لكل منا مأساة من نوع مختلف فمنا من عاش طفولة صعبة أو عانى من زواج فاشل أو خسارة مالية أو فشل في تحقيق أحد أحلامه أو أي مأساة سببت في داخله جرحاً لم يندمل بعد، ولكل منا طريقة مختلفة في التعامل مع مأساته الخاصة.
إلا إن الكثير منا يتعامل معها تعاملاً سلبياً فيجعل من مأساته صخرة في طريقه.. فما أن تسنح له فرصة حتى يضيعها بتذكر تلك المأساة "فعندما يغلق باب يفتح آخر، لكننا غالباً ننظر طويلاً وبحسرة الى الباب المغلق حتى إننا لا نرى الأبواب الجديدة المفتوحة لنا" لأننا وبكل بساطة نلعب دور الضحية وكأننا أصبحنا أسرى في زنزانة الماضي المرير والذكريات البائسة التي تجعلنا نعتقد بأن الألم مقدر لنا طيلة حياتنا، حتى وإن كانت الحرية على بعد خطوات منا!.
وما هذا الاستسلام لهذا الوهم إلا مجرد مظهر من مظاهر الكسل وقلة الثقة بالنفس، لأن كل ما نفعله هو افساد عقولنا وحياتنا بسلبية مظلمة دون أن نتعمد ذلك، لذا سيكون من الصعب جداً إن لم يكن من المستحيل رؤية الأمور بوضوح ووضعها في نصابها.
فلسنا وحدنا من تجرعنا غصص المآسي ولكل منا نصيب من الألم ولابد أن كثيراً منا قد اطلع على حياة الناجحين من الذين نهضوا من قلب المأساة والذين ادركوا بأنهم لا يستطيعون تغيير الماضي ولكنهم قادرون على بناء مستقبل أفضل.. حولوا مآسيهم الى دوافع للنهوض وتحدوا الماضي ليثبتوا لأنفسهم وللعالم بأن الألم أقوى محرك للتغيير.
إن كل ما نحتاجه هو أن نسير بدرب هؤلاء الناجحين وذلك بإيجاد طريقة لإعادة برمجة أفكارنا وترتيب أولوياتنا بما يضمن لنا تحقيق أهدافنا المرسومة بشكل ميسر، وإحدى هذه الطرق هو التركيز على المستقبل مع التعلم من تجارب الماضي بطرق ايجابية دون أن تؤثر علينا أو تمنعنا من المضي قدماً في الحياة فكما يقال الخبرة هي ما تحصل عليه عندما لا تحصل على ما كنت تريد.
لننظر الى الفرص المتاحة أمامنا حتى لا نكون كطائر خائف في قفص مفتوح يرفض الاعتراف بأنه يستطيع الطيران في آفاق السماء..
اضافةتعليق
التعليقات