إن لكل زمان ما يميزه عن بقية الأزمنة, ولكل شعب تاريخ يتجسد فيه ماضيه وحاضره ومستقبله، فما الذي يميز هذه الأمة عن سابقاتها من الأمم وما الذي تنفرد به عنها, فهل هي أمة المنتظرين..أم الصابرين, أم الممهدين.. أم أي تسمية يمكن أن نطلقها تمت من قريب أو بعيد إليهم..
ليس الكلام هو المعبر عن صفاتنا.. فأن تكون منتظراً شيء عظيم وحسن.. ولكن ما هو شكل ونوع ذلك الانتظار.. هل هو مجرد لقب نختاره لأنفسنا.. أم هي صفة تتجسد في حركاتنا وسكناتنا وما ننطقه من كلمات وما ندعو إليه من فكر.. فمهلاً دعونا نتوقف عند بعض من صفات المنتظرين.. ومن هو الذي ننتظره؟ وهل الانتظار ابتلاء؟ وهل المنتظرون مجاهدون لحفظهم دينهم ولتحملهم مشاق وأذى الانتظار.
عن الإمام السجاد (عليه السلام): "انتظار الفرج أعظم من الفرج". إن الاعتقاد بالمنتظر صفة لازمة للمنتظرين وإن غاب عنهم زمناً طويلاً.. واليقين بأنه هو الإمام المعصوم وأنه الواسطة التي تمكننا من إستنزال الرحمة الألهية والكرامات الدنيوية والأخروية وأنه الشمس التي ينتفع بها أهل الأرض وإن حجبها السحاب.
إذن فما هو دورنا كمنتظرين؟ إن المنتظر منا يجب أن يصل إلى درجة اليقين القطعي بأن الإمام حاضر بيننا وإن غاب وهو مطلع على خفايا الأمور وأعمال العباد في الليل والنهار بإذن الله.. وأن يجعل حبه وولاءه للمنتظر أكبر من حبه لنفسه وأهله وهذا من كمال الإيمان لدى العبد..
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه, وأهلي أحب إليه من أهله, وعترتي أحب إليه من عترته, وذاتي أحب إليه من ذاته".
فما على المنتظرين إلا توقع ظهوره المبارك, والعمل بالتكاليف الشرعية وانتظار الإمام بالعمل والتقوى والورع عن محارم الله وأن يعلم من هم تحت ولايته معنى الانتظار, وكيف ننتظر, وكيف نكون من الممهدين للظهور المقدس وحتى نصبح أفراداً صالحين في دولة العدل الألهي عن الإمام الصادق (عليه السلام): "من سره أن يكون من أصحاب القائم المنتظر فليعمل بالورع, ومحاسن الأخلاق, وهو منتظر فإن مات وقام القائم بعده كان له من الأجر مثل أجر من أدركه, فجدوا وانتظروا هنيئاً لكم أيتها العصابة المرحومة".
اضافةتعليق
التعليقات