• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الفرق بين التفويض والتوكل والثقة

سجى عبد الامير الركابي / الأربعاء 07 شباط 2024 / تربية / 1248
شارك الموضوع :

من بين المقوّمات التي تجعلنا نستمر في مواجهة حياتنا في هذا العالم، هو التوكل على الله

في متاهة الحياة، ، تنتثر الحرارة والشرارة في كل لحظة، دون أن تكترث للجراح النابضة في قلبك. تندثر الأحلام في الرماد، وتتبدد الآمال في الهواء. تلك هي الحياة، تلقي بالتحديات والصعاب دون أن تأخذ في اعتبارها ألمك وأحزانك. ولكن في كل مرة تندثر فيها اللهب، تنبثق روحك القوية، تشعل الشمعة في ظلام اللحظات، وتثبت أنك قادر على تجاوز الصعاب وبناء حياة جديدة من الرماد.

من بين المقوّمات التي تجعلنا نستمر في مواجهة حياتنا في هذا العالم، هو التوكل على الله. إذا قررت أن تعيش وتستمر، فعليك أن تثق وتعتمد على الله، وتثق بأنه سيهتم بك ويرعاك. توكّل عليه واستمر في المضي قدمًا، ولا تستسلم للصعاب. تذكّر أن هناك رحمة تحيط بك، وأن هناك دعاءً سيصل إلى الله في خفاء، وسيظل يرافقك في رحلتك.

كم هي جميلة تلك الرحمة التي تحيط بك، إنها كالضمادة التي تداوي جروح حب الدنيا. إنها شفاء لذاتك المريضة. ما أجمل تلك الرحمة التي تحيط بك بكل تفاصيلها، وتجلب لك الهدوء والسكينة التي تملأ روحك. من خلال هذه  المحن والتحديات، نتعلم أن التوكل والاعتماد على الله يجلب نتائجه العميقة لأرواحنا التائهة، حتى وإن شعرت بتواضعك وصغرك في عين نفسك، فإنك في عين الله لا تُهمل أبدًا.

إنه الكريم الذي أسعدك بلطفه، ولم يتركك وحيدًا تتخبط في أقدار هذه الحياة العابرة والمتقلبة. يراك ويعلم أنك تقاوم الحنين، وتصمد أمام الخذلان وتقاوم الحزن. فيؤنسك بالرحمة التي تتجلى لك بذلك السلام الداخلي لحنايا روحك المنهكة. فهو القريب الذي يعلم تقلبات روحك واضطرابها، يعلم تناقضك وصبرك في المحاولة والاستمرار. لكن الاصرار على التوكل سينقلك إلى مكان الهدوء الذي لا يضاهى.

اتجه بروحك المنكسرة إلى الجبار الذي يرمم ويصلح مابقي منك ويعيد لك استقامتك وقوتك العزيز الذي لا يضام ولا تهون عليه ابداً. اتكئ على رحمته الواسعة، فضمانها مؤكد. اجعلها تتغلغل في روحك لتنقلك إلى درجات الطمأنينة. ارفع برأسك الى السماء واذهب في رحلة التضرع والاستكانة و اشكو إلى الواحد القادر مرارة الأيام وخذلان الصديق والحبيب. وتذكر أنك سرعان ما ستعود قويًا، مجتمعًا لكل شتات تفاصيلك المبعثرة. ستشرق شمسًا تمحي الظلام وتجلب الفرح الذي ينسيك مرارة الأيام.

ومن هنا يجب علينا أن نعرف:

الفرق بين التفويض والتوكل والثقة.

هناك فرق بين التفويض والتوكل والثقة، وكل واحد منها يعتبر موضوعاً منفصلاً.

أما الفرق بين التوكل والتفويض فقد اعتبر بعض العلماء أن الفرق بينهما في عدة أمور:

1-  التفويض أن لا يرى العبد في نفسه حولاً ولا قوة، ولا يجد أن له تصرفاً في شيء، ويرى أن الحق هو المتصرف في كل الأمور. وأما التوكل فهو أن يجعل الحق سبحانه قائماً مقامه في التصرف واجتلاب الخير والصلاح.

2-  التفويض أوسع من التوكل، والتوكل ليس إلا شعبة منه، لأن التوكل يكون في المصالح فقط، والتفويض في الأمور كافة.

