إقتربت أيام حُلوله وبانت البشرى بقدومه وبدأنا التجهيز لموائده فعجت الأسواق بالمتسوقين لشراء ما لذ وطاب من أصناف الأغذية والمأكولات وبحسب ما يقال: (العين تأكل قبل الفم) فأضفنا لِلذة الطعام بعض الجمالية من خلال تجهيز صحون وأواني جديدة لتزين مائدة شهر رمضان .
لكل موسم من مواسم السنة طقوسه ولكل فئة من فئات المجتمع عاداته وتقاليده في استقبال هذا الموسم وغالبا ما يُمَيز موسم شهر رمضان عن بقية المواسم بأن له أجواءه الخاصة التي أضفت على ساعاته وأيامه ولياليه الافضلية دون سائر الأيام والساعات والليالي.
فيميل البعض إلى شراء وجلب أصناف الطعام وتجربة كل ما هو جديد وكأن شهر رمضان جعل لملئ البطون فابتعدوا عن مواساة الفقير والشعور بجوع وعطش يوم القيامة فبدل أن تملأ الرفوف بأصناف الطعام لابد من الالتفات إلى الأنفس وننظر مليا بم مُلئت وكيف تهيأت هل أزلنا عنها غبارها لننظر الحقيقة ونمهد الطريق للدخول للشهر الفضيل؟.
يعد شهر رمضان محطة مهمة يقف عندها الإنسان ليجد ذاته وينظر في عمق جوهره وإيمانه فيصحح ما بدر منه سواء على المستوى الذاتي أو ما لحقه بالآخرين فيسعى إلى أن يكون الأفضل ويذهب عن نفسه كل ما يشوبها ويتدارك ما فاته من تقصير فقد ورد عن أبي الصلت الهروي قال: (دخلت على الإمام الرضا عليه السلام في آخر جمعة من شعبان فقال لي: يا أبا الصلت إن شعبان قد مضى أكثره وهذا آخر جمعة منه فتدارك فيما بقي منه تقصيرك فيما مضى منه وعليك بالاقبال على ما يعنيك وترك ما لا يعنيك وأكثر من الدعاء والاستغفار وتلاوة القرآن وتب إلى الله من ذنوبك ليقبل شهر الله إليك وأنت مخلص لله عز وجل ولا تدعن أمانة في عنقك إلا أديتها ولا في قلبك حقدا على مؤمن إلا نزعته ولا ذنبا أنت مرتكبه إلا قلعت عنه واتق الله وتوكل عليه في سر أمرك وعلانيتك "ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شئ قدرا").
فلندرك قدر شهر رمضان ونتبضع لأنفسنا خير زاد فلنملئ قلوبنا بالرحمة ونزيل عن أنفسنا الأضغان ونروضها لتحمل مسؤولية الإخلاص في العمل ونذعن لله عزوجل في سرنا وعلانتينا ونزين سرائرنا بالعطف والمواساة والمودة ونرتب أوقاتنا لما فيه صلاحنا ونهذب ألسنتنا بتلاوات مباركة وندرك عظمة أيامه ولياليه وساعاته وهذا هو خير زاد نتزود به لإستقبال خير الشهور .
اضافةتعليق
التعليقات