• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

أسباب الارتباك

‏سارة المياحي / منذ 4 ساعة / منوعات / 60
شارك الموضوع :

ومثال ذلك الفرد الذي يرتدي شكلاً معينًا من الملابس أو زيًا غير لائق بمناسبة ما

ثمة محاولات عديدة لتصنيف مختلف المواقف التي يحدث فيها الارتباك. وفي إحدى تلك المحاولات (Gross & Stone, 1964)، طُلب من كل فرد من عينة بلغت 880 مبحوثًا من طلبة الجامعة أن يذكر مواقف الارتباك التي تعرض لها. وتبيّن أن استجابات الطلبة تشير إلى وجود ثلاثة أنماط من مواقف الارتباك:

1. عدم ملاءمة الهوية الذاتية (Inappropriate identity):

وذلك عندما لا تكون الذات المُقدّمة للآخرين موضع ترحيب وقبول وتأييد منهم. ومثال ذلك الفرد الذي يرتدي شكلاً معينًا من الملابس أو زيًا غير لائق بمناسبة ما، أو عندما يفشل الفرد في تقديم صورة عن ذاته تتطلبها المناسبة أو يتوقعها منه الآخرون، كأن يخطئ الأستاذ في كتابة كلمة ما أمام تلاميذه.

2. افتقاد التماسك ورباطة الجأش (Loss of poise):

وذلك عندما يفقد الشخص السيطرة على مجريات الأحداث من حوله، وتفلت منه الأمور، ولا يعرف كيف يتصرف. والأمثلة على ذلك كثيرة، مثل زلات اللسان، وسكب السوائل على الأثاث، أو تمزق الملابس بشكل يفضي إلى تعرية جزء من الجسم، أو الابتسام في مواقف غير مناسبة، والانخراط في نوبة ضحك متواصلة.

3. سوء الفهم وخطأ الاستنتاج (Disagreement over the definition of the situation):

وذلك عندما يدرك الفرد موقفًا ما إدراكًا خاطئًا، وبالتالي يخلص إلى استنتاج غير دقيق بشأن ما يجب عليه فعله في هذا الموقف. ومثال ذلك أن يعتقد أحد الأطباء الجدد أن كبير الأطباء الذي يمرّ في المستشفى هو أحد المرضى، فيتعامل معه على هذا الأساس.

وقد ظهرت محاولات أخرى لتصنيف مواقف الارتباك، اعتمدت على مطالبة الأفراد بذكر آخر موقف ارتباك تعرضوا له (Buss, 1980; Edelmann, 1987; Miller, 1992). ومن المشكلات المرتبطة بهذا الأسلوب أن الأفراد يميلون إلى تذكّر أكثر المواقف وضوحًا ودرامية، وهو ما قد لا يعكس مواقف التفاعل الاجتماعي اليومية التي يكون فيها الارتباك أكثر شيوعًا ولكن أقل حدة.

كما أن الأفراد يحاولون مواجهة ارتباكهم ومعالجة الموقف باستخدام استراتيجيات غير لفظية، خصوصًا تعبيرات الوجه، والتي قد لا يذكرونها عند استرجاعهم للموقف. وللتغلب على هذه المشكلات، طلب ستونهاوس وميللر (1994) من عينة من الأفراد أن يدونوا يومياتهم على مدى عدة أسابيع، وأن يصفوا مواقف الارتباك التي تعرضوا لها. وأشارت النتائج إلى أن 94٪ من أفراد العينة تعرضوا أسبوعيًا لموقف أو أكثر أدى إلى ارتباكهم.

وبالإضافة إلى الفئات الثلاث التي توصل إليها غروس وستون، ظهرت فئات أخرى من مواقف الارتباك، منها:

مواقف انتهاك الخصوصية (Breaches of privacy):

مثل إفشاء معلومات شخصية، أو الاضطرار لسلوك خاص أمام الآخرين، أو شراء سلعة ذات طابع شخصي جدًا.

والمثال النموذجي على ذلك ما حدث في أحد مشاهد الأفلام الإنجليزية، حين أراد أحد الأفراد شراء مجلة "للكبار"، فأخفاها بين جريدتين محترمتين. لكن مساعد البائع نادى بأعلى صوته باسم المجلة للسؤال عن سعرها، مما أثار انتباه كل الموجودين في المكتبة.

