ابتعد عن بعض الاشياء في حياتك لفترة لتجد انها ليست ضرورية كما كنت تظن..
كنت متشوقة جدا لزيارة اهلي لي بعد شهور قاسية من الفراق، الفراق جرح موجع لا يزال ينزف، غصة واقفة في مجرى التنفس كسكين حاد يفقدك صوابك مع كل زفير... ولكن اليوم ستنتهي كل تلك الحسرات والآهات التي فلتت من بين أضلعي من كثرة الوجع والشعور بالغربة كأنني اليوم عروس تُزف الى صالة العرس من جديد لا أحد يستطيع أن يدرك مدى سعادتي بزيارتهم كنت مخططة لكل شيء كي يكون كل شيء على مايرام طلبت من زوجي أن يحضر لي البامية فكانت البامية في تلك الأيام كضيف جديد في السوق غالية وