تعدد الزوجات قد يحول البيت أحيانا من بيئة هانئة الى ضمور واضمحلال بالعلاقات مما يؤدي الى تعقيدها وتشتيتها، وهنا يُمكننا ان نقول على هذه المشكلة؛ "مشكلة عدم تفهم وادراك".
في اول زيجة للفرد يجب ان يكون متطلعا على كل التفاصيل المتعلقة بالحياة المشتركة مع الفرد الاخر ويضع النقاط على الحروف ويحول معرفة العلاقة من السطحية الى المعمقة، وعلى غرار هذا تبدأ نقطة الانطلاقة لتقوية الروابط الفكرية والعقلية وحتى الذهنية بين الشريكين وهنا يتم تحديد التوافق بين الاثنين وعلى اثره يكون الاستمرار او الانفصال، اضافة الى ذلك ومن الافضل ان لا يتحاشى احد الاطراف عن اخطاء الطرف الثاني لان في ذلك عواقب وخيمة مستقبلا قد تنهار فيها العلاقة بصدمات عاطفية غير متوقعة تنشب منها خلافات تعصف حياتين بالأسى.
لو يتخيل الجمهور القارئ ان اثنين تزوجا وكونا عائلة من بنين وبنات لكن المشاكل النفسية وعدم الارتباط الروحي فيما بينهما خيمت كغيمة مملوءة بالمطر على رأس كل فرد في هذه العائلة ماذا سيحدث؟
ماذا ستكون النتائج حين يكون الاب والام غير متفاهمين وغير عارفين او مهتمين لما يربطهما سوية!
بكل تأكيد حتى لو بقيا مع بعضهما هذا لن ينفعهما لان طبيعة الزوج تميل للامتلاء العاطفي وان فقد هذا الامتلاء سيبحث عنه في مكان اخر.
من هنا يبدأ ظهور سبب من اسباب تعدد الزوجات..
اما من خلال عدم التفاهم بين الزوجين فتكون النتيجة زواجا اخر، وكثير من الاحيان الزواج الثاني يهدد الزواج الاول وربما يحكم عليه بالنفي والزوال.
وهنالك امرا اخر وهو ان الزوج طبيعته احيانا تميل الى تعدد الزوجات اي انه لا يستطيع ان يقاوم رغباته.
وقد تكثر الاسباب مثل عدم الانجاب او مشاكل عائلية وما شابه.. لكن الركيزة الاساسية للزواج هو معرفة ماهية شخصية الزوجان قبل الخوض بالعلاقة وهذا ما يعتبر اول نقطة للانطلاق في العلاقة او الانفصال كما يقولون "قبل ميوكع الفاس بالراس".
والشطر الثاني من العلاقة يبدأ بعد الزواج حيث يجب حل القضايا التي تحدث بعد الزواج بروية وتفاهم ماعدا هذا ستحل الكوارث وتتراكم المشاكل دون رادع..
العلاقات الزوجية تُبنى على الحب والثقة، كلما سعى الطرفين نحو تقوية علاقتهما سيجدان ان الحياة تعانق حبهما لتولد التفاهم والتناغم بينهما.
دور المرأة في هذه العلاقة يحتل ثلثيها لأنها المسيطر على قلب الرجل ومتى ما كانت معه يجب ان تمثل عدة ادوار منها الرومانسية والعاطفية والعطاء وكذلك الاحتواء للزوج وقت ضيقه وجعله يشعر انه بحضرتها يزول تعبه مهما كان حجمه.
والمرأة الذكية تعرف جيدا كيف تكسب زوجها وتجعله من أملاكها الخاصة حتى وان ابتعدت عنه تجعل من ظلها رفيقا ومؤنسا له، ولأن الاحتواء جزء لا يتجزأ من حياة الرجل يبقى يبحث عنه حتى يجده، وإن وجد هذه الرغبة بزوجته حتما ستكون هي الافضل والحسناء بعينيه مدى العمر..
لكن في حالة عدم ابداء الزوجة كامل الاهتمام بزوجها تؤدي به الى البرود والاكتفاء من خارج المنزل.
فالزوجة في أكثر الأحيان هي من تقرر مصير العلاقة الزوجية لأنها تحوي كل مميزات الانوثة والابداع والتفنن في مراوغة عقلية الزوج لتجعل كل شيء داخل منزلها هادئا وهانئا ايضا..
اضافةتعليق
التعليقات
تونس2018-03-05