مواقف التكريم والإطراء:

مثل صعود شخص إلى المنصة لتسلُّم جائزة، مما يجعله محط أنظار الجميع، أو عند تلقي الإطراء المفرط. أحد الطلبة يصف شعوره عند استلامه جائزة الطالب المثالي: "شعرت بأنني لست هادئًا أو مرتاحًا كعادتي... كنت متأكدًا أن وجهي شديد الاحمرار، وأن جسدي ساخن جدًا... لقد كنت مرتبكًا جدًا جدًا."

الارتباك بالعِبرة (Vicarious embarrassment)

ويعني أن يرتبك شخص بسبب ارتباك شخص آخر، أو توقعه ارتباكه. وقد درسه ميللر (1987) بوصفه شكلًا من المشاركة الوجدانية (Empathic embarrassment)، والتي تختلف عن التعاطف (Sympathy). ففي الأولى، يشعر الفرد بالعاطفة نفسها التي يشعر بها الطرف الآخر، بينما في الثانية يشعر بعاطفة مكملة لها، كأن يشعر بالشفقة تجاه شخص حزين دون أن يشعر هو نفسه بالحزن.

وقد يفترض الفرد نفسه في موضع الشخص الآخر، ويشعر بمأزقه كما لو أنه هو من يمر بالموقف. وافترض ميللر أن شدة الارتباك بالعِبرة تزداد مع معرفة الفرد بالشخص المرتبك. وفي تجربة أجراها، تبين أن من شاهدوا نموذجًا يؤدي نشاطات مربكة (كالغناء أو تمثيل دور طفل في نوبة غضب)، شعروا بارتباك أكبر من الذين شاهدوا نموذجًا يؤدي مواقف عادية. ومع ذلك، لم يكن للمعرفة السابقة بالنموذج تأثير كبير على تقدير المشاهدين لمدى ارتباكهم.

كما أظهرت الدراسات أن الإناث أكثر عرضة للارتباك بالعبرة من الذكور، ربما بسبب قدرتهن الأكبر على إدراك مشاعر الآخرين (Miller, 1995). وخلصت دراسات أخرى (Marcus & Miller, 1999) إلى أن خصائص المشاهد تؤدي الدور الأكبر في شعوره بالارتباك عند مشاهدته لشخص مرتبك، حيث تبين أن 39٪ من التباين في الارتباك بالعبرة يرجع إلى خصائص المشاهد، مقابل 8٪ فقط ترجع إلى خصائص المتحدث أو النموذج.

وقد تكون الألفة والتشابه في التجربة من العوامل المؤثرة في هذا النوع من الارتباك، كما في موقف الطالب الذي يشعر بالتوتر عند تقديم نفسه أمام زملائه، ثم يزداد شعوره بالارتباك عند مشاهدة زميل له يقوم بالمهمة نفسها.

وفي الحياة اليومية، يرتبط المشاهد بالشخص المرتبك بدرجات متفاوتة، سواء من خلال معرفة شخصية، أو انتمائهما إلى مجموعة واحدة. فمثلًا، ترتبك الأم عندما يسكب طفلها سائلًا في بيت المضيف، وكأنها هي من فعل ذلك.

اقترح هايدر (Heider, 1958) مفهوم "الوحدة المعرفية" (Cognitive unit) ليفسر امتداد ذات الفرد لتندمج مع الآخرين الذين يشعر تجاههم بالانتماء. ويتأثر تشكيل هذه الوحدة بالسياق الزماني والمكاني. فمثلًا، قد تشعر بالارتباك إذا قام مشجعو فريقك بسلوك غير لائق في الاستاد، لأنهم جزء من "وحدتك المعرفية"، بينما قد لا تشعر بالأمر ذاته إذا كنت تشاهد المباراة من منزلك.

وقد تمتد هذه الوحدة إلى الماضي، فنرتبط بأسلافنا، ونشعر بالحرج أو الخزي تجاه أفعالهم، مثل ما فعلوه تجاه العبيد أو في الحروب.

