ولد الاعلام منذ انبثاق القضية الحسينية في طفوف كربلاء حيث كانت السيدة زينب (عليها السلام) الصوت الإعلامي لتلك الثورة الخالدة إذ شكلت خطاباتها ركيزة أساسية في الجانب التوثيقي لما جرى في ظهيرة عاشوراء وما تلاها.
لندرك ماهية هذا الدور وعظمته في تجلي صور الحقيقة التي غالباً ما يشوبها التشكيك أو التنظير لذا كان صوت الاعلام الزينبي يحاول أن يوصل أدق تفاصيل القضية وعمق ما جرى لكونها تتصل بمحاور انسانية ودينية وعقائدية وفكرية في التاريخ العربي الاسلامي.
وعلى امتداد السنوات برز الدور الاعلامي بنقل الحقائق بشتى الوسائل المتاحة آنذاك سواء من خلال مخطوطات المؤرخين أو التدوين في الكتب ثم الصحف لتليها الوسائل الصوتية كالراديو ليتصدر بعدها التلفاز بالصورة والصوت وهكذا حتى الوصول إلى أبرز وسائل الاعلام تطورا عبر التكنولوجيا عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، جميعها كانت تنقل لنا وللعالم أجمع مظلومية أهل البيت (عليهم السلام) وقضية عاشوراء التي لن تضمحل مهما تعاقبت الأجيال.
(بشرى حياة) كانت لها جولة استطلاعية بهذا الجانب:
عاشوراء والفن
يحدثنا الفنان محمد البياضي المختص بفن الاستشراق بهذا الجانب قائلا: نقلت واقعت الطف من خلال فرشاتي والواني اذ رسمتها كما تخيلتها بعد ان اطلعت على بعض الكتب التاريخية حيث اخذت لوحتي حيزا كبيرا من قبل المتذوقين وثناء العتبات المقدسة للحد الذي اتاح طباعتها ونشرها وصولا الى تجسيدها بمجسم من قبل احد الموالين العرب (بحراني الجنسية) وبهذا اخذ الفن مكانة مرموقة في نشر قضية عاشوراء اعلاميا ولكن بطريقته، وقد كان اهم مصدر لتجسيدي اللوحة من كتاب (نهضة الحسين) للكاتب هبة الدين الشهرستاني.
ومن الجدير بالذكر ان الفنان محمد البيضاني تميزت لوحاته بفن الاستشراق اذ اختصت معظم اعماله بالوقائع التاريخية ومنها عاشوراء فضلا عن الرسوم التراثية لمدينة كربلاء وذلك من خلال عمله بمركز تراث كربلاء في العتبة العباسية المقدسة.
عاشوراء وألوان الأدب
من جانب اخر تطرق الاستاذ الجامعي صباح كريم قائلا:
كان للجانب الادبي اعلامه الخاص حيث تناول القضية الحسينية في العديد من المؤلفات لكبار الكتاب من خارج العراق وداخله وللشعراء نصيب في تنظيم قصائد تصور الواقعة المؤلمة من زوايا فنية وفكرية مختلفة، وهناك ايضا الشعر الشعبي الذي يتناول قصائد رثاء وأهازيج متنوعة تؤثر تماماً في المتلقي من ناحية الإحساس والمشاعر مع القضية.
واضاف: ولا ننسى المهرجانات السنوية التي تتبناها العديد من الجهات الدينية وعلى رأسهم العتبة الحسينية المقدسة مثل مهرجان تراتيل سجادية حيث يستقطب العديد من الشعراء والادباء والمفكرين من جميع انحاء العالم ليطرحوا جلسات بحثية حول القضية العاشورائية، فضلا عن الصحيفية السجادية لرسائل الحقوق وما لها من مدى عميق متجذر في النهج الانساني والديني والتربوي لأفراد المجتمع.
وبهذا نرى أن الاعلام العاشورائي كان له لمسات خاصة بكل الوسائل المتاحة في الماضي والحاضر.
الاعلام الرقمي
وترى الاعلامية تبارك عبد الامير، ان للإعلام الرقمي دور كبير في نقل الرسالة الحسينية من خلال التطبيقات المختلفة بشكل حضاري لسرد تفاصيل تلك الواقعة بدقة كما يمكن ان تصل الى اكبر عدد من الموالين ولغيرهم من الثقافات الاخرى، فقد ينتاب البعض الفضول لمعرفة شخصية الحسين ابن علي (عليهما السلام) ولماذا خرج من بيته تاركا مدينة جده مطالبا بحق المظلوم ونصرته مصطحباً معه عياله والذين كانوا لهم دور في واقعة الطف والتي كانت بطلتها سيدة الصبر العقيلة زينب (عليها السلام).
مضيفة، بأنها تتناول دائما واقعة الطف وما تتخللها من مجريات خلال وسائل عملها او على حسابها الشخصي عبر منصات التواصل، وهذا ما يقوم به اغلب زملائها العاملين في مجال الاعلام .
مسك الختام
انبثق ظهور الاعلام منذ ظهيرة عاشوراء اذ كانت السيدة زينب (عليها السلام ) صوت الاعلام الاول في قضية عاشوراء ومنذ ذلك الحين والى الان تبنى الاعلام نقل الحقائق بشتى الوسائل سواء ان كان اعلام ورقي او رقمي او تلفزيوني او اذاعي، ولم يستبعد القضية الحسينية بل كان لها مكان في كل فنون الاعلام والادب، ابتداء من الفنانين والأدباء والفلاسفة والمفكرين حيث وثقوا القضية الحسينية بالمقالات والبحوث والدراسات والقصص والسيناريوهات ونصيب في السينما والدراما، ليكون لهذا الأدب حضوراً في المهرجانات والمسابقات والجلسات البحثية وحصد الجوائز وهذا ان دل على شيء فهو يكون قطعا للمزايا التي أبدتها الثورة الحسينية آنذاك وحتى اللحظة.
اضافةتعليق
التعليقات