بات تأثير الترند أقوى مما نتخيل على واقع المجتمع العراقي الذي يُصنف على أنه هوائي المزاج يدب مع كل دابة وينعق مع كل ناعق وهنا لابد أن نقرع أجراص الخطر ونتأمل قليلاً في عقلية القطيع الجمعي المؤثر على كل فئات المجتمع إذ بات الكبير والصغير يمارس الترند بطريقته الخاصة والبعض اتخذه مهزلة والبعض الآخر جعله وسيلة تسويقية لعرض منتجاته بهدف ظهوره في الاكسبلور على الانستغرام وغيره من المواقع، هنا نسأل سؤالا مهما: لماذا هذا الركض خلف الترندات؟.
قد تكون الأسباب متعددة ومقلقة:
أولاً: الفراغ الفكري والتكاسل فالأفراد حالياً في كل المجتمعات اعتادوا على الاتكاء على أريكتهم والتصفح المزمن لمواقع التواصل من فيس بوك والانستغرام والتيك توك وغيرها من المواقع التي خُلقت بطريقة تكتيكية وممنهجة ومدروسة من الناحية النفسية لتصنع المدمنين.
ثانياً: جمال منطقة الراحة التي تعد أهم عنصر من عناصر الكسل، من المريح أن يضع الإنسان عقله في الثلاجة ليفكر عنهChat GPT وتُلغى عملية التفكير من الفعاليات الحيوية التي يقوم بها الإنسان فعندما يقوم التلميذ أو الطالب بأخذ الحلول الدراسية منه فهذه تعد مشكلة مجهولة عند الأبوين والمعلمين الذين يعانون من فجوة تطور الأجيال التكنولوجية وهنا نعود لنفس الدائرة لأن منطقة الراحة أسهل من العمل والاجتهاد.
ثالثاً: انطواء الشخصيات التي تستحق الصعود وتقديم محتوى مهم وعالي من ناحية المستوى الفكرية إضافة إلى استفحال الانحطاط الفكري الذي يجعل من الفارغين يتسلقون على رؤوس الشعوب المنحطة والمصيبة هي طغيانهم على المجتمع.
رابعاً: تلف خلايا الدماغ وضعف الذاكرة التي تنتقل بالتأثير البصري والسمعي وتتوارث بالجينات للأجيال القادمة فالسلوك المكتسب قادر على أن يتحول إلى سلوك جيني ومتوارث.
في المحصلة النهاية يمكننا القول أن اتجاه الشعوب يعتمد على ثقافة القادة والمستوى الفكري للمؤثرين والانفلوينسر واتجاه اهتمام الشباب على ماذا يعتمد، لذا فمن يقدم رسالة وصاحب علم ومحتوى فكري يرتقي بالمجتمع لابد ألّا ينطوي بسبب البؤس الفكري الموجود في محيطه وفي ذات الوقت لا يجب النزول في المستوى باسم الاختلاط مع المجتمع ليصبح مثلهم بل يجبرهم على الصعود بطريقة ذكية وأسلوب مستحدث ويكون صاحب رسالة ويصنع ولو أفراد معينين ليصنع منهم قطباً في كافة الفئات ويقوموا بقضية التوعية على كل ترند صاعد ويعرّفون الناس أهدافه بعد البحث والتأمل.
فقضية التريندات لبعض الشخصيات المسيسة بالأساس هي دعاية انتخابية تم طرحها بشكل دقيق ومتزامن مع الأحداث والتخبطات المؤثرة على النطاق العالمي واستغلال تلك النقطة هي فاصل محوري في الحصول على الجمهور الفارغ المذكور صفاته أعلاه، فعندما يتفاعل القطيع يتفاعل الأطفال والكبار وتتردد الكلمات على الأسماع لتخترق الأدمغة وبالتالي تُلاحظ في السلوكيات والأفعال لينتقل الترند إلى سلوك بدون فلترة لتصبح متلازمة التريند التي تجعل الشعب العراقي في دائرة الخطر، لذا كن مع المجتمع ولا تكن مع القطيع.
اضافةتعليق
التعليقات