القراءة أفضل سبل العلم فبها ننمي روحنا ونغذيها لتصبح معطاءة، وتجعلنا هادئين ومطمئنين البال لما تعطينا من سعة نظرتنا للحياة، ومنها نكتسب ثقافات مختلفة ومتنوعة، ونتعلم الكثير الكثير وتحسن مستوى التفكير أيضاً، وانطلاقا من هذا الهدف انعقد اجتماع نادي أصدقاء الكتاب الشهري في جمعية المودة والازدهار النسوية
لمناقشة كتاب "إنقذوا الطفل في داخلكم " لمؤلفه الدكتور تشارلز ويتفيلد.
ففي العام ١٩٨٦ كتب هذا الكتاب لمرضاه ككتاب تثقيفي مساعد وكمرجع علاجي
ولقد اقر نجاح طريقة العلاج التي وصفها في هذا الكتاب عدد لا يحصى من الناس الذين شفاهم تطبيقهم لمبادىء هذه الطريقة العلاجية وتوجز هذه المبادئ بالوعي والتعرف والإقرار واعطاء الأذن وتنظيم تفاصيل العلاج النفسي والشفاء.
فقد جاء في مقدمة الكتاب:
كيف يمكن أن تكون حياتنا من دون حب وشعور بالأمان؟ كيف يمكن ان تكون من دون عائلة ترعانا وترسخ أقدامنا في الحياة؟ كيف يمكن ان تكون أن لم نعش طفولتنا كأطفال، بل تحملنا مسؤولية الكبار؟
الجميع ينكر تعرضه للأذى في طفولته من قبل أهله أو من قبل أقرب المقربين، وهذا الأذى يمكن ان يكون نفسياً او جسدياً، يمكن أن نعيه، او لا نعيه، أن نعترف به او لانعترف.
كلّنا تربينا في عائلات أحبتنا.. لكنها أذتنا عن قصد أو غير قصد، واذا كنا اليوم نعاني من مشاكل بسيطة أو عميقة، لنسأل أنفسنا كيف الطفل الذي في داخلنا؟
هذا الطفل هو ذاتنا الحقيقية الأصلية قبل أن تطمسها التربية والتضحية ونكران الذات والاهتمام بالآخرين قبل أنفسنا.
دعونا نطل على ذلك الطفل الصغير النائم في أعماقنا لنسأله: هل أنت بخير؟ لأنه إذا لم يشفٓ هو لن تشفى أنت؟
وتتلخص فصول الكتاب بالفصل الاول:
إكتشاف الطفل المختبىء فينا وهو ذلك الجزء الحي النشيط الخلاق الراضي، انه الذات الأصلية في كل إنسان.. أنه حقيقتنا. نحن ننكر الطفل الداخلي بسبب المجتمع وأهلنا الذين لايعلمون أنهم يجعلوننا نفعل ذلك.
اما الفصل الثاني: مفهوم الطفل الداخلي،
وهو يتناول بدايةً ارتباط مفهوم الطفل الداخلي بالعلاج النفسي مع إكتشاف اللاوعي الذي جاء عقب نظرية "الصدمة النفسية" عند فرويد، ليأتي عقبها ملاحظاته التي تتضمن مواصفات الذات الحقيقية، التي هي "الطفل الداخلي" وهي أساسية في حياتنا وضرورية لنشعر بأننا أحياء.
وقد تطرق الفصل الثالث الى ماهو الطفل المختبئ فينا؟
حتى لو بدا لنا هذا المفهوم بعيداً غامضاً أو غريباً، إلا أن في داخل كل شخص فينا "طفلاً مختبئاً"، انه الجزء الحي فينا.. انه الجزء الخلاق الراضي المفعم بالطاقة انه ذاتنا الحقيقية غير الزائفة، يأتي مبيناً خصائص ذاتنا الحقيقية وذاتنا المزيفة.
ليعرج الفصل الرابع الى خنق الطفل الداخلي
مبيناً كيف يعمل أهلنا ورموز السلطة الأخرى كالمؤسسات الاعلامية والسياسية والتربوية وحتى المهن الطبية الأخرى على خنق طفلنا الداخلي وانكاره؟
وهنا السؤال المهم كيف يمكننا تحديد ما إذا كنا مصابين؟
ماهي العوامل او الظروف التي جعلت عائلاتنا والاخرين تنكر ذاتنا الحقيقية؟
ويتضمن الفصل اجوبة كل من الاسئلة المطروحة.
منتقلاً الى الفصل الخامس والذي يشمل: اصابات الأهل بحالات تؤدي إلى قمع الطفل، مبيناً ان بعض الحالات قد تعرقل تلبية الحاجات فكلما كانت حالة الأهل والعائلة شديدة ومتقدمة ومشبعة بالحرمان قلّ اشباع حاجة الطفل وتأمينها.
وبعد شرح الحالات بجداول معينة يبين الاساءة إلى الطفل جسدياً، جنسياً، عاطفياً، عقلياً وروحياً.
أما الفصل السادس فكان: التماهي في الآخر (co-depenence)
الاضطراب العصبي العصري وهي حالة أخرى من الحالات الناتجة عن خلل في العائلة، انها عملية التماهي في الآخر، والتماهي هو مرض فقدان الشخصية (الفردية) إنها حالة تخنق ذاتنا الحقيقة والطفل الداخلي، وهي ناتجة ومساهمة بالتسبب بكل الحالات الناتجة عن خلل لدى أحد الوالدين.
ثم ننتقل الى الفصل السابع: الدوافع المسببة للخجل وقلة احترام الذات
حيث يلعب الخجل وقلة احترام الذات دوراً بارزاً في قمع الطفل الداخلي، ان نشأة الفرد في عائلة مضطربة أو مختلة غالباً ما ترتبط بالخجل وقلة احترام الذات لدى جميع الأفراد في تلك العائلة، وقد أشار الى ان مظاهر الخجل هي التي تختلف بين فرد وآخر في العائلة، كل واحد منا يتكيف مع الخجل بطريقته الخاصة.
ليأتي الفصل الثامن والتاسع والعاشر مبيناً دور الضغط النفسي: اضطراب ما بعد الصدمة، وهو اضطراب ما بعد الصدمة حالة قد تؤثر كثيراً في الشخص بحيث لا يتم فقط قمع الطفل الداخلي أو أيقاف نموه بل يصبح الشخص غالباً مريضاً بشكل واضح بسبب الضغط النفسي المتكرر والصدمات الشديدة.
متنقلاً الى كيف يمكن أن نشفي الطفل الداخلي وذلك يتضمن اربع خطوات:
١- اكتشاف الذات الحقيقية والتدرب على ان نكون هذه الذات الحقيقية.
٢- تحديد حاجاتنا الروحية والعاطفية والنفسية والجسدية، والتدرب على تلبية هذه الحاجات بمساعدة أشخاص نثق بهمً.
٣- تحديد الخيارات أو الصدمات النفسية وعيش هذه الصدمات من جديد والحداد والتألم على صدماتنا النفسية أو خساراتنا التي لم يتم التألم عليها بوجود أشخاص نثق بهم.
٤- تحديد المشاكل النفسية الجوهرية والعمل عليها، فهناك على الاقل ١٤ مشكلة جوهرية يمكننا العمل على معالجتها في عملية الشفاء الداخلي.
منها ثمانية وصفها الاطباء هذه المشاكل النفسية هي: التحكم، اهتزاز الثقة بالنفس وبالآخرين، اضطراب المشاعر، الافراط في تحمل المسؤولية، تجاهل حاجتنا الخاصة، التفكير بطريقة " كل شيء أو لاشيء"، تحمل التصرفات غير المناسبة وقلة احترام الذات..
ويضيف المؤلف الى هذه المشاكل: مشكلة أن تكون على حقيقتك، الحداد على خسارتنا التي لم نتألم عليها، الخوف من الهجر، الصعوبة في حل الصراعات الداخلية، والصعوبة في منح الحب وتلقيه، كما ونشير أن الفصول الأخيرة تناولت التعرف الى مشاعرنا واختبارها ايّ أن نعي ونحس بمشاعرنا وأن نتعامل معها على نحو بنّاء، أمر هام في عملية شفاء الطفل الداخلي.
وختاماً دور الروحانية وبعد التعريف بالروحانية نتوصل إلى الصفاء الداخلي
فعندما نتآلف مع كوننا ذاتنا المراقبة وبمساعدة الروحانية الشافية، يمكننا البدء بتعبيد الطريق إلى تحقيق الصفاء والسلام الداخلي والسعادة.
وجدير بالذكر ان نادي اصدقاء الكتاب اسسته جمعية المودة والازدهار والذي يهدف الى تشجيع القراءة والمطالعة عبر غرس حب الكتاب وفائدته في المجتمع.
اضافةتعليق
التعليقات