• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

هديل الحمام

مروة خالد / الأثنين 16 ايلول 2019 / منوعات / 3007
شارك الموضوع :

منذ ايام وهي على موعد مع الحلم الذي سعت جاهدة لتحقيقه ففي كل ليلة قضتها مثقلة بالقلق لم يكسر صمتها سوى أذان الفجر، كانت تصبح على امل ان تمر أ

منذ ايام وهي على موعد مع الحلم الذي سعت جاهدة لتحقيقه ففي كل ليلة قضتها مثقلة بالقلق  لم يكسر صمتها سوى أذان الفجر، كانت تصبح على امل ان تمر أياما حبلى تتمخض عن نتائج مرضية، ثم ومع اقتراب الساعات الاولى من يوم سيغير ما بعده من ايام ولعله يمحي القليل من تعب سنوات عديدة مضت.

 افترشت سجادتها وتوجهت الى الخالق الكريم؛ ربي انك تعلم هذا اليوم وما يعني لي، وانا اعلم لولا لطفك وعنايتك لما حققت شيء، ياربي استودعك سنوات التعب وايام الشقاء وليالي السهر والعناء، يامن لا تضيع عنده الودائع، الهي انت اعلم من نفسي بنفسي فرزقني من الدرجات ما يرضيك وانا راضية بذلك..

 ثم راحت تتجول بين ذكريات الطفولة تطرق ابواب سنواتها الواحدة تلو الاخرى، تعالي يا ايام عمري الماضية، يا طفولتي ويا ايام التعب اركعي امام لحظات سيكتب التاريخ عنها!.

طفلة صغيرة بسنواتها الثمانية في صالة العمليات ترجو الله ان يرحمها ويكون معها حيث لا ام  ولا اب إلى جانبها، وحيدة بقلب يملئه اليقين بالله بأنه معها وناصرها..

بأفكار طفولية مليئة بالقلق والخوف ترسم في مخيلتها كيف سيكون بعد قليل صدرها مفتوحا وقلبها بين يدي مجموعة من الاطباء الذين يمازحونها بينما يتسلل التخدير الى كل انحاء جسدها لتحلق كحمامة تذهب بأحلامها بعيدا.

لعلها تنهض بعد ذلك على حال افضل تاركة جسدها يعمل بأجهزة تنوب عن قلب مفتوح بالفتحة الرباعية، كانت سنوات قاسية تمر ايامها كأنها سنوات.

من الحرمان في ان تعيش طفولتها كباقي اقرانها ثم ومع عامين تخلفتهم عن المقاعد الدراسية لا تزال غصة ذات مرارة لاذعة في حلقها، كيف كانت ترى اخوتها واقرانها يذهبون الى المدرسة وهي تحلم ان تحمل حقيبتها وتتجه حيث يذهبون، ولكن ليس باستطاعة جسد انهكه المرض ان ينهض ويتجه نحو الدراسة، ولكن حينما يكون التعويض الالهي جبرا للخواطر فأن عطاياه تكون كاملة..

ولعل جل ما كانت تحلم به بعد شفائها ساعات قليلة تقضيها بمدينة الملاهي دون أن يغمى عليها نتيجة قصور في وظائف القلب، ثم مسحت دمعاتها ورفعت رأسها نحو السماء ممتنة أن كانت نتيجة العملية النجاح بنسبة عالية وتماثلت للشفاء فكانت حياة جديدة كتبت لها ان تعيشها وتقلب صفحة عن ايام المرض..

مع انها شاردة الذهن تقلب صفحات الماضي الا انها ممتنة لسنوات ضاعت جعلتها تستثمر ايامها بجد واجتهاد وها هي تحصد اليوم مازرعت، هذا اليوم وصلت الى الجامعة برفقة والديها واخوتها باكرا رغم توترها الا انها كانت تشغل نفسها بترتيب القاعة وتحضير الضيافة.

اجتمع الأصدقاء والأحبة حولها بين مشجع ومهنئ يتمنون لها التوفيق، وبعد دقائق حضر الأساتذة أعضاء لجنة المناقشة وعم الهدوء في القاعة وبدأ رئيس اللجنة بالترحيب بالحضور فطلب منها أن تلقي كلمة مختصرة توجز فيها ما قدمت في رسالتها وما توصلت إليه من نتائج واذا بها بصوت تملأه الثقة بالذات ينتشر في ارجاء القاعة تلقي كلمتها حتى وصلت إلى تقديم الشكر؛ (إلى من علمني معنى الحياة - وبعد أن أهديه فرحتي - ابي الغالي) تملكه شعور غريب كان لسان حاله يقول بل انت من علمتني معنى الحياة!! حبيبتي الصغيرة كيف لي ان انسى ذلك اليوم الذي ادخلتك فيه إلى غرفة العمليات وانت بنت الثمان سنين كيف لي ان انسى توديعك لي في ذلك اليوم وانت تصرخين (باباااا) حبيبتي عندما ابتلاك الله بقلب مفتوح افاض عليك بعطاياه الجزيلة ولو لم يكن يعلم بأنك اهل لهذا الابتلاء لما ابتلاك..

وانهى المناقش الأول مناقشته لها ولم يسمع من نقاشه شيئا فقد كان جسده حاضرا وقلبه مع قلب ابنته الحمامة الحالمة.

صحح من جلسته وشرب القليل من الماء كان يسمع كلام المناقش الثاني بأهتمام كيف كان يبدي اعجابه بالرسالة وموضوعها وكيف أشاد بالعمل بشكل كلي حيث قال إن هذه الرسالة تصلح أن تكون أطروحة دكتوراه ولكن هذه الطالبة جزاها الله عن العربية خيرا اختارت لنفسها طريقا صعبا وقد اجادت فيما اختارت، كان ينظر إلى الأساتذة تارة ويدير النظر إليها تارة أخرى كلما نظر اليها وجدها واثقة بنفسها وبما صنعت مستعدة للإجابة دوما فينتابه الشعور بالفخر والاعتزاز بابنته، وفي الوقت ذاته يسبح الله ويمجده على عظيم قدرته التي جلاها فيها فهي ابنته الوحيدة من بين سبعة أبناء الذي آلمه مرضها في طفولتها ايما الم ولعله في بعض أيام طفولتها وصل إلى حد اليأس من شفائها وهي اليوم ترتقي مكانا عليا مكانا لم يرتقيه اخوتها واقرانها وهم ولدوا اصحاء..

 كان جمع من الحاضرين يسلطون نظراتهم عليها وراحت هي الاخرى تتصفح وجوههم..

للوهلة الاولى ظنت ان نبضات هاجرة اجتاحت قلبها كما هو الحال في مواقف تأخذ الانفاس ولكنها سرعان ما ادركت انها تبحث عنه تحدث نفسها هو لا يتخلف عن موعد كهذا!

ثم راحت تحدثه كأنه شاخصا امامها ماذا عن الوعود، ها قد وفيت بوعدي اليك ايعقل انك لا تحضر يوم كهذا؟

اميرتك ها هي واقفة على المنصة تحفها الورود وتكللها الزغاريد بمناقشة علنية، ماذا عنك انت لماذا لم تحضر؟ 

كان لسان حالها يقول انا اليوم لا ينقصني سوى وجودك الى جانبي كما ترى اضع اقدامي على طريق رسمناه بأحلام طفولية ثم ما كففت اواصل السعي لتحقيقه فكانت ارادت الله نصرا لي ياجدي، ثم دعمك لي كان بمثابة طريق معبد.

لله شكري وامتناني على الدوام.. كانت اسئلة اللجنة قد ضيقت القليل من افكارها وذكرياتها وعتاب غائب تخلف عن موعده، إلا انها لم تستطع نسيانه فكان اول من اهدت له جهد السنوات وتعبها.

ثم ابتدأ استاذها المشرف كلمته فامتدح رسالتها ودافع عما انجزاه من عمل ثم قال أما فيما يخص طالبتي فقد ذكر الاساتذة في حقها ما يغنيني ولكني اذكر انها تلميذتي في مرحلة البكالوريوس وفي مرحلة الماجستير مقبلة على العلم ومثال للحرص آنست فيها خلقا حسنا واصلا طيبا وورعا وتقوى فهي على خلق وعلم ودين وانا ابارك لعائلتها هذه التربية الصالحة وليعلم الجمع ممن ضم مجلسنا بأنها اخذت من نفسي مأخذا طيبا..

كان خليط من المشاعر في تلك اللحظات يجتاحها الشوق.. الفرح بختامها مسيرة دراسية طوال 18 عام متواصلة فتحت بعدها أبواب كثيرة لأستقبال مرحلة جديدة..

ومع اعلان مواصلة المناقشة لأعلان الدرجة النهائية افرجت شفتيها عن ابتسامة وعيونها عن دمعات هي للفرح اقرب منها للحزن مع انها كانت تتمنى ان يكون اول المهنئين الا انها ادركت انه قريب وان كان في عالم ليس بعالم الدنيا فما كان منها الا ان تهديه نجاحا تقديره امتياز وفاءً منها اليه.

الانسان
الحياة
الشخصية
التفكير
قصة
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الحجاب وتحديات الانفتاح الرقمي

    نحن لا نتذكر أيامًا، بل نتذكر لحظات

    فن الاستماع مهارة ضرورية

    تناول الأفوكادو يحسن جودة النوم

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    كيف تربي خيالاً لا يريد البقاء في رأسك؟

    آخر القراءات

    بوصلة الأخيار

    النشر : الأحد 31 تشرين الاول 2021
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    استطلاع رأي: كيف استثمرت نفسك هذا الصيف؟

    النشر : الأثنين 25 ايلول 2023
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    اخلع عنك ثوب المعلم!

    النشر : الخميس 07 كانون الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    يوم إتمام النعمة

    النشر : الأحد 01 آب 2021
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    التنمر الإلكتروني: عملة جديدة في بورصة الإنحطاط

    النشر : الأثنين 31 آيار 2021
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    ضرب الله مثلاً للذين امنوا.. طوعة

    النشر : الخميس 31 آب 2017
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1334 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1318 مشاهدات

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 828 مشاهدات

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    • 735 مشاهدات

    "خيمة وطن" نقطة ارتكاز إعلامية وصحية في عولمة القضية الحسينية

    • 413 مشاهدات

    حين ينهض القلب قبل الجسد

    • 408 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1334 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1318 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1242 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1206 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1137 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 1057 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الحجاب وتحديات الانفتاح الرقمي
    • منذ 5 ساعة
    نحن لا نتذكر أيامًا، بل نتذكر لحظات
    • منذ 5 ساعة
    فن الاستماع مهارة ضرورية
    • منذ 6 ساعة
    تناول الأفوكادو يحسن جودة النوم
    • منذ 6 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة