قال عالم الرياضيات والفيزياء نيكولا تسلا يوما "إن الآلة هي امتداد للإنسان ولن تكون عدوا له" تمثلت الأهمية الكبرى للذكاء الاصطناعي في حياة الإنسان مع ظهور الجوانب التطبيقية له، فقد سخر الله تعالى الكون بما فيه لخدمة الإنسان وميزه على سائر المخلوقات بالعقل الذي استطاع من خلاله توظيف الإمكانات وتشغيلها وابتكار ما يفيده في إيجاد حلول للمشاكل التي تواجهه.
فقد اتسعت مجالات الذكاء الاصطناعي إلى حد لم يكن يتصور نتيجة الانفتاح التكنولوجي وسعي العلماء نحو الوصول إلى الأمثل بصفة دائمة، وإلى الآن فإن بحوث الذكاء الاصطناعي لازالت في حالة تطوير مستمرة، فقد ولج المجال في أغلب الاختراعات الحديثة ويمكن أن يقال أنه قد اقتحم كافة الجوانب الحياتية التكنولوجية الحديثة في مختلف المجالات، فأصبح للآلة القدرة على تنفيذ المهام وفهم اللغات البشرية وتحويل أفكار الإنسان إلى حقيقة واقعة يستفيد منها ومن العمل على تطويرها بالدراسات والمكونات الأساسية للذكاء الاصطناعي التي تتطور يوما بعد يوم.
وقد ازداد الاتصال بين الإنسان والذكاء الاصطناعي، فازدادت قدرة الحاسوب على فهم الكثير من السلوكيات البشرية وتفاعلت معها وتعلمت منها إلى أن سهلت أمر التحاور مع الآلة بوسائل طبيعية عن طریق خوارزميات تفهمها الآلة من خلال تعليم الإنسان لها مما زاد من احتمالية إحلال حواسيب الذكاء الاصطناعي محل الإنسان في كثير من المجالات.
وتعد الروبوتات المستحدثة خير دليل على ذلك الأمر فقد أصبح لها القدرة على القيام بكثير من الأعمال عن طريق الأوامر البشرية، وكما ذكرنا سابقا استخدمتها كثير من الشركات لتستبدل بها اليد العاملة البشرية التي تكلف الشركة مصروفات متعددة مثل العلاجات والإجازات والنفقات اليومية والأجور، تلك الروبوتات لها كفاءة عالية على تأدية مهام يصعب على الإنسان القيام بها بأقل جهد ووقت وأعلى كفاءة، ومن بين التطبيقات التي ظهرت على أرض الواقع للذنكاء الاصطناعي وكان لها الأثر الكبير على النهوض بالمجالات الحياتية وتيسير حياة الإنسان.
الذكاء الاصطناعي في الصناعة
تعد ألمانيا من الدول الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي إذ صنفها الخبير في المجال المبرمج الشهير "كاي-فولي" في كتابه "قوى الذكاء الاصطناعي العظمى: الصين، السليكون فالي والنظام العالمي الجديد" مع كل من الصين والولايات المتحدة لأمريكية واليابان وكوريا الجنوبية كأبرز القوى في المجال، حيث تعتبر ألمانيا ثم اليابان قائدتا الثورة الصناعية الرابعة أو "الصناعة 4.0" حيث استحدثت ما يسمى بالمصانع الذكية التي تدمج تقنيات المصانع الذكاء الاصطناعي والروبوتيك لتطوير السلاسل الصناعية وزيادة الانتاجية وتقليل تكاليف اليد العاملة رغم كل السلبيات المرافقة لها وبالمناسبة، من لم يركب موجة التقنيات هذه ويستفد منها مبكرا في تطوير الاقتصاد ومختلف نواحي الحياة فسيغرق في مزيد من التخلف والتبعية.
فالدول التي تبنت المصانع الذكية والتي دخلت عصر الثورة الصناعية الرابعة 4.0 industry (المانيا۔ اليابان) أصبح لديها أقل نسب بطالة وأحسن صناعة وأغزر انتاج عكس الدول التي تأخرت في ادخال الروبوتات لمصانعها خوفا من فقدان الوظائف.
الذكاء الاصطناعي في الطاقات المتجددة
يسمح لنا استغلال الذكاء الاصطناعي القادر على التعلم من الكميات الهائلة المتوفرة من البيانات الطاقية بإجراء تعديلات على مختلف المستويات من أجل زيادة الكفاءة والتحويل وحتى توزيع الطاقة بشكل ذكي واقتصادي. تسمح هذه الأنظمة بالتنبؤ الدقيق بالطقس والحمل على الشبكات وذروات الحمل كما تستعمل في التخفيف من مخاطر حدوث القصور والاختلالات في الدارات الكهربائية اضيافة إلى تطبيقات أخرى لا حصر لها.
علاوة على ذلك، لا تقتصر هذه الاستخدامات فقط على مشاريع المرافق الكبرى، بل حتى في الشبكات المنزلية والشبكات الصغيرة. وعلى مدار العقد المقبل، ستزيد أنظمة الذكاء الاصطناعي بشكل كبير من كفاءة الأنظمة المتجددة من خلال ما يعرف ب “الأتمتة" وسیصبح هذا سائدا بشكل خاص في كل من محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح خاصة.
إن الجمع بين زيادة توليد الطاقة إلى جانب التوفير في التكاليف الذي توفره الأتمتة سيوفر لمنتجي الطاقة المستقلين مجال العرض اللازم ليكونوا قادرين على تقديم نماذج أعمال وخدمات أكثر تنافسية.
بطبيعة الحال، يرغب أي مشارك في قطاع الطاقة المتجددة في معرفة ما يمكن أن تكون عليه بعض مصادر الدخل الجديدة المحتملة أو القدرة على تجميع كميات هائلة من البيانات وتقييمها، فإن هذا سيسمح بإنشاء تطبيقات تركز على المستهلك، فتقيم استهلاكه للطاقة وعاداته الاستهلاكية، ثم تعرض عليه كيفيات الترشید وتوجهه، وبذلك تسمح له بالاستخدام الأكثر كفاءة للكهرباء كل هذا يسمح للمستهلك بتقييم دقيق لوقت التوقف المحتمل للمكونات، وهذا لا يساعد في خفض التكاليف الإجمالية فحسب، بل يقلل أيضا من تكلفة استبدال الأجهزة المختلفة من خلال تحسين متوسط العمر المتوقع لها.
اضافةتعليق
التعليقات