3-  التوكل لا يكون إلا بعد وقوع سبب يستوجبه، مثل توكل النبي صلى الله عليه وآله وأصحابه على الله في أن يحفظهم من المشركين، حينما قيل لهم: ﴿إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾(آل عمران:173). وأما التفويض فيكون قبل وقوع السبب، كما جاء في الدعاء المروي عن رسول الله‏ (صلى الله عليه وآله): "اللهم إني أسلمت نفسي إليك، وألجأت ظهري إليك، وفوضت أمري إليك".

ويمكن أن يكون بعد وقوع السبب، مثل تمثيل آل فرعون.

ويمكن المناقشة في الفارق الثاني، وهو اعتبار التوكل شعبة من التفويض، فلا التوكل من التفويض ولا التفويض من التوكل.

وكذلك بالنسبة للفارق الثلاث، فلا دليل على كون التوكل يكون بعد وقوع السبب، فالتوكل يصح قبل وقوع السبب أيضاً.

ويبقى الفارق الأول فقط يميز بين التفويض والتوكل. وما ورد في الرواية "فتوكل على الله بتفويض ذلك إليه" فيمكن القول بأنه لا توكل إلا مع رؤية تصرفه بنفسه، ولهذا يتخذ لنفسه وكيلاً في أمر من أموره الخاصة به، إلا أن الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم) أراد أن يرفع ذلك من مقام التوكل إلى مقام التفويض، وليفهمه أن الحق تعالى لا يقوم مقامه في التصرف، بل هو المتصرف في ملكه ومملكته.

وأما "الثقة" فهي غير التوكل والتفويض، كما يقول بعضهم "الثقة سواد عين التوكل ونقطة دائرة التفويض وسويداء قلب التسليم". أي أن المقامات الثلاثة لا تحصل من دون ثقة، بل إن روح تلك المقامات هي الثقة بالله تعالى، فما لم يثق العبد بالحق تعالى لا يمكن أن ينالها.

ومن هنا يظهر السر في قول الإمام الكاظم (عليه السلام) بعد التوكل والتفويض: "ثق به فيها وفي غيرها". صدق عليه السلام.

الايمان
الدين
الاسلام
السلوك
الفكر
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا

    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي

    بناء التنوع.. شعار اليوم العالمي لهندسة العمارة

    جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تنظم فعاليات نادي ريحانة الصيفي للفتيات

    آخر القراءات

    متى تكون التفاهة الورقة الرابحة للمثقف الزائف؟

    النشر : الأحد 25 حزيران 2023
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    الحليب الصناعي.. ماهي مكوناته وهل يشبع الطفل؟

    النشر : الأثنين 27 حزيران 2022
    اخر قراءة : منذ 10 ثواني

    للحلمِ بقية

    النشر : السبت 12 كانون الأول 2020
    اخر قراءة : منذ 21 ثانية

    مطلقو لقب مذل المؤمنين.. بين قصر النظر وانعدام التسليم

    النشر : الأحد 27 ايلول 2020
    اخر قراءة : منذ 23 ثانية

    الامام الشيرازي: بين استنهاض الهمم وتعدد الكفاءات

    النشر : السبت 15 حزيران 2019
    اخر قراءة : منذ 25 ثانية

    السيدة الزهراء.. انموذج رائع للحياة كريمة خالية من المشاكل

    النشر : الأحد 22 كانون الأول 2024
    اخر قراءة : منذ 28 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1235 مشاهدات

    بعد تراجع وفيات النوبات القلبية.. ما الذي يُهدد حياتنا الآن؟

    • 445 مشاهدات

    ابتسم… أنت تمضي بلا هوية

    • 433 مشاهدات

    محرّم في زمن التحول

    • 418 مشاهدات

    تحدّي عاشوراء: أربعون يوماً لتكون حسينيّاً في زمن الضياع

    • 411 مشاهدات

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    • 411 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1330 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1235 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1179 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1113 مشاهدات

    قراءة في كتاب: إدارة الموارد البشرية

    • 769 مشاهدات

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 646 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا
    • الخميس 03 تموز 2025
    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين
    • الخميس 03 تموز 2025
    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي
    • الخميس 03 تموز 2025
    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي
    • الخميس 03 تموز 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة