إن من الأخلاق الإسلامية الرفيعة والصفات المحمودة التي حثنا عليها الإسلام: الوفاء بالعهد وبالوعد. يقول الله تعالى عن إسماعيل عليه السلام: "واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبياً".
ذلك لأن إسماعيل عليه السلام عانى في الوفاء بالوعد مالم يعانيه غيره في إنتظاره شخص لمدة سنة كاملة.
فهل نحن موفون بعهدنا مع الله أولاً، بإستعدادنا للصلاة قبل وقتها كما نستعد لأي لقاء آخر، وإلتزامنا في لقائنا مع الله في الصلاة بوقتها دون تأخير.
أو تركنا الصلاة نهائياً كما هو الحال لكثير من الشباب في هذا الزمان.
وثانياً: هل وفينا بعهدنا مع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، والأئمة الأطهار في إننا نتبعهم في كل الجوانب الإسلامية من واجبات ومستحبات ومحرمات ومكروهات ومباحات، لكي يوفون معنا بأن نكون معهم في الجنة، كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "اضمنوا لي ستاً من أنفسكم أضمن لكم الجنة، أصدقوا إذا حدثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدوا إذا إئتمنتم، وأحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم".
ونذكر هذه القصة عن الوفاء بالوعد، يقول أحد العلماء إنه ركب الحافلة ليذهب لأحد المناطق في إيران، فجلس بجانبه شخص لم يعجبه شكله ولا لبسه، فلم يتكلم معه ولا كلمة، وكان منزعجا منه، إلى أن حان وقت الصلاة فطلب هذا الشخص من السائق أن يقف حتى يؤدي الصلاة ولكن صاحب الحافلة رفض الوقوف، فقال له: إنه سيرمي بنفسه من الحافلة إذا لم يقف، فأضطر السائق إلى الوقوف، فنزل هذا الشخص وأخرج من حقيبة صغيرة كانت معه قنينة ماء وتوضأ بها وأدى الصلاة، وكذلك العالم أدى الصلاة، وصعدا إلى الحافلة، فسأله العالم ما هي قصتك؟ فقال له: عندما كنت أدرس الطب في فرنسا، وكان آخر يوم للإمتحان النهائي، وأنا في الحافلة وإذا بالحافلة تقف لعطل حدث بها، وأنا أفكر هل إني سأصل لأقدم الإمتحان الأخير أم إنني سأتأخر ولن أستطيع أن أقدم الإمتحان، وإذا بي أتذكر كلام جدتي وهي تطلب العون من الإمام صاحب الزمان، فقلت: ياصاحب زمان جدتي أدركني، وأنا سأحافظ على صلاتي في وقتها، وإذا بشخص حضر وقال للسائق شغل السيارة، فإشتغلت من أول مرة وقال له: أوصل الذين معك إلى أعمالهم بسرعة، ونظر لي وقال: لقد وفينا معك، ثم إختفى. ومن يومها وأنا أصلي صلاتي في وقتها دون تأخير.
وكما قال الإمام الرضا عليه السلام: "إن لكل إمام عهداً في عنق أوليائه وشيعته، فإن من إتمام الوفاء بالعهد وحسن الأداء زيارة قبورهم فمن زارهم رغبة في زيارتهم وتصديقاً بما رغبوا فيه كان أئمتهم شفعاؤهم يوم القيامة".
اضافةتعليق
التعليقات