أقامتْ جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية ندوة ثقافية بعنوان (اللغة العربية ودورها في بناء الشخصية)، الإثنين 16/12/2024 وبحضور الشيخ مرتضى معاش.
أدارتْ الندوة الكاتبة ولاء الموسوي فبعد تعريفها باللغة وعدد المتحدثين بها وما وردت فيها من أحاديث، ودور القرآن الكريم في إحياء وتجديد والحفاظ على اللغة العربية، ومكانتها بين اللغات وبعد أن عرضت نبذة عنها رحبت بالشيخ مرتضى معاش الذي تحدث عن أهمية هذه اللغة دون غيرها بالتأثير على شخصية الفرد.
فاستهل كلامه قائلا: "إذا سيطرت على لغة الانسان تسيطر على ثقافته وتفكيره وأسلوب حياته، فالوجودات أربعة وجود خارجي وهو وجود الشيء، الوجود الذهني وهو الوجود الموجود في صفحات الأذهان مثل الصورة المنعكسة في المرآة، الوجود اللغوي بما فيه من ألفاظ وكتابات والاشارة، هذه الوجودات مترابطة فيما بينها ترابطا وثيقا فتكاد أن تكون وجودا واحدا فلا يمكن أن ننظر إليها منفصلة عن بعضها، فاللغة هي البعد الخامس في حياة الانسان فالإنسان له ثلاثة أبعاد الطول، العرض، الارتفاع، وله بعد آخر وهو الزمن، أما اللغة فهي الخامس، لإيجاد الترابط بين هذه الأبعاد الثلاثة وإلا لا قيمة له دونها، فالله (عز وجل) يؤكد على الذكر فكيف للانسان أن يسبح دون لغة، فاللغة عنصر أساسي في تحقيق الوجود فهي وعاء المعلومات".
وعن أهمية اللغة في عملية بناء الرشاد والتقوى والتذكر فصل: "الانسان إذا أراد التفكير والتحليل والتمييز بين الحق والباطل وفرز ما يفيده والغث والسمين وصلاح الانسان يبدأ من لغته وتواصله مع المجتمع، فاللغة نظامها مشابه للاقتصاد قائم على العرض والطلب فكلما تعلم الانسان لغته وتعمق فيها راحت تهديه مزيدا من العلم والثقافة فضلا عن فهمه للقرآن الكريم، واللغة هي وسيلة التواصل بين الناس كلما يرتفع المستوى اللغوي بين الناس كلما ازداد تواصلهم وكلما قل الحديث بينهم حل الجفاء، فالتواصل الصحيح بين الآباء والأبناء والزوج والزوجة والحوار بلغة سليمة وعالية يبني أسرة ناضجة والعكس حينما تكون اللغة مفقودة بينهم، فحسن التواصل يحل كثيرا من المشكلات وتعطي مهارات كثيرة للفرد، فالتربية اللغوية لها دورها في بناء الأسرة والفرد، وكذلك اللغة تبني سلوك الانسان فما يملكه من معلومات ومفردات تعطي للشخص قيمته".
وكانت هناك مداخلات عدة من قِبل الحاضرات اللاتي بيّن آرائهن في أهمية بناء اللغة لشخصية الفرد فتحدثت الأستاذة أمل الموسوي عن تجربتها: "المجتمع اليوم يحتاج إلى جهود كبيرة لإحياء اللغة العربية، فخلال تجربتي مع التدريس وجدت أن التلاميذ اليوم يتحدثون اللغة العربية لكنهم لا يستطيعون فهم أو توضيح آية من آيات القرآن الكريم، فضعف اهتمام أولياء الأمور بدراسة وتعلم القرآن الكريم لتمَّ رفع سقف اللغة العربية وهذا التعلم يسهل على الطفل فهم ما تبقى من مواد منهجية".
وتحدثت الأستاذة مرضية/ معلمة: "اللغة العربية لغة مهمة ونحتاج توطيدها داخل الطفل فعالم الاستهلاك اليوم جعلهم يميلون عنها وتفضيلهم اللغات الأخرى، فضلا عن دور المعلم في احياء هذه اللغة من عدمها، فتحدث المعلم داخل الصف بمفردات أخرى أو شواهد غير آيات القرآن الكريم والأبيات الشعرية القيمة يؤثر على بناء اللغة داخل الطفل، وثروته اللغوية" .
أما الأستاذة أم محسن معاش/ مديرة الجمعية: "فتحدثت عن انسلاخ الهوية للفرد العربي، ومدى أهمية التدرج في احياء اللغة فتبدأ من دائرة المنزل ثم تتوسع لتشمل دور المعلم ودور المؤسسات التربوية ثم دور الدولة، وعندما نرمي الثقل على كاهل الدولة ونخرج أدوار البقية، لنرى أن هذه المشكلة خارج دائرة معالجاتنا".
وختاما تلخصت مخرجات الندوة في الاهتمام بترسيخ ثقافة اللغة العربية عند أبناء هذا الجيل، وتبيان أهمية تلاوة القرآن الكريم وحفظه.
اضافةتعليق
التعليقات