الزواج ميثاق مقدس، وعلاقة إنسانية راقية، تبنى على المحبة والمودة والرحمة، كما قال الله تعالى في كتابه الكريم:
{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً} [الروم: 21].
والزوجة هي عماد البيت وروحه، وبيدها أن تجعل من بيتها جنةً هادئة، أو نارًا مشتعلة، وذلك من خلال أسلوب تعاملها، وطريقة إدارتها للعلاقة الزوجية، ومراعاتها لنفسية الزوج وظروفه.
ولأن الحياة الزوجية لا تخلو من التحديات، نقدم في هذا الدليل مجموعة من الإرشادات والتوجيهات المستمدة من تعاليم الشريعة الإسلامية وتجارب الحياة، تساعد الزوجة على بناء علاقة صحية وسعيدة مع زوجها، قائمة على التفاهم والتكامل والاحترام المتبادل.
بعض الإرشادات للزوجة في العشرة الحياتية الزوجية:
1. ينبغي على الزوجة أن تكون طيبة الريح:
من الأمور التي أكدت عليها الشريعة المقدسة هي النظافة، فضروري على الزوجة أن تهتم بنظافة جسمها ومظهرها أمام زوجها، ولا تجعل هذه المسألة من المسائل الجانبية في نظرها، بل من الأساسيات. فإذا حدث عكس ذلك، قد لا يتحملها زوجها كثيرًا، ومن ثم يبدأ النزاع والخلاف بينهما، مما يؤدي إلى كسر سور المحبة والاحترام في البيت.
2.لا تكوني عبوسة في بيتك:
المؤمن بشره في وجهه وحزنه في قلبه، فلتملأ ابتسامتك البيت، لأنك مصدر التفاؤل والأمل أمام زوجك وأبنائك. فلا تكوني مقطّبة الوجه، عابسة المحيا، صامتة، فإن ذلك يثير القلق داخل الحياة الأسرية. وتذكّري أن زوجك يحب أن يجلس معك ويتحدث عمّا يخطر في باله.
3.استخدمي أفضل أسلوب لإصلاح أي سلوك سلبي:
النصح بالعبارات اللطيفة: فالزوجة إذا أرادت أن تغير من صفات زوجها، ما عليها إلا أن تتكلم بكلمات جميلة وعبارات لطيفة، وتتودد وتتلطّف في الكلام، لأن من المسائل المهمة في كسب قلبه وتغيير كيانه وتصرفاته.
التدرج في الإرشاد: ينبغي على الزوجة الأمر بالمعروف، وأن تستعين بأسلوب التدرج في الإرشاد، وألا تحمّله ما لا طاقة له، من خلال الحديث، فأغلب الرجال لا يحبون الزوجة كثيرة الكلام. ويُفضَّل ذكر الصفات الإيجابية التي يتحلى بها الزوج.
لا يصلح النصح أمام الآخرين: لا ينبغي على الزوجة أن تنصح أو تخطئ أو تكشف عيوب زوجها أمام الآخرين، لأن في ذلك إهانة وتحقيرًا لشخصيته، وهذه التصرفات قد تهدم سور المحبة بين الزوجين، وتُسبِّب الحقد.
لا ينبغي التعيير بالذنب: ينبغي على الزوجة أن تمتنع من تعيير زوجها بارتكاب الذنب، فعن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: كان آخر ما أوصى به الخضر موسى بن عمران (عليه السلام): "لا تعيِّر أحدًا بذنب".
لا ينبغي الإفراط في الملامة: يجب تجنّب الإفراط في ملامة الزوج، لما في ذلك من ردود سلبية على الحياة الاجتماعية والعلاقة الزوجية، قال الإمام علي (عليه السلام): "الإفراط في الملامة يشب نيران اللجاج".
المطالعة في الكتب: مطالعة الكتب التي تهتم بهذا الجانب، تساعد على حل المشاكل الزوجية بهدوء دون التأثير على أفراد الأسرة.
4.ينبغي على المرأة أن تكون جيدة الطبيخ:
عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: "خير نسائكم الطيبة الريح، الطيبة الطبيخ". إن من صفات الزوجة المثالية الصالحة أن تكون طيبة الريح، جيدة الطبيخ. يجب على الزوجة معرفة ما يحب زوجها من أكلات، وإعدادها بطريقة جميلة، وتتجنب الأطعمة التي لا يرغب بها، فهذه الأمور تساعد على إبعاد التوتر والنزاع والخلاف المحتمل نشوبه من عدم الاعتناء بها من قبل الزوجة.
5.مراعاة الجانب الاقتصادي:
المهم في المرأة من هذه الناحية أن تقتصد لزوجها في الإنفاق، ولا تكلّفه اقتصاديًا بما لا يُطاق، وألا تتوقع منه ما هو غير متناسب مع دخله اليومي أو الشهري، لأن التوقع الزائد عن الحد، والذي لا يتحقق إلا في عالم الخيال، قد يخلق أجواءً مضطربة في البيت.
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: "خير نسائكم التي إذا أنفقت أنفقت بمعروف، وإن أمسكت أمسكت بمعروف، فتلك عاملة الله، وعاملة الله لا تخيب ولا تندم". فعلى الزوجة أن تتحلى بالقناعة، وهي الاكتفاء من المال بما يسد الحاجات الضرورية.
6.الصبر على سوء خلق الزوج:
قال الرسول الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم): "من صبرت على سوء خُلق زوجها أعطاها مثل ثواب آسية بنت مزاحم". إن إساءة الزوج إلى زوجته من البلاء الذي يمتحن الله به الزوجة، وعليها أن تنصح بالحكمة والموعظة الحسنة كما بُيِّن أعلاه، وتصبر على هذا البلاء.
7.تطبّعي بطبع زوجك، وأطيعيه في كل شيء، ولا تخالفيه إلا في معصية الله ورسوله، وافعلي ما يريد منكِ، لتكون حياتكما في أحسن حال.
8.لا ترفعي صوتكِ في وجه زوجك، فذلك أبغض ما يكون لنفس الزوج.
9.حينما يعود من العمل، أبهجي قلبه بمظهرك الجميل، وابتسامتك العذبة، ومنزلك المعطر المرتب، وطعامه الجاهز.
واجلي كل ما يضايقه من طلبات وأخبار إلى وقتٍ آخر.
10.اعلمي أن زوجك في حقيقته طفل كبير، أقل كلمة حلوة تُسعده، فعامليه على هذا الأساس، وامدحيه، واشكريه، وبيّني له حسناته ومواقفه الرجولية، وأنكِ سعيدة بأن الله جعله لكِ زوجًا، ووفّري له الجو العاطفي.
11.تجنبي مجالسة جار السوء من النساء، لكي لا تتأثري بهن وتهدمي منزلك، فاحذري من هذا المرض الفتّاك، وحاولي ألا تتحدثي مع جاراتك بما لا ينفعك في الدنيا والآخرة، وما لا يرضي الله تعالى.
12.لا تفشي سر زوجك، ولا تُسربي خلافاتكما الزوجية، ولا تبوحي بأسرار الفراش، فتكوني من شر الناس عند الله يوم القيامة.
واحذري أن تذهبي إلى بيت أهلك لحظة الغضب، ففي تلك الساعة لا تنتظري أن يأتي ليصالحك.
اضافةتعليق
التعليقات