• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

فن الإقناع في التربية: غرس القناعة أعظم من فرض الطاعة

سجى عبد الأمير الركابي / الأحد 13 تموز 2025 / تربية / 454
شارك الموضوع :

امنح طفلك مساحة ليُعبّر، اسأله، اجعله يفكر، ولا تلقّن دون تفسير. فالمناعة الحقيقية لا تأتي من الممنوعات

في زمنٍ تتسارع فيه الثقافات، وتتداخل فيه المفاهيم، لا بدّ أن نعيد التفكير في أدواتنا التربوية، فالصراخ لم يعد يجدي، والضرب لم يعد يُنتج، والمراقبة لا تثمر إلا في حضورها. إن التربية الحقيقية لا تُقاس بعدد الأوامر التي أُصدرت، بل بعدد القناعات التي استقرت في أعماق الطفل حتى غدت جزءًا من وعيه وضميره.

حين يتمكن الوالدان من غرس قناعة صادقة في قلب الطفل، فإنهما يمنحانه حصنًا نفسيًا يحميه من التغيرات الخارجية، ويهبه مناعة ذاتية ضد الانجراف في مجتمعات قد تختلف عنه في القيم والسلوك. ومتى ما استقرت القناعة، بات السلوك انعكاسًا داخليًا لا فعلًا متصنّعًا يذوب عند أول اختبار.

لا تخف على طفلك إن شبّ في بيئة غربية ما دمت قد زرعت في قلبه نور الفهم، وقوة البصيرة، وأشبعت عقله بالحب لا بالخوف. لأن القناعة، حين تُزرع بالحكمة والموعظة الحسنة، تبقى ثابتة لا تهزها العواصف، ولا تغيرها المغريات.

ولنا في سيرة النبي محمد ﷺ أبلغ درس، حين أتاه رجل في مجتمع مفتوح، وقال له بلا مواربة: "يا نبي الله، إني أحب الفاحشة!" موقف كهذا في زمننا قد يُقابل بالصدّ، بالشتائم، وربما بالعقوبة، لكن النبي ﷺ لم يصرخ، لم يغضب، بل احتضن هذا السؤال الشائك بعقل المربي العظيم وروح الحبيب الرحيم.

اقترب الرجل حتى لامست ركبته ركبة النبي ﷺ، فقال له بلينٍ وهدوء: "ألك أم؟" قال: نعم. "أتحب أن يُفعل بها ذلك؟" قال: لا. واستمر يسأله عن ابنته، أخته، عمته، وخالته، وفي كل مرة يعترف الرجل برفضه لتلك الفعلة بحق من يحب. فقال له النبي ﷺ: "ولا الناس يحبون ذلك لنسائهم."

ذلك الحوار القصير كان كافيًا لقلب القناعة في داخله رأسًا على عقب. يقول الرجل: "دخلت على رسول الله ﷺ، وما من شيء أحب إليّ من الفاحشة، وخرجت وما من شيء أبغض إليّ منها." بهذه البساطة، وبهذا العمق، استطاع النبي أن يُحوّل الشهوة إلى حياء، والأنانية إلى احترام، والرغبة العابرة إلى وعيٍ راسخ.

هكذا يكون الإقناع، لا بالعنف، بل بالاقتراب من الفطرة، وتحريك المشاعر الإنسانية، وربط الأفعال بالنتائج على من نحب. هذه الطريقة لا تُغيّر السلوك فقط، بل تُغيّر القلوب.

إن الردع يجب أن يكون آخر العلاج، حين تفشل كل الوسائل، أما البداية فهي دوماً بالحوار، وبناء الجسور لا الحواجز. تربية الأطفال اليوم تحتاج إلى صبر المحاور لا عصا الغاضب، إلى دفء القرب لا قسوة البعد.

امنح طفلك مساحة ليُعبّر، اسأله، اجعله يفكر، ولا تلقّن دون تفسير. فالمناعة الحقيقية لا تأتي من الممنوعات، بل من الإقناع العميق. فإذا نجحت في غرس الفكرة، فلن تقلق على ابنك أينما ذهب، لأن القناعة التي صنعتها داخله، ستظل ترشده ولو كنت غائبًا عنه.

الطفل
الاب والام
التربية
السلوك
صحة نفسية
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الانتصار على النفس: أعظم انتصار يمكن أن تحققه

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    أعد ترتيب فوضاك الداخلية: خطوات صغيرة لتغيير كبير

    الزنك.. معدن أساسي لصحة الإنسان ونموه السليم

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    أسباب الارتباك

    آخر القراءات

    حكايات جدتنا

    النشر : الجمعة 03 حزيران 2016
    اخر قراءة : منذ ثانية

    مثلث النور

    النشر : الثلاثاء 16 آب 2016
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    ماهي الأطعمة التي يجب أن تتجنبها قبل التمارين الرياضية؟

    النشر : الأثنين 16 ايلول 2024
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    العشر الأواخر: حيث تلتقي الروح بالسماء

    النشر : الثلاثاء 25 آذار 2025
    اخر قراءة : منذ 21 ثانية

    سيارة مصرية تعمل بالطاقة الشمسية مخصصة لأصحاب الإعاقة

    النشر : الثلاثاء 15 كانون الأول 2020
    اخر قراءة : منذ 21 ثانية

    حلالٌ لهم.. حرامٌ علينا

    النشر : الخميس 26 حزيران 2025
    اخر قراءة : منذ 33 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 539 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 457 مشاهدات

    من النبوة إلى الإمامة: أحفاد النبي محمد ومسار استمرار الرسالة

    • 419 مشاهدات

    من الوحي إلى الدرس: كيف صنع الرسول صلى الله عليه واله وسلم أمة بالعلم؟

    • 415 مشاهدات

    عندما يُقيمُ القلب موسمهُ

    • 402 مشاهدات

    أصحاب الامام الحسين.. أنموذج لصداقة لا يفنى ذكرها

    • 360 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1439 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1379 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1255 مشاهدات

    سوء الظن.. قيدٌ خفيّ يقيّد العلاقات ويشوّه النوايا

    • 1099 مشاهدات

    بين طموحات الأهل وقدرات الأبناء.. هل الطب هو الخيار الوحيد؟

    • 1061 مشاهدات

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 1049 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الانتصار على النفس: أعظم انتصار يمكن أن تحققه
    • منذ 16 ساعة
    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟
    • منذ 16 ساعة
    أعد ترتيب فوضاك الداخلية: خطوات صغيرة لتغيير كبير
    • منذ 16 ساعة
    الزنك.. معدن أساسي لصحة الإنسان ونموه السليم
    • منذ 16 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة