استعرض مهندسون من معهد موسكو التقني مؤخرا روبوتا قادرا على القيام بالعديد من المهام المعقدة.
وزود هذا الروبوت بأنظمة متطورة تعتمد على الذكاء الصناعي، ساعدته على القيام بالعديد من الأمور كالبشر، فهو قادر على تلقي الأوامر الصوتية وتحليلها وإعطاء الإجابات على مختلف الأسئلة، والبحث عن المعلومات في الإنترنت.
وبإمكان هذا الروبوت حاليا إلقاء المحاضرات في الندوات العلمية والجامعات، وتأليف بعض الجمل بالاعتماد على كلمات مفتاحية، ويعمل مطوروه على زيادة قدراته ليصبح قادرا على كتابة نصوص طويلة ليصبح أول روبوت مؤلف للنصوص في العالم.
وتنشر روسيا هذا النوع من الروبوتات حاليا في العديد من الأماكن العامة كالحدائق ومحطات النقل العام والمطارات لتقديم العون للمسافرين وإرشادهم، كما يمكن للمسافرين الاعتماد عليها حاليا لحجز تذاكر السفر.
وقد شعر الناس بالدهشة عندما استعان روائيون بالذكاء الاصطناعي في كتابة رواياتهم، ثم سلك كثيرون هذا التوجه حتى بات يولد شعورًا بالاحتيال، وما انفكوا يستعينون بتقنياته لتأليف كتب جديدة أقل ما يقال عنها أنها سطحية، والسبب في ذلك أن هذه التقنيات لم تحقق حتى الآن أدنى درجة من الإبداع في فن الكتابة، لذلك كثيرًا ما تكون أعمالها في هذا المجال مخيبة للآمال.
ومن الأمثلة على ذلك كتاب «مستر. بنامبريس 24-أور بوكستور» من تأليف روبن سلون.
لقي هذا الكتاب استحسانًا كبيرًا، وتحدثت عنه صحيفة نيويورك تايمز عندما نشرت مقالًا عن الروايات المكتوبة بمساعدة الذكاء الاصطناعي، فصرحت أن الكاتب كان معتكفًا في عرينه خلال كتابة روايته، وقال فيها «اجتمع ثيران البيسون الأمريكية حول الوادي» ثم ضغط زر «تاب» محفزًا البرمجية التي دربها على أعمال كلاسيكية لكتاب مثل جون ستاينبيك وجوان ديديون وغيرهم، فكانت هذه النتيجة «اجتمعت ثيران البيسون الأمريكية حول الوادي قريبًا من السماء الجرداء».
وصرح روبن للصحيفة منبهرًا «إنه عمل مذهل حقًا، هل كان بوسعي كتابة «السماء الجرداء» لوحدي؟ ربما نعم وربما لا».
وعلى الرغم من ذلك، قد تبدو رواية روبن رائعة مقارنة بهذا العمل الشبيه بلغة السَلَطة من إنتاج المبرمج روس جدوين، إذ ربط روس مجموعة شبكات عصبية إلى كاميرا وجي بي إس وحساسات أخرى، ثم أخذها في رحلة على الطريق من مدينة نيويورك حتى نيو أورلينز.
فكانت النتيجة مجموعة جمل بلا معنى جمعت معًا في كتاب واحد، بعيدًا عن الملل الذي يكتسي الروايات التي يكتبها البشر في رحلاتهم على الطريق، انتقد الصحفي ترومان كابوتي أعمال جاك كيروك قائلًا «هذه ليست كتابة، بل مجرد طباعة».
وجدير بالذكر أن الخوارزمية أنتجت هذا العمل بعد أن استعرضت روايات هاري بوتر السبعة، فقدمت هذا العمل، وربما لا يضاهي أبدًا أعمال الروائية جوان رولينج، لكن علينا أن نقر بأن هذه المحاولة تمتلك سحرًا خاصا.
اضافةتعليق
التعليقات