كثيرا ما يطلبون أن يوضع مسار ومنهج علمي للقراءة حتى تكـون مثقفا ومفكرا ، أقـرأ في التاريخ أم في التنمية، أم.. أم.. كيـف أكـون مثقفـا بشـكـل مبـــالـغ فـيـه؟ كـيـف؟
إن الكتب "بيتا" (الثقافية العامة) كثيرة جدا ومنها ما يكرر بعضها، أما الكتب "ألفا" فأقل لكنها أكثر قدرة على الإفادة لأنها تقدم عليها، والكتب جاما أيضا كثيرة لكن منها ما يضر ومنها ما يفيد وينفع لذلك المنهج الذي أتبعه في القراءة هـو قراءة منهجية وقراءة عشوائية، والقراءة المنهجية هي عبارة عن مجموعة محددة من الموسوعات الرائعة، أمـا القـراءة العشوائية أن أتعرض لكتاب أقوم بقراءته أو يعجبني عنوانا فأقرأه..
لكن، ما هي الموسوعات التي نستفيد بها بشكل ملحوظ وعملي؟
على هذا الموضوع سأعرض أسماء تلك الموسوعات وروابطها، لكـن الأهم أن تأخذ نصيبك أيها العبقري منها، فلـو قـرأت يوميا نصف ساعة المذاكرة فهذا يكفى لتمرين عضلة مخك على التفكير والتخيل.. لأن قراءة المناهج التعليمية (كن واقعيا) لا تمرن العـقـل عـلى التفكير والتخيل، لذلك فإن هذه الموسوعات هي التي ستفيدك في حياتك، وتكتسب منها خبرات مهولة وكم معلومات متدفق.. شلالات معرفية هائلة، حرام أن لا تأخذ نصيبك منها، فهذا هو العلم والمعرفة التي ستفيدك، ولو لم تتناول ما يشبعك منهـا فيالحظك، أتمنى أن تكون إنسانا فعالا ومؤثرا لكي تساهم في نهضـة أمـة الرسول تعالوا بنا جميعا نتعلم لكي نعيد ترميم وظهور بنيان حضارة الإسلام الشامخة.
لأن النهضـة لـن تقوم إلا على ٢٪ من الناس، وهم الذين يقرؤون ويتعلمون لحياتهم، لذلك لو فتحت الموسوعات وقرأت بالتدريج حسب وقتك ستكون مـن الـ٢٪ وهم سيظهرون ويعرفون بعد أعوام فقط وكلها مسألة وقت، لذلك ما ستفعله الآن مع الموسوعات سيظهر مستقبلا وسيظهر كل شيء لاحقا..
ولو لم تأخـذ بزمام المبادرة ولم تقـرأ ففي أشد الأسـف أن أقول إنـك مـن الـ٩٨ ٪ التابعين والمقـادين، والمتأثرين بالـ٢٪ المؤثرين..
مقياس تقدم أي أمة هو عـدد ابتكاراتها واكتشافاتها العلمية؛ لذلك الإبداع والإنتاج يأتي عقب العلم ويسبق الاقتصاد لأن الإنسان حينها يتعلم ويجد أن العلـم غير مكتمل وهناك أشياء جديدة لم يكتشفها البشر بعـد يحاول أن يبدع فيها وينتجها هو، وبالتالي يحولها إلى منتج إبداعي يعود عليه بالدخل الوفير، وبالتالي فإن منظومة النهضة للأفراد وللأمم هي: علم + إبداع (إنتاج) + اقتصاد أغلب المشاهير والبـارزون هـم أصحاب إنجـازات ومشاريع وليس مناصب.
حين فكر بيل جيتس في فكرة مبتكرة تحولت لمشروع ثم لشركة عالمية صار بها الملياردير الأول على مستوى العالم وقد صار أغنى من أغنى رئيس في العالم، والمفترض أن الحاكم يكـون أغنى رجـل، لكـن بيـل جيتس كـان الأغنى بفكره.. وحينها يصير كذلك فإنه يرفع مـن رصيد المجتمع الـذي ينتمي إليه..
توم آنـد جـيري.. فكرة مبتكرة للمطاردة بين القط والفأر صـارت كرتونا عالميا يشاهده الصغار والكبار.. وغيرها فأغلب الأفكار العالمية أفكار غربية تعكس تراثهم وأفكارهم..
تابع القنوات العلمية الوثائقية فهي تعـرض مـا يحـدث بـداخل معامـل أبحاث الغرب لإنتاج لقاح أو لإتمام بحث معين، وكأنك سافرت إليهم وتعلمت منهم وعرفت الطريقة، فالفيلم الوثائقي الذي يعرض مادة علمية أقوى من كتاب يعرض نفس تلك المادة العلمية..
ضع في قائمة معارفك أشخاصا مثقفين إيجابيين وقابـل واحدا منهم كل شهر مرة حتى تأخذ خلاصة خبراته في جلسة، وكـا تقـول الحكمة جلسة على طاولة مع حكيم خير من جلسات مع عشرات الكتب..
القرآن كنز الحقائق العلمية والإنسانية الذي لا ينضب أبدا فهو كتاب ثيتا منتهي الشكل مفتوح المعنى لذلك لا تنتهي حكمه وعلومه وأسراره، والمؤسف أننا العرب الآن ننتظر الغرب حتى يكتشفوا اكتشافات علمية ثم نقول هـي عنـدنا في القرآن ولم نجتهـد نـحـن أبـدا في إخراجهـا مـن القـرآن لنقـول لهـم تعـالوا وانظروا هـذا اكتشاف علمـي قـوي خـرج مـن القـرآن الكريم.. ولأضرب مثالا على ذلك .
وحتى يكون الكلام عمليا أكثر فإنه لابد من قراءة موسوعات تحتـوي عدة كتب مركزة في اتجاه واحد بدلا من أن تقرأ كتابـا ثـم تـأتي لتقرأ غيره فتجد الكلام مكررا ومقتبسا لكن الموسوعة تعرض لك كـل مـا قـبـل قـديـما وحديثا في الموضوع الذي تقرأ فيه..
لهذا يجب أن تبـدأ بتـدرج لتصـل للموسوعات التي تشبع عقلك بشلالات من المعلومات المتدفقـة لتثري كـل خلايا مخـك لتفكـر بشكل مختلف تماما عن الماضي.
لذلك لك الاختيار عزيزي أنا شخصيا أدعوك أن تكون من الـ٢٪ ولك حرية الاختيار فقد قالوا: اعرف شيئا عن كـل شـيء وكـل شيء عـن شـيء تكن مثقفا .
اضافةتعليق
التعليقات