• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

هذا هو الغدير الحقيقي

زينب شاكر السماك / الثلاثاء 17 حزيران 2025 / تطوير / 788
شارك الموضوع :

التحديات التي تواجهها المرأة المسلمة اليوم – من الانفتاح المادي إلى تغريب القيم – لا يمكن مواجهتها إلا بوعي متجذر

في عالم يضج بالأفكار المتضاربة، وفي زمن تعلو فيه الأصوات المادية على القيم، تأتي واقعة الغدير لا كمجرد حادثة تاريخية، بل كمنهج حياة متكامل، تتكئ عليه المرأة المسلمة لتعيد تعريف ذاتها، مكانتها، ورسالتها. فالغدير لم يكن فقط إعلانًا عن خلافة، بل كشفًا عن هوية حضارية كاملة، يكون فيها الولاء الحق هو منطلق الوعي، والعهد هو بداية الفعل.

في يوم الغدير، أُعلنت الولاية على الناس كلهم، فكما كانت المرأة مأمورة بالصلاة والصيام والحجاب، فهي كذلك مأمورة بالولاء والطاعة لصاحب الحق، بل أكثر من ذلك: هي معنية بفهم هذا النهج وتفعيله في واقعها كأم، كزوجة، كصانعة أجيال، كمجاهدة في صمت، وكمدافعة عن الحق بكلمة أو موقف أو تربية واعية.

حين قالت الزهراء (عليها السلام) في خطبتها: "فجعل الله الإيمان تطهيرًا لكم من الشرك، والصلاة تنزيهًا لكم عن الكِبْر، والزكاة تزكيةً للنفس ونماءً في الرزق، والصيام تثبيتًا للإخلاص، والحج تشييدًا للدين..." فإنها لم تكن تعطي درسًا بلاغيًا، بل كانت تؤسس لمنهج الحياة وفق مبدأ الطاعة لله، ومرجعية المعصوم. والغدير هو الامتداد الطبيعي لهذه المدرسة.

فالمرأة التي اختارت نهج الولاية لا تُربي أولادها فقط على أداء الفرائض، بل تغرس فيهم روح الولاء، تحكي لهم عن الامام علي عليه السلام لا كفارس فقط، بل كرمز للعدالة، كأب للأيتام، كزوج للزهراء، وكقائد ما انحرف عن الحق يومًا.

المرأة التي جعلت الغدير نهجًا لا مناسبة لا تبحث فقط عن حقوقها المادية، بل تعرف أن حقها الأول هو أن تتبع من لا يظلمها، من يكرم عقلها، من يرى فيها الإنسان الكامل. الامام علي (عليه السلام) في نهج البلاغة يصف النساء بالحرائر، ويكرم الفاطميات، ويعطي صورة متكاملة للمرأة المؤمنة كركن في بناء الأمة.

والمرأة الغديرية لا تقبل بأن تُختزل في مظهر أو وظيفة، بل تضع إمامها قدوة، فتكون شجاعة كزينب، صابرة كأم البنين، حكيمة كفاطمة المعصومة، قوية في وعيها كأم وهب التي دفعت ولدها إلى الشهادة يوم الطف.

يُقال إن الدين مكانه في المسجد أو بين صفحات الكتب، غير أن رسالة الغدير تتجاوز الظاهر... فهي تنبض في كل لحظة من لحظاتنا. حين تطبخ الأم الطعام بنيّة إكرام العيال اتباعًا لسنة أهل البيت، حين تُربي طفلها على قول الحق وإن قلّ الناصر، حين ترفض الغش في بيع أو عمل، فإنها بذلك تُحيي الغدير عمليًا.

المرأة التي وضعت يدها في يد الولاية، ومشت بثقة لا تنتظر المنابر لتعيش المناسبات، بل تجعل من كل لحظة موقفًا ولائيًا. حين تُحسن لجارها، حين ترد الإساءة بالحسنى، حين تقف بوجه الظلم ولو بالصمت، فإنها تُجسد مقولة النبي يوم الغدير: "من كنت مولاه فهذا عليٌّ مولاه"، ليس ترديدًا فقط، بل سلوكًا يوميًا متصلًا.

إن التحديات التي تواجهها المرأة المسلمة اليوم – من الانفتاح المادي إلى تغريب القيم – لا يمكن مواجهتها إلا بوعي متجذر، لا يرتعد أمام العاصفة، ولا يتخلى عن أصالته في زمن التقليد الأعمى. والغدير هنا ليس مجرد عيد، بل بوصلة.

المرأة التي تحتفل بالغدير وهي تجهل أبعاده، قد تُضيع روح المناسبة. أما من تعيش الغدير كلحظة وعي، وقرار انتماء، وعهد لا ينقض، فهي تلك التي ستحمل راية الإصلاح – في بيتها، في عملها، في مجتمعها. هي من تُعيد تعريف القوة، لا كصوت مرتفع، بل كموقف ثابت.

فلنكن جميعًا – نساءً ورجالًا – من أهل الغدير، لكن دعونا نعترف أن للمرأة دورًا خاصًا فيه، فهي التي تنقل الغدير من جيل إلى جيل، من مهد الطفل إلى منابر الإصلاح، ومن تفاصيل البيت إلى جبهات التحدي. الغدير... نهج حياة. وليس هناك من أقدر على صيانته وتفعيله من امرأة تعرف من هو عليّ، ولماذا وُلدت في زمن الولاية.


عيد الغدير
الامام علي
المرأة
المجتمع
السلوك
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    وعي العباءة الزينبية ٣

    التدهور المعرفي ليس حتميًا مع التقدم في السن.. وفق دراسة جديدة

    زينب العقيلة: سيّدة الصبر والعقل الواعي

    مجالس الرشد العاشورائية

    آخر القراءات

    أيها الموجود.. كُن صبغة الله في لوحة الوجود

    النشر : الثلاثاء 29 كانون الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    ما هي علامات الهوية الثقافية على الفرد؟

    النشر : الثلاثاء 26 تشرين الثاني 2024
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    نادي أصدقاء الكتاب يناقش: من فقه الزهراء

    النشر : الخميس 01 نيسان 2021
    اخر قراءة : منذ 18 ثانية

    بناء المواطنة: اعادة المنتوجات المحلية

    النشر : الأحد 08 كانون الأول 2019
    اخر قراءة : منذ 29 ثانية

    أعراض غير صامتة للصداع النصفي الصامت

    النشر : الأربعاء 06 نيسان 2022
    اخر قراءة : منذ 31 ثانية

    الشوكولاتة الداكنة لتقليل خطر السكري من النوع الثاني

    النشر : الثلاثاء 17 كانون الأول 2024
    اخر قراءة : منذ 34 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 973 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 737 مشاهدات

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان

    • 621 مشاهدات

    الإمام السجاد: نور العبادة وشهيد الصبر

    • 616 مشاهدات

    السيدة زينب ونهضة المسير

    • 436 مشاهدات

    من يتصدر نتائج الذكاء الاصطناعي؟ AIO يعيد رسم قواعد اللعبة

    • 364 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1069 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1048 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 973 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 970 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 844 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 737 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    أقحوانة الخربة: طفلة زلزلت عرش الطغيان
    • الخميس 31 تموز 2025
    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة
    • الخميس 31 تموز 2025
    وعي العباءة الزينبية ٣
    • الخميس 31 تموز 2025
    التدهور المعرفي ليس حتميًا مع التقدم في السن.. وفق دراسة جديدة
    • الخميس 31 تموز 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة