ولا قيمة له مهما كانت قيمته الاجتماعية أو الدينية أو السياسية في الناس ولئن صح الفرض الأول، وأشبعوا رغباتهم بالحقد والانتقام، أخفق الفرض الثاني دون شك، فلم تتوقف إمدادات الثورة، ولم تخب جذوة النضال، وسترى في آثار الثورة مصاديق هذا رغم كل الدلائل المأساوية التي عرض لها الثائرون.

ظاهرة قطع الرؤوس وتسييرها

ولم يكن هذا وحده هو الاجراء الانتقامي المرعب، فلقد افتتن النظام بابتداع ما لا عهد للناس به فاستحدث ظاهرة جديدة تتجسد في قطع الرؤوس وفصلها عن الأبدان، والأجساد، إيغالاً في الجريمة، وتأكيداً لسياسة الارهاب.

لقد تم انتقاء أكثر من سبعين رأساً من بين جثث القتلى فقطعوها وقد مثلت هذه العملية النظر السياسي في الاختيار على أساس المكانة والمنزلة الاجتماعية، ولم تكن عشوائية كيفما اتفق.

وهذه الظاهرة لم تكن معروفة في التاريخ الإسلامي وعند العرب، باستثناء رأس عمرو بن الحمق الخزاعي الذي قطعه والي الموصل لمعاوية، وبعث به إليه فكان أول رأس حمل في الإسلام، أما أول رأس رفع على خشبة، فهو رأس الحسين صلى الله على روحه، وتتابعت بعده الرؤوس في القطع والرفع كما سيأتي بيان ذلك.

وقد سرح عمر بن سعد من يومه ذلك، وهو يوم عاشوراء برأس الحسين مع خولى بن يزيد الأصبحي، وحميد بن مسلم الأزدي إلى عبيد الله بن زياد وقد تم توزيع الرؤوس بصورة دقيقة فاقتسمتها القبائل التي شاركت في قتل الحسين وأهل بيته وأنصاره تنكيلاً بأفرادها الذين لم يشتركوا في القتال، وتحذيراً لهم أيضاً عن التفكير في أي حدث مضاد، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فهو تقييم قبائلي عتيد لزعامة وأهلية من اقترفوا جريمة قتل الحسين وأهل بيته وأصحابه عملي معلن لمواقفهم الموالية للسلطة، من التداعي والانحطاط.

(۱) الخوارزمي / مقتل الحسين ۹/۲ + الأمين العاملي / أعيان الشيعة ٤/ أول / ٣١٣.

مقتبس من كتاب الإمام الحسين (عليه السلام)، للمؤلف الدكتور محمد حسين علي الصغير
السياسة
التاريخ
الامام الحسين
عاشوراء
كربلاء
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    تصفح الإنترنت وأثره على العقل الباطن للإنسان

    حسن التبعل.. فن وذوق

    عسر الهضم..ما أسباب هذه الحالة وأعراضها؟

    مذهب اللا مبالاة ...الفتاة والضفيرة والمارّة الصامتون

    الوعد الموعود

    دراسة: الاضطرابات النفسية للأطفال تعيق تطورهم المهني بالكبر

    آخر القراءات

    يوم المرأة العالمي: المرأة في عالم العمل المتغير

    النشر : الأثنين 08 آذار 2021
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    تعرَّفي على أنواع الفواكه المفيدة لخفض الوزن

    النشر : الأحد 21 نيسان 2019
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    الوظائف الكبدية الرئيسة والتشريح الوظيفي له

    النشر : الأحد 07 كانون الثاني 2024
    اخر قراءة : منذ 15 ثانية

    كيف يعزز فيروس كورونا الشعور بالوحدة؟

    النشر : الأربعاء 17 حزيران 2020
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    لقطات على الكورنيش

    النشر : الأحد 26 تموز 2020
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    التسامح.. سبيل التحرر من آلام الماضي

    النشر : الثلاثاء 30 حزيران 2020
    اخر قراءة : منذ 18 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    حين يُولد القلب في ساحة حرب

    • 342 مشاهدات

    من كوخ العجوز إلى عرش الرّحمن

    • 339 مشاهدات

    أنشطة يومية تقلل من خطر الإصابة بالخرف

    • 336 مشاهدات

    لماذا أنجبتني؟

    • 326 مشاهدات

    طموح الذات واحتياجات الأبناء، أيهما أهم؟

    • 326 مشاهدات

    السر الأعظم في معاملة الناس

    • 319 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3808 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1343 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 914 مشاهدات

    الحسد في كلام الإمام الصادق

    • 861 مشاهدات

    عالم الأبراج والجذب في نظرية الإمام الصادق

    • 628 مشاهدات

    في حضرة الحرف: نادي ريحانة للفتيات يحتفي بيوم الكتاب العالمي

    • 563 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    تصفح الإنترنت وأثره على العقل الباطن للإنسان
    • منذ 4 ساعة
    حسن التبعل.. فن وذوق
    • منذ 4 ساعة
    عسر الهضم..ما أسباب هذه الحالة وأعراضها؟
    • منذ 4 ساعة
    مذهب اللا مبالاة ...الفتاة والضفيرة والمارّة الصامتون
    • السبت 24 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة