في الحقيقة نجد السيل العارم من السلبية المحيطة اودى بالجميع غرقى واكثر الضحايا كانوا الشباب فلو رأيتهم لوجدتهم يتعلقون بأي قشة امل ولو كانت كلمة ومن باب المسؤولية الملقاة علينا كمؤمنين بأن نهتم لامر بعضنا بعضا نرى من واجب الذين انتشلوا نفسهم من ذاك السيل ان يمدوا يد العون للأخرين ويسعوا في سحبهم لبر الايجابية، ومد يد العون لهم وعلينا ان نتقن كيف نكون ايجابيين حقيقيين اولاً ونتعرف على انفسنا هل نحن كذلك ام لا ومن ثم نتعلم مهارة التأثير في المقابل.
اولا لنتعرف على ماهية الايجابية؟ التعريف الاصطلاحي للإيجابيَّة يشيرُ إلى منبتها المتأصِّل والمنبعث من الفطرة السليمة للإنسانِ التي تدعوه لتمثُّلِ القيمِ والأخلاقِ النبيلة كالصدق والبساطة والاستقامةِ، وتُشعل فيه روح المبادرة والتغيير والإدراك السليم، وتُعرف بأنها الحالة النفسيَّة التي تُثيرُ رغبة الفردِ في إصلاح نفسه وتصحيح مجتمعه والانفتاح المُشرقِ نحو المجتمع والتواصلُ المرغوبُ مع عناصره وأركانه. كما تعرف الإيجابيَّة بكونها مشاعر الفردِ وأحاسيسه التي تُشكِّل لديه حسَّ المسؤولية نحو الآخرين.
والآن عليك ان تتعلم كيف تصبح ايجابياً واختبر نفسك هل انت ايجابي؟
إنَّ ما يحتاجه المرءُ هو التعرُّف إلى الطريقة والآلية التي تدلُّه على الإيجابيَّة وتصنع منه بحقٍّ إنساناً إيجابياً، والحثُّ على الإيجابيَّة أو الإرشاد إليها يجب أن يرافقه دليلٌ واقعيّ يُعرِّف الناس بأساليب تحقيقها والوصولِ إليها، وفيما يلي بعض الركائز والوصايا النَّاجحة في بناء الشخصيَّة الإيجابيَّة وتحقيقها:
_ أن يفهم الإنسانُ حدوده ومسؤولياته: ومن ذلك أن يستشعر مسؤوليَّته وتكليفاته الشرعيَّة وفرديَّة حسابه ومحدوديَة مسؤوليته في ذلك، فلا يبني لنفسه صلاحياتٍ وهميَّة لمحاسبة الآخرين ومساءلتهم.
_ الرِّضا بالعمل وتقدير الإنجاز مهما كان مستواه وحجمه، وإنصاف الذات بأفعالها وأعمالها مهما قلَّت أو صغرت، وصرف النفس عن احتقار الأداء الذاتي والتقدم البسيط، والتفكيرُ الإيجابي بما يملك المرءُ من قدرات وطاقات.
_عدم تحميل النَّفس مالا تطيق: ويكون ذلك بالتعرف إلى الذات وقدراتها وما يميزها ويُعينها لإنجاز المهام وفهم الحدود الذاتيَّة لطاقتها وقدراتها، فلا يتكلف المرء بما يعجز عن فعله وما يصعب عليه التأقلم في أدائه.
_بناءُ الأهداف بما يتناسبُ مع دوافع الإنسان وميوله، لا على ما يكره ويحذر، فالأولى بمن أراد الإنجاز أن يسعى لما يحبُّ أن يرى نفسه عليه لا أن يسعى لدفع ما يخاف منه ويحذر، فالأهداف تُبنى على الضروراتِ لا على المُكرهات.
_أن يُركِّز المرء سعيه وجهوده على ما يُحقِّقُ الإشراق والسعادة في حياته وعلى ما كنَزته خبراته من تجارب ناجحة مرَّ بها، وحقَّق الإنجاز والإبداع فيها، وهذا ما يمثِّل الاختصاص في الأمور المجرَّبة.
