أياً كانت بساطة المجهود الذي قمت به في يومك فهو رائع وكافٍ ويستحق الالتفات له، هل صنعت قهوة لذيذة؟ اشربها بفخر! هل أتصلت بشخص عزيز لتسلم عليه؟ حتّى إن لم يرد فهذا إنجاز! كل ما تسعى له في يومك يستحق التقدير.
لا بدّ أن تعتاد على تقدير نفسك، تدرَّب من الآن، لاحظ إنجازاتك الصغيرة، وكبّرها في عينيك، ستتشجع لفعل المزيد لا إرادياً، كما ستتعلم تلقائياً أن تفرح بالأحداث الكبرى التي تمرُّ عليك، وتستحق الالتفات لجمالها.
اشكر نفسك، وامنحها الفضل بعد الله تعالى في أصغر التصرفات قبل أكبرها، بإمكانك أن تتدرَّب على ذلك بكتابة كل إنجاز في دفتر صغير بشكل يومي، وتراجعه قبل النوم بإعجاب، ارفع من قيمة نفسك بشكرها على كل شيء تقوم به، كل محاولاتك إيجابية ما دمت قد بذلت جهداً للقيام بها، هكذا كان يفكر المخترع توماس أديسون حين قال "أنا لم أفشل، بل وجدت ١٠٠٠٠ طريقة لا يمكن للمصباح العمل بها"، إن فعلت شيئاً ظاهره خاطئ فأنظر له مجدداً بعين الرضا واستخرج الخير منه.
نافس نفسك، قارن ما أنت عليه بما كنت عليه، قدَّر مجهودك الخاص لترتقي بأدائك، وتحسن جودة حياتك، سيساعدك النظر لمن هم أقل إنجازاً منك لا العكس، فهذا ليس وقت الانشغال بمحاولة الوصول لمستوى شخصٍ آخر.
كلما كان تركيزك على تقدير جهودك أنت كانت النتيجة أقوى لا تنشغل بإنجازات الناجحين (أو الذين يظهرون النجاح والكمال) في الفترة التي تشعر فيها بالحزن، ليس هذا الوقت المناسب لمنافستهم أو الاقتداء بهم، ابنِ نفسك أولاً بتقديرها، فهذا يحميك من الإحباط وخيبة الأمل، تحتاج الآن أن تحبَّ نفسك كثيراً، وتحتفل بها في كل ما تصنع كطفلٍ بدأ للتوَّ بالتعرف على الأشياء.
إن سعادة الطالب بملصق النجمة الذي وضعته المعلمة على ورقته هو السبب المباشر الذي يدفعه للاهتمام وبذل الجهد، وسعادة الأم بإعجاب أبنائها بطعامها هو ما يدفعها للمزيد من الاهتمام والإبداع، لتقدير الجهود فعالية لا يمكن تجاهلها، وبرغم فعالية التقدير الصادر من الآخرين إلا أن ذلك لا يغني ابداً عن تقدير الذات الذي ينبغي أن يكون أعمق وأصدق.
اضافةتعليق
التعليقات