أشكال أخرى للارتباك بالعِبرة

وقد ينتشر الارتباك ويصبح كعدوى، إذا كان الشخص المرتبك في مكانة تؤدي إلى اضطراب اجتماعي واسع، مما يجبر الآخرين على اتخاذ إجراءات سريعة، فيقعون هم أيضًا في الارتباك.

لكن، من المهم أن نوضح أن تصنيف المواقف المسببة للارتباك لا يُعدو كونه خطوة أولى لفهم طبيعة هذا الانفعال. فكل موقف اجتماعي يكتسب معناه من الإطار العام، والعادات، والمعايير الثقافية. ويظهر هذا بوضوح في مواقف تتعلق بالملبس، حيث يختلف ما يُعدّ ملائمًا من مجتمع إلى آخر، بل ومن شخص لآخر داخل المجتمع نفسه.

ومن ثم، فإن مجرد تصنيف المواقف لا يُطلعنا على "العمليات" التي تسبب الارتباك. ما يحقق ذلك هو النظريات التي تفسر هذه العمليات، وتمكّننا من فهم أسباب ومترتبات هذا الانفعال. وسنعرض لاحقًا إمكان الاستعانة بإحدى النظريات العامة في القلق الاجتماعي لتفسير أسباب الارتباك، ثم نستعرض نظريتين أضيق نطاقًا: الأولى تستند إلى المنحنى المسرحي، والثانية تركز على تهديد تقدير الذات.

مقتبس من كتاب "الخجل" لـ راي كروزير
الشخصية
السلوك
المجتمع
التفكير
الوعي
مفاهيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    السخرية من الآخرين في ضوء القرآن الكريم وسبل الوقاية النفسية والاجتماعية منها

    قبل استنزاف طاقتك.. 9 طرق للتعامل مع الإرهاق الرقمي

    هكذا يحكم رجالات الله .. نبيّ الله أُسوة

    روبوت يحمل وينجب بدلًا من الأم.. كارثة أم معالجة طبية؟

    كربلاء المعيار: بين فاجعة الطف ومآسي العصر

    آخر القراءات

    حساسية الحليب.. نوع نادر يصيب الإنسان

    النشر : الأثنين 05 تموز 2021
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    ماهي العلامات التي تكشف عن نقص المغنيسيوم في الجسم؟

    النشر : الأربعاء 13 تشرين الاول 2021
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    قرقيعان.. تراث شيعي يتجدد في النصف من رمضان

    النشر : الخميس 06 نيسان 2023
    اخر قراءة : منذ 21 ثانية

    نبات الخروب وفوائده المذهلة

    النشر : الأثنين 20 كانون الأول 2021
    اخر قراءة : منذ 30 ثانية

    أرجوحة الرجاء

    النشر : الأحد 21 حزيران 2020
    اخر قراءة : منذ 47 ثانية

    كيف تزيد رفاهيتك النفسية عن طريق الطعام؟

    النشر : الثلاثاء 07 تموز 2020
    اخر قراءة : منذ 51 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من النبوة إلى الإمامة: أحفاد النبي محمد ومسار استمرار الرسالة

    • 412 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 411 مشاهدات

    من الوحي إلى الدرس: كيف صنع الرسول صلى الله عليه واله وسلم أمة بالعلم؟

    • 381 مشاهدات

    عندما يُقيمُ القلب موسمهُ

    • 380 مشاهدات

    عن فضيلة السكون في عالمٍ لا يصمت

    • 359 مشاهدات

    التحول الرقمي في التعليم: فرصة أم أزمة؟

    • 345 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1433 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1367 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1247 مشاهدات

    سوء الظن.. قيدٌ خفيّ يقيّد العلاقات ويشوّه النوايا

    • 1094 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 1088 مشاهدات

    بين طموحات الأهل وقدرات الأبناء.. هل الطب هو الخيار الوحيد؟

    • 1056 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء
    • منذ 4 ساعة
    أسباب الارتباك
    • منذ 4 ساعة
    السخرية من الآخرين في ضوء القرآن الكريم وسبل الوقاية النفسية والاجتماعية منها
    • منذ 4 ساعة
    قبل استنزاف طاقتك.. 9 طرق للتعامل مع الإرهاق الرقمي
    • منذ 4 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة