• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

هذا هو الغدير الحقيقي

زينب شاكر السماك / الثلاثاء 17 حزيران 2025 / تطوير / 886
شارك الموضوع :

التحديات التي تواجهها المرأة المسلمة اليوم – من الانفتاح المادي إلى تغريب القيم – لا يمكن مواجهتها إلا بوعي متجذر

في عالم يضج بالأفكار المتضاربة، وفي زمن تعلو فيه الأصوات المادية على القيم، تأتي واقعة الغدير لا كمجرد حادثة تاريخية، بل كمنهج حياة متكامل، تتكئ عليه المرأة المسلمة لتعيد تعريف ذاتها، مكانتها، ورسالتها. فالغدير لم يكن فقط إعلانًا عن خلافة، بل كشفًا عن هوية حضارية كاملة، يكون فيها الولاء الحق هو منطلق الوعي، والعهد هو بداية الفعل.

في يوم الغدير، أُعلنت الولاية على الناس كلهم، فكما كانت المرأة مأمورة بالصلاة والصيام والحجاب، فهي كذلك مأمورة بالولاء والطاعة لصاحب الحق، بل أكثر من ذلك: هي معنية بفهم هذا النهج وتفعيله في واقعها كأم، كزوجة، كصانعة أجيال، كمجاهدة في صمت، وكمدافعة عن الحق بكلمة أو موقف أو تربية واعية.

حين قالت الزهراء (عليها السلام) في خطبتها: "فجعل الله الإيمان تطهيرًا لكم من الشرك، والصلاة تنزيهًا لكم عن الكِبْر، والزكاة تزكيةً للنفس ونماءً في الرزق، والصيام تثبيتًا للإخلاص، والحج تشييدًا للدين..." فإنها لم تكن تعطي درسًا بلاغيًا، بل كانت تؤسس لمنهج الحياة وفق مبدأ الطاعة لله، ومرجعية المعصوم. والغدير هو الامتداد الطبيعي لهذه المدرسة.

فالمرأة التي اختارت نهج الولاية لا تُربي أولادها فقط على أداء الفرائض، بل تغرس فيهم روح الولاء، تحكي لهم عن الامام علي عليه السلام لا كفارس فقط، بل كرمز للعدالة، كأب للأيتام، كزوج للزهراء، وكقائد ما انحرف عن الحق يومًا.

المرأة التي جعلت الغدير نهجًا لا مناسبة لا تبحث فقط عن حقوقها المادية، بل تعرف أن حقها الأول هو أن تتبع من لا يظلمها، من يكرم عقلها، من يرى فيها الإنسان الكامل. الامام علي (عليه السلام) في نهج البلاغة يصف النساء بالحرائر، ويكرم الفاطميات، ويعطي صورة متكاملة للمرأة المؤمنة كركن في بناء الأمة.

والمرأة الغديرية لا تقبل بأن تُختزل في مظهر أو وظيفة، بل تضع إمامها قدوة، فتكون شجاعة كزينب، صابرة كأم البنين، حكيمة كفاطمة المعصومة، قوية في وعيها كأم وهب التي دفعت ولدها إلى الشهادة يوم الطف.

يُقال إن الدين مكانه في المسجد أو بين صفحات الكتب، غير أن رسالة الغدير تتجاوز الظاهر... فهي تنبض في كل لحظة من لحظاتنا. حين تطبخ الأم الطعام بنيّة إكرام العيال اتباعًا لسنة أهل البيت، حين تُربي طفلها على قول الحق وإن قلّ الناصر، حين ترفض الغش في بيع أو عمل، فإنها بذلك تُحيي الغدير عمليًا.

المرأة التي وضعت يدها في يد الولاية، ومشت بثقة لا تنتظر المنابر لتعيش المناسبات، بل تجعل من كل لحظة موقفًا ولائيًا. حين تُحسن لجارها، حين ترد الإساءة بالحسنى، حين تقف بوجه الظلم ولو بالصمت، فإنها تُجسد مقولة النبي يوم الغدير: "من كنت مولاه فهذا عليٌّ مولاه"، ليس ترديدًا فقط، بل سلوكًا يوميًا متصلًا.

إن التحديات التي تواجهها المرأة المسلمة اليوم – من الانفتاح المادي إلى تغريب القيم – لا يمكن مواجهتها إلا بوعي متجذر، لا يرتعد أمام العاصفة، ولا يتخلى عن أصالته في زمن التقليد الأعمى. والغدير هنا ليس مجرد عيد، بل بوصلة.

المرأة التي تحتفل بالغدير وهي تجهل أبعاده، قد تُضيع روح المناسبة. أما من تعيش الغدير كلحظة وعي، وقرار انتماء، وعهد لا ينقض، فهي تلك التي ستحمل راية الإصلاح – في بيتها، في عملها، في مجتمعها. هي من تُعيد تعريف القوة، لا كصوت مرتفع، بل كموقف ثابت.

فلنكن جميعًا – نساءً ورجالًا – من أهل الغدير، لكن دعونا نعترف أن للمرأة دورًا خاصًا فيه، فهي التي تنقل الغدير من جيل إلى جيل، من مهد الطفل إلى منابر الإصلاح، ومن تفاصيل البيت إلى جبهات التحدي. الغدير... نهج حياة. وليس هناك من أقدر على صيانته وتفعيله من امرأة تعرف من هو عليّ، ولماذا وُلدت في زمن الولاية.


عيد الغدير
الامام علي
المرأة
المجتمع
السلوك
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    دراسة جديدة: بخاخ أنف شائع قد يساعد على الوقاية من "كوفيد-19"

    الإمام الصادق.. بين المحنة وصناعة المستقبل

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    ظواهر علم الإمام الصادق

    آخر القراءات

    هل استصلاح الفساد يحتاج إلى قدرة الله تعالى؟

    النشر : الخميس 10 آذار 2022
    اخر قراءة : منذ 6 دقائق

    الوحمة وأسبابها.. ليست كما تعتقدون

    النشر : الأربعاء 24 نيسان 2019
    اخر قراءة : منذ 6 دقائق

    تأثير عمل المرأة على الأطفال

    النشر : الأربعاء 10 حزيران 2015
    اخر قراءة : منذ 6 دقائق

    زاد المنتظرين من مائدةِ دُعاء زمن الغيبة

    النشر : الثلاثاء 18 آيار 2021
    اخر قراءة : منذ 6 دقائق

    آية وإضاءة للحياة: كيف نحفظ قدسية الزواج من البداية؟

    النشر : الأثنين 27 شباط 2023
    اخر قراءة : منذ 7 دقائق

    تزودوا له بخير زاد

    النشر : الأحد 03 نيسان 2022
    اخر قراءة : منذ 7 دقائق

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 535 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 475 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 411 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 361 مشاهدات

    دليل المرأة المسلمة في العشرة الزوجية المباركة

    • 359 مشاهدات

    الرأسمعرفية: المفهوم والدلالات

    • 336 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1192 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1156 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1087 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1078 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1061 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 660 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة
    • منذ 22 ساعة
    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية
    • منذ 22 ساعة
    دراسة جديدة: بخاخ أنف شائع قد يساعد على الوقاية من "كوفيد-19"
    • منذ 22 ساعة
    الإمام الصادق.. بين المحنة وصناعة المستقبل
    • الأحد 14 ايلول 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة