في كل عيد ميلاد قولي لذاتك، أنا سعيدة لتقدمي بالعمر لأن التقدم بالسنين وازدياد رصيدها بعمري ليست إلا كدفتر أستاذ الجامعة العتيق الذي ما زال يحتفظ به منذ سنين تعلمه الأولي، فرغم كثرة الكتب إلا أن هذا الدفتر هو ما صنع منه أستاذا واعيا يصحح أخطاء الطلبة بمجرد النظر للورقة ويرى ما تخفي اعينهم من حكايات.
بلمحة عين واحدة أنا سعيدة لكل تجعيدة بوجهي رسمها الألم الذي كان ليخبئ لي خلف مرارته درسا يقويني بصلابة أمام الحياة، أنا امرأة عظيمة تربي الأجيال.. تنمي المجتمع.. امرأة بفطرتها لأن القوة والأمان خلقا معها بالفطرة الكونية ملازمة لجسدها النبيل الذي يحمل للحياة أرواحا وأجسادا.
رددي لذاتك: أنا أستحق السعادة دائما.. قدمي لنفسك هدية مميزة، أي شيء ترضين به ذاتك.. كقضاء وقت مع من تحبينهم ويحبونك.. ذلك الحب غير المشروط بمقابل، يحبونك لأجلك فقط الحب الذي يكتشفون به جمالك الداخلي.
ذلك المختبئ بأعماقك ذاك الذي لا تعرفينه أنت حتى.. أو جلسة خلوة مع نفسك التي تحتاج ترتيبا لأمور الحياة بين فينة وأخرى.. وتنظيفا للشوائب العالقة بها.. إن لم يبهج قلبك من أحببتهم بهدية.. لا بأس.. اقتني لنفسك تلك الهدية التي توقعتها منهم واكتبي عليها.. إلى نفسي مع التحيه والحب.. لانني استحق الحب.. استحق الاحترام.. حتى لو تجاهلوا قدري.. فأنا حواء ادم الذي حياته تصبح ككوكب مهجور من دوني..
وأم للأجيال.. ومدللة.. الأب الحكيم والأم الحنونة.. صديقة الصديقات الوفيات.. أنا الأنثى وكفى قدرا بذلك المسمى.. في كل عيد ميلاد.. قفي أمام ذاتك.. وتكلمي معها بصراحة مريحة.. ودعيها تسامح نفسها على كل ما اقترفته من أخطاء.. على كل ما أزعجك منها.. دعيها تولد من جديد.. فمن قال أن ولادتنا للحياة كانت بمرة واحدة لا تتكرر..
نحن نولد بكل موقف يحيي ذاتنا الخامدة من شدة الأحزان والآلام.. نحن نولد مع كل تحريكة أمل.. مع كل بشارة خير.. نحن نولد مع كل عيد ميلاد.. دعيها تخلق نفسها من جديد.. وترمي خلفها كل الأشياء التي اهرمت شبابها واثقلت روحها.. فنحن نمتلك فرصة لتحديث ذواتنا بكل ميلاد.. اقتنصي هذه الفرصة بكل عام.
اضافةتعليق
التعليقات