تلتقي "بشرى حياة" اليوم بشخصية مميزة إمتلكت موهبة صنعت نفسها بنفسها واتجهت لتنمية مهاراتها في موهبة "الخط العربي" وكل من يصنع نفسه يصنع مجتمعاً بأكمله.
حوارنا اليوم مع خطّاطة متميزة من مدينة كربلاء المقدسة, شابة متميزة في موهبة فن الخط العربي:
نرحب بإجراء حوار شيق مع عاشقة الخط ومبدعته.
-أولاً حدّثينا عن نفسكِ, سيرتكِ الذاتية, تقدميها بين يدي قراء موقع "بشرى حياة"؟
*اسمي هدى سجاد عبد الكاظم الحسيني, من مدينة كربلاء المقدسة, لي من العمر21 عاماً, طالبة في جامعة كربلاء, المرحلة الثانية, في قسم اللغة الإنكليزية.
أحب خدمة من حولي وكذلك أسعى دائماً لخدمة المجتمع, محبة ومهتمة بالخط والرسم وبعض الأعمال الحرفية.
-أهدافكِ وطموحاتكِ؟
*خير الأهداف هو رضا الله تباركت أسماؤه, والسعي للتواصل مع فئات المجتمع بالخير والإحسان, ولا ينال هذا الوسام المعرفي والتكريم الإلهي إلا من كان عاملاً بالنهج السماوي المقدس.
وهذا هو باب التوفيق الدنيوي وهو أسمى غايات الطموح.
-نظرتكِ للحياة؟
*أنظر للحياة من منظور إيجابي.. فكل إنسان يحمل تكليفاً مع نفسه ويحمل تكليفاً مع أسرته ومجتمعه وكذلك مع وطنه وهو الأسمى. لذلك لكل فرد دور في صناعة الحياة السعيدة.
-حدثينا عن إهتمامكِ بالخط؟
*الخط من نِعم الله.. فهو إكسير السعادة بالنسبة لي, ففيه ومن خلاله أحاول أن أقدم مختلف الرسائل الهادفة.
فالخط الحسن يجعل المتلقي يتوق للنظر في المخطوطة وبذلك سيتمعن فيها ويقرؤها وهنا أستطيع إيصال الرسالة الهادفة.
كذلك للخط فوائد كثيرة:
"فمن أبواب فائدته هو سرعة اختلاطك مع فئات المجتمع فأغلب الخطاطين هم اجتماعيون لأنهم أصحاب موهبة وهم يحملون مشعل الجمال والنور السرمدي للغتنا العربية.
-متى أكتشفتِ موهبتكِ في الخط, ومن دعمكِ وشجعكِ؟
*الموهبة لعلّها تواجدت عندي في جانبين:
الأول: من والدي فهو خطاط أيضاً.
الثاني: الدربة والمواصلة في خط الحرف العربي فقد كنتُ مهتمة في هذا المجال منذ نعومة أظفاري.
أما الداعمون لي.. فأنا أدين بالفضل لكل شخص استحسن وأثنى أو قال لي: (ماأجمل خطكِ).
-كيف كانت البداية في تعلم الخط؟ وهل أخذتِ دروس وتطوير ذاتكِ في مجال فن الخط؟
*كانت البداية متمثلة في محاولات هنا وأخرى هناك, أكتسبتها من متابعة والدي, أكتسبت منه خبرة مسك القلم, والتعرف على أدوات فن الخط وأسراره, ولقربي من منشأ صناعة الحرف على يد والدي فقد كنت أنظر إليه مما ساعدني ذلك في الحصول على مكتسبات قيّمة أصبحت لي بعد حين كالدرس التعليمي في مجال فن الخط.
-هل للمدرسة دور في إكتشاف موهبتكِ؟
*نعم من المؤكد أن للدراسة اليد الطولى في صقل موهبتي وتنميتها, فقربي من الدرس والمدرسة أصبح بمثابة العامل الأساس في مسك القلم.
فقد كانت المدرسة الرواق الأول الذي استنهض طاقاتي في مجال الخط والرسم.
لذلك ومن خلال منبركم الموقر "موقع بشرى حياة" أدعو المؤسسات التربوية إلى الإهتمام بدرس التربية الفنية في المدارس.
-هل تعلمتِ الخط بلغة أخرى غير اللغة العربية؟
*نعم, بدأتُ مؤخراً بمحاولة المزج بين مهارتي في الخط والرسم وبين اختصاصي الجامعي, وستشهد الأيام المقبلة أعمالاً للخط باللغة الإنكليزية.
-هل تقتصر إهتماماتكِ وموهبتكِ فقط على فن الخط؟ أم لكِ مواهب أخرى وشغف آخر؟
*نعم لديَّ مواهب عديدة أخرى ليس الخط فقط, منها الرسم, والحفر على الخشب, والحفر على المعدن, والتطريز, وكذلك صناعة أواني الزينة للأعياد والمناسبات.
-هل واجهتِ عقبات في موهبتكِ؟
*نعم, لايخلو أي عمل أو حرفة من صعوبة أو عوائق ولكن الذي يتحلى بالصبر والإصرار فإنهما مفتاح لنيل المراد ووسيلة من وسائل الوصول.
خصوصاً كوني فتاة واجهتُ الكثير من الصعوبات، فـ فن الخط والحرف المتعلقة به تحتاج في بداية مشوارها إلى الكثير من أدوات العمل للتعلم ومن ثم كسب الثقة وإستحصال المهارة حتى الوصول إلى تحقيق الإنجاز, إنه ميدان لا يخلو من الصعوبة.
-ماهي أفضل الأوقات لكِ لممارسة موهبة فن الخط؟
* أنا أستغل أوقات العطلة الأسبوعية والعطل الدراسية الربيعية والصيفية, ففي هذه العطل أحاول أن أخط أو أرسم أو أصنع بعض الحرف اليدوية.
-هل قمتِ بمشاركات وأعمال في مجال الخط مع جهات محددة؟
*نعم لي مشاركات في مجال الخط والرسم والأعمال اليدوية, فقد كانت الإنطلاقة الأولى في المراحل الدراسية, مشاركاتي متواصلة على نطاق المعارض الجامعية, وكذلك لي مشاركات خارجية كثيرة في بعض المؤسسات التي تعنى وتهتم بمجال فن الخط.
-هل فكرتِ في أن تقيمي دورات تدريبية لمن في ذات موهبتكِ وممن هم في حاجة الدعم والتدريب والتطوير؟
*نعم فكرتُ في ذلك, ولكن هذا الأمر يحتاج إلى الكثير من المقومات.
وفي الوقت الحاضر وعلى نطاق ضيق حاولتُ جاهدة إلى نقل ماأمتلك من موهبة وخبرة في هذا المجال إلى كل من طرق أبوابي.
-ماذا عن رؤيتكِ لفن الخط؟ وهل له دور في المجتمع؟
*فن الخط باب من أبواب الإبداع الإنساني وله تأثير سحري على الناشطين فيه, فقد قال الأمام علي (عليه السلام): "عليكم بحسن الخط فإنه من مفاتيح الرزق".
الخط هو أيقونة تأريخية لوجه مجتمعنا الجميل.. فالحفاظ على هذه الأيقونة هو دليل على سمو هويتنا العربية أمام ماتمتلك شعوب هذا العالم من روافد الإبداع الإنساني.
-هل تمتلكين حسابات في مواقع التواصل الإجتماعي؟ وكيف تفعلين موهبتكِ من خلال هذه الوسائل؟
*نعم, لديَّ حساب شخصي على الفيسبوك باسم Huda Al Hussini وهذا الحساب أتواصل فيه لعرض بعض أعمالي. كذلك لديَّ بيج بأسم دام داران للأعمال الفنية. وحساب على الأنستكرام بإسم:
huda-al-hussaini , كذلك أقوم بنشر أعمالي في تجمع للمبدعين يسمى (لمسة عراقية).
اضافةتعليق
التعليقات