_تقدير الذات وتعزيزها ومحاربة الشعورِ بالنَّقص والعجزِ والنَّظرة السَّوداوية بصرف النَّظر عن القصور الواقعي في القدرات والمنجزات والطاقات المكتسبة أو غيرها من الجوانب الماديَّة أو المعنويَّة، فتقدير الذات استثمارٌ يرفع قدراتها ويزيد مُكتسباتها ويعزِّز إيجابيَّتها، وتحقيرها يفسد النجاح ويشوِّه الأهداف.
_اليقينُ والإيمانُ بالنَّجاحِ وربطِه بالمفاهيمِ الواقعيَّة للسَّعادةِ والحبِّ والاعتزازِ.
_ تعلُّم التفكير وقيادة الشعور والسلوك والسيطرة، فالأفعالُ تنتج عن الصورة الذهنية التي يرسمها الفردُ عادةً لحياته وانفعالاته وتفكيره ومشاعره.
_المثابرةُ في استشراف الفوائد والعوائد الإيجابيَة من جميعِ المواقف مهما تضمنت من صعوباتٍ وتحدِّيات، ومجاهدة الأفكار السَّلبيَّة ودفعها ومنعها من التعشيش في تفكير المرءِ وعقله.
_ مساعدة النَّفسِ على خلق البيئة الإيجابيَّة المناسبةِ لها باختيار الصُّحبة الصَّالحة والأصدقاء الدَّاعمين والموجِّهين.
_ تحديد الأهداف: إنَّ أوَّل انطلاقةٍ إيجابيَّةٍ نحو النجاح تتمثَّلُ في تحديدِ الأهداف المنطقيَّة والواقعيَّةِ بما يتناسبُ مع خصائص البيئة والذات والواقع، وينبغي أن يتضمن تحديد الأهدافِ معرفة حدود الإمكاناتِ والتطبيقِ، والقدرة على التأمل والتخيُّل وصنع الواقع من خلالِ استمطار الأفكارِ بمنطقيَّةٍ يحكمها العقلُ والخيالُ معاً، وإحاطة ذلك كلِّه بإيجابيَّةِ العملِ وتوقُّع القادم.
هل انت تطبق ما ذكر آنفاً اذا كانت اجابتك نعم فأنت انسان ايجابي واذا كانت لا فماذا تنتظر اتبع الخطوات المذكورة وحاول تعزيزها في نفسك لتنطلق نحو العالم بإيجابية كما تشاء.
وتذكر امراً مهماً جداً إن“الإحسان الأكثر كمالا هو الإحسان إلى الذات قبل كل شيء”.
فالإحسان إلى الذات يكون بتقديرها ومنحها قدرها ومكانتها، والسمو بها كي تصبح في أزهى المراتب.
فأنت اذا قدرت ذاتك وسعيت بها الى الارتقاء ستؤثر الايجابية في حياتك وهذا ما ترمو انت ايصاله للمحيط وسيكون تأثيرها بأن تسعى الى:
_محاولة اثراء ثقافتك بأن تتعلم شيئا جديدا يوميا.
دماغك هو مثل حساب بنكي يجب أن تضع فيه المزيد ليكبر وينمو، لهذا يجب أن تأخذ العزم من الآن أن تكون لك استراتيجية لتتعلم شيئا جديدا يوميا، ومن الأفضل أن تحدد المواضيع التي ستتعلمها في هذا اليوم وفي اليوم الموالي صحيح أنه قد يبدو من الصعب أن نجد الوقت والاستعداد النفسي لاستراتيجية من هذا القبيل، نظرا لتعقيدات الحياة المعاصرة، ولكن الثقة بالنفس تحتم أن لا نستسلم للواقع بل تدعونا الى الإبداع فيه وحاول أن تطبق ما تعلمته، واحذر التعصب لما تعلمته واقتنعت بصوابيته، لأن كل شيء نسبي والتعصب يكبح التعلم ويجعلك محدودا.
_حاول أن تبحث عن لذة القراءة لا تترك يومك يمر دون أن تخصص فيه وقتا محددا للتعلم، اجعله وقتك المقدس.
_ نمي تفكيرك الايجابي انطلاقا من انتقادات الآخرين.
فكوننا نعيش في محيط اجتماعي متنوع ومختلف، بحيث كل عنصر من عناصره لـــه نمط تفكيره وعقليته وخاصياته النفسية والإدراكية الخاصة، وهذا ما يجعل إرضاء الكل أمرا صعبا للغاية، إن لم نقل مستحيلاً.
