تتأثر نشأة الأطفال بالظروف البيتيّة خصوصا السنين الأولى من حياتهم,ولتواجد الأم في البيت وحسن رعايتها للطفل الأثر الكبير في السلامة النفسية والجسدية له, لذا كان عمل المرأة خارج المنزل وغيابها لبعض الوقت عن طفلها وإيكال رعايته في الغالب إلى دور الحضانة أثره السلبي على نمو الأطفال ومستقبلهم الشخصي , إلاّ إن الأمر لا يخلو من بعض الحسنات والإيجابيات المتأتية من عمل المرأة وانعكاس ذلك على الأطفال في ذات الوقت,وقد أثبتت الدراسات تلك السلبيات والإيجابيات على النحو التالي :
1- إن بنات الأمهات العاملات أفضل من بنات الأمهات غير العاملات على صعيد الثقة بالنفس والنجاح الدراسي ومتابعة الأعمال المختلفة، في حين إن الأبناء الذكور للأمهات العاملات على العكس من ذلك.
2- لنوع عمل المرأة الأم تأثيره المباشر على أولادها , فالأعمال الشاقة أو ذات الضغط النفسي الشديد تؤثر سلبيا على علاقة الأم بأبنائها , خصوصا في السنتين الأوليتين من حياة الطفل حيث يحتاج لمزيد من الرعاية والحنان .
3- رغم إن الأمهات العاملات يصرفن وقتا أقل ـ نسبة إلى غير العاملات ـ إلاّ إنه من حيث الأداء والفائدة أكثر هدفية وجدية .
4- الأمهات العاملات اللاتي لا يحظين بالدعم بالقول أو بالعمل من أزواجهن, يتعرضن بسبب تعدد مشاغلهن لضغط نفسي شديد, مما يؤثرسلبا على الأطفال.
5- إن أولاد الأمهات العاملات ينظرون برؤية أحسن إلى موضوع التميز الجنسي ودور الرجل والمرأة في المجتمع .
6- يستفيد أبناء الطبقات الدنيا من حيث الموارد الإقتصادية أكثر من غيرهم من عمل أمهاتهم, فينعمون بنمو ذهني وتوفيق دراسي أكثر , فيما تنعم البنات في الطبقات الأعلى بوضع أفضل من ذكورهم .
إن تلك الآثار الإيجابية منها والسلبية تتعلق بشكل كبير بنوع عمل المرأة والوقت الذي تمضيه خارج المنزل وبدرجة تمتعها بالاستراحة والتفرغ أثناء الحمل وسنيّ الرضاعة، والعلاقة بين الزوج والزوجة ودرجة التفاهم والتعاون بينهما.
لذا كان لا بد للمرأة أن تتسلح بالوعي الفائق لتنظيم حياتها ووقتها و بما يتناسب مع عملها ومسؤولياتها وبشكل يحافظ على تلك الإيجابيات ويقلل من السلبيات إلى أقل درجة ممكنة,ويبقى الحفاظ على كيان الأسرة وسلامة الأولاد الذين هم عماد المستقبل لأي أمة هو الأولى والمقدم على أي عمل آخر -
اضافةتعليق
التعليقات