تشير دراسة إلى أن تناول الأفوكادو يومياً قد يحسن جودة النوم ويعزز صحة القلب، بفضل عناصره الغذائية مثل المغنيسيوم والتريبتوفان، مما يفتح آفاقاً جديدة لفهم العلاقة بين التغذية والنوم، على رغم الحاجة إلى مزيد من الأبحاث لتأكيد النتائج.
قد يكون تناول الأفوكادو يومياً هو السر لتنعم بنوم أفضل. فخلال دراسة استمرت ستة أشهر، أفاد البالغون الذين اعتادوا تناول هذه الفاكهة بانتظام بأنهم ينعمون بنوم أفضل بكثير، مقارنة بآخرين لم يتناولوا سوى ثمرتين أو أقل في الشهر.
وتقول أستاذة علوم التغذية في جامعة ولاية بنسلفانيا، الدكتورة كريستينا بيترسن، إن "النوم بات ينظر إليه كأحد أركان أسلوب الحياة الصحية التي تحمي القلب، وإن نتائج هذه الدراسة تفتح المجال للتفكير في دور التغذية، ومن بينها الأفوكادو، لتعزيز جودة النوم ودعم صحة القلب".
وأظهرت النتائج الأخيرة أن فوائد الأفوكادو في تحسين النوم تعود إلى عناصره الغذائية المفيدة مثل التريبتوفان وحمض الفوليك والمغنيسيوم. ويعد المغنيسيوم من المعادن الأساس التي تسهم في انقباض العضلات واسترخائها، فيما يلعب كل من التريبتوفان وحمض الفوليك دوراً محورياً في إنتاج هرمون الميلاتونين المسؤول عن تنظيم دورة النوم واليقظة.
واستندت هذه الخلاصة إلى دراسة أجريت على 969 بالغاً في الولايات المتحدة، الذين يعانون محيط خصر مرتفعاً صحياً، أي ابتداء من 35 بوصة (89 سم) لدى النساء و40 بوصة (102 سم) لدى الرجال.
حظيت الدراسة بدعم من "مركز تغذية الأفوكادو" الأميركي (ANC) Avocado Nutrition Center، من دون أن يكون للمركز أي دور في جمع البيانات أو تحليلها أو تفسيرها. وكان الباحثون يخططون في البداية للتركيز على صحة القلب وحسب، لكن ملاحظات المشاركين حول تحسن نومهم فتحت الباب أمام اكتشاف جانب جديد من فوائد الأفوكادو.
ومن جانبه أوضح الدكتور جون سايتو، وهو متحدث باسم الأكاديمية الأميركية لطب النوم ومتخصص أمراض الرئة التابع لمستشفى الأطفال بمقاطعة أورانج، في حديثه لمجلة "فيري ويل" Verywell هذا الأسبوع أن "الدراسة صممت أساساً كتجربة سريرية محكمة لقياس صحة القلب والأوعية الدموية، مما يمنح نتائجها في شأن تحسين النوم صدقية إضافية، لأنها ظهرت بصورة غير متوقعة كنتائج ثانوية ضمن بحث مصمم بعناية".
وأفاد الباحثون، استناداً إلى بحث مماثل من عام 2022، أن تناول الأفوكادو يومياً ارتبط أيضاً بعادات غذائية أكثر صحية وبانخفاض في معدلات الكوليسترول
إذ أظهرت دراسات سابقة أن اضطراب النوم يرتبط بارتفاع مستويات الكوليسترول، وهي مادة دهنية شمعية قد تفضي إلى الإصابة بنوبات قلبية وسكتات دماغية. ووفقاً لـ"مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها" الأميركية فإن تحسين صحة القلب ينعكس إيجاباً على جودة النوم، كذلك فإن الحصول على قسط كاف من النوم يسهم بدوره في تعزيز صحة القلب وتقليل أخطار الإصابة بالأمراض.
ويسهم الأفوكادو بما يحتويه من دهون صحية وألياف غذائية في تحقيق فوائد ملحوظة لصحة القلب. فالدهون الصحية تساعد الجسم على إبقاء الكوليسترول تحت السيطرة، مما يخفف من احتمالات التعرض لأمراض قلبية خطرة قد تهدد الحياة. أما الألياف، فترتبط بسلامة الجهاز الهضمي وتعزيز المناعة، إلى جانب تقليل أخطار الوفاة المبكرة. وتؤكد كلية الطب في جامعة هارفرد أن البالغين في حاجة إلى ما لا يقل عن 25 غراماً من الألياف يومياً للحفاظ على صحة متوازنة.
بالطبع، الدهون الصحية تظل دهوناً، والأفوكادو غني بالعناصر الغذائية والسعرات الحرارية. وبحسب ما أوضحه مستشفى "كليفلاند كلينيك" Cleveland Clinic، فإن ثمرة أفوكادو كبيرة يمكن أن تضيف ما يزيد على 400 سعرة حرارية إلى نظامك الغذائي اليومي.
ومع ذلك يظل الأفوكادو خياراً صحياً عند تناوله بقدر معتدل، كأن يمزج في عصير الصباح أو يضاف إلى سلطة وقت الغداء. وبحسب " كلية تي أتش تشان للصحة العامة في جامعة هارفرد"، فإن نصف ثمرة من الأفوكادو تحوي بوتاسيوم أكثر مما توفره ثمرة موز كاملة. ويعد البوتاسيوم عنصراً أساساً لمواجهة ارتفاع ضغط الدم، الذي قد يقود في حال إهماله إلى أمراض الكلى وتضرر العينين واعتلال الشرايين التاجية وغيرها من المضاعفات.
وعلى رغم أن نتائج الدراسة الجديدة لا تصلح لتعميمها على كل الفئات، أوضحت الدكتورة بيترسن أن صحة القلب نتاج مزيج من عوامل مختلفة، مثل اللياقة البدنية والعامل الوراثي.
وأضافت "إنها خطوة واعدة تسهم في توسيع دائرة المعرفة حول الأفوكادو وما يمكن أن يقدمه من فوائد صحية محتملة". حسب اندبندت عربية
اضافةتعليق
التعليقات