- الأم: عزيزتي رقية أنت فتاة نشيطة ومرحة واجتماعية تحبين أن تتعارفي مع الآخرين وتمازحي وتصادقي كل من لاقيت، ولطالما أعجبت بهذه الصفة لديك وحاولت تنميتها وصقلها فيك، ولكن عندما تعرفت مؤخرا على بعض صديقاتك كان لابد أن أنبهك على بعض الأمور.
- رقية: وماذا بهن صديقاتي؟
- الأم: لا شيء، ولكن يقولون في المثل: (قل من تصادق أقل لك من أنت) فالصداقة هي عملية انتخاب كالطير الذي يلتقط الحَب الجيد من الحَبِ الرديء وليست مجاملات اذ أنها تعكس شخصيتك. ومن ثم أنها تؤثر فيك سلبا وايجابا شئت أم أبيت؛ لأن الفتاة في عمرك وفي مرحلة المراهقة تتأثر كثيرا بصديقاتها، فليس كل من سلّمت عليكِ أوسلمتِ عليها في المدرسة مثلا أصبحت صديقتك ولكن تكون الزمالة هي الخطوة الأولى. ومن ثم تبدأين باكتشاف من تريدين مصادقتها هل هي صاحبة أخلاق حسنة؟ كيف تتعامل مع الأكبر منها ومع الآخرين؟ ما هي الأماكن التي ترتادها؟ من هن صديقاتها؟ أيهما أكثر وأرجح سلبياتها أو ايجابياتها؟ هل هناك صفات مشتركة بينكما؟ و... من الأسئلة التي تجعلكِ تكتشفين شخصيتها وهل هي مؤهلة لتلك الصداقة أم لا..؟
- رقية: هل هي مسألة دقيقة إلى هذا الحد؟
- الأم: بل أدق مما تتصورين، بعد ذلك تبدأ المرحلة الأخرى وهي زرع بذرة الصداقة ورعايتها وتهيئة الأجواء المناسبة لها، كي تنمو وتترعرع وذلك عبر التواضع والمحبة والاحترام والتشجيع للفضائل والتنافس في أعمال الخير. فاذا صار وقت الصلاة تشجع أحدكما الأخرى على الصلاة في أول الوقت، وإذا كان الحجاب فالواحدة منكما تعلم الأخرى إلتزامها بالحجاب الأفضل، وإذا حصلت أحداكما على كتاب أو مجلة مفيدة تتسابقان عليه، أيكما تطالعه أولا و.. عندها سترين الصداقة الحقيقية التي تفتخرين بها.
- رقية: بعض صديقاتي يعرضن عليّ مطالعة بعض الكتب أو يجلبن بعض الصور الفاضحة وتقول لي اقرئيها في السر ولا تريها لأحد أو تطّلع أمك عليها.
- الأم: أعلمي ياحبيبتي أن هذه ليست صديقتك ولكنها تهدف إلى انحرافك واضلالك حتى تكوني انسانة تافهة وغير موفقة في حياتك وهذا ما أعنيه بالتأثير السلبي عليك، فاذا كان تصرفها ايجابيا وليس خاطئا فلماذا تخاف أن يعرف أحد ولماذا التكتم على الأمر؟ فمن صفات المؤمن الفطنة والذكاء فلابد أن تتحلي بهما مع من تدعي الصداقة، واذا شاهدت أي موقف أو كلمة مريبة فلا تترددي من أن تعرضي الأمر عليّ، لأنني أكثر خبرة منك وأريد خيرك وصلاحك لأرشدك الى ذلك.
اضافةتعليق
التعليقات