_ فكر بإيجابية عن طريق الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة.
الكثير منا علق سعادته بالمستقبل وبالأحلام التي يراها كبيرة. وهذا من دون شك يجعله يعيش الحاضر بنكد وسُخط، ما يصرفه عن الانتباه الى التفاصيل الصغيرة التي يعيشها في حاضره، والتي من شأنها أن تدخل نور السعادة الى قلبه.. وهذا لعَمري خطأ فادح يقع فيه الكثير من الناس.
_قيم ذاتك بإيجابية، من السهل تقييم الآخرين، من السهل وضع حياتهم على الطاولة وتشريحها، ومن السهل أن نفتي عليهم ما يجب أن يفعلوا لتغيير حياتهم نحو الأفضل. لكن من الصعب أن نعمل على تقييم ذواتنا في الوقت الذي تحتاج فيه تقييما من أجل اتخاذ القرارات التي من شأنها أن تطور الذات وتغير مسارها.
صعوبة تقييم الذات تكمن في إلى أي مدى نلتزم بالموضوعية، وهذا يعني أن تجد التوازن بين تضخيم ذاتك والشعور بأنك قريب من الكمال، وبين تضخيمك لأخطائك وسلبياتك وتركيزك على الأشياء التي لا تملكها.
الله وهب الآخرين كل شيء.. ووهبك ذاتك فَاسْمُـــو بها..
والآن بعد ان تعرفنا على الايجابية وكيف نكون ايجابيين حان الوقت لنرى كيف نؤثر بالمحيط:
_إن من أشهر قوانين التأثير والتأثر من الناس ( قانون تارد) وهو قانون* الباطن الظاهر* ويقول أن عمليات التأثير والتأثر تخضع لوجود علاقة بين ما هو ظاهر في شعورك وما هو باطن في داخلك وأن تقليد الباطن متقدم على تقليد الظاهر، بمعنى أننا حين نتأثر نبدأ بتقليد الأفكار والعواطف قبل تقليدنا للأشخاص في أزيائهم وأحوالهم؛ وانتقال الأفكار والمعاني أسرع من انتقال الألفاظ.
المكيانيكية تكمن في ان:
1-اجعل ذهنك صافياً:
لذا يجب عليك التركيز والإنصات إلى حديث الآخرين وعدم الانشغال بأي صارف.
2- كن صريحاً:
عند استماعك للشخص الذي أمامك، بغض النظر عما يقوله هل يوافقك أو يخالفك.
3- اطرح الأسئلة:
افهم ما يقوله الآخرون لك، واطرح الأسئلة للتوضيح والتفصيل لا للتعجيز والإحراج.
4- ادرس لغة الجسد:
اللسان يخبرك بما يدور في العقول، بينما حركات الجسد تخبرك بما يدور في الروح، لذلك أحسِن استخدام لغة الجسد لتستمع وتفهم بشكل أكبر.
5-الاعتراف:
إن التفاعل مع الشخص المتحدث تعطيه شعورًا أنك تفهم ما يعنيه، وبأنك تفهم مشاعره وأحاسيسه.
6- تبادل الرأي:
تجاذب الحديث مع الشخص المتحدث، وأعد صياغة كلامه، وتبادل معه المشاعر والأحاسيس.
7- لخص الموضوع:
قبل الخوض في الحديث والكلام الكثير، فعندما تتأكد من انتهاء المتحدث عن الحديث السابق، لخص حديثه بدون مقاطعة ثم اتركه يتابع الحديث.
8- أظهر الاهتمام:
يجب عليك كمؤثر فاعل أن تظهر اهتمامك بالمتحدث، وأن تصل وإياه إلى درجة الاعتناق العاطفي.
9- أظهر مشاعر الاحترام:
عليك أن تحترم حقوق واحتياجات ومشاعر وأحاسيس الآخرين. إن تقدير الآخرين سر من أسرار القيادة الناجحة.
10- الاتصال القائم على الصراحة:
إن الوضوح والصراحة ركيزتان من ركائز القيادة الناجحة. إن الاتصال مع الآخرين بوضوح يشكل لك -كقائد- مصداقية لدى الآخرين.
اضافةتعليق
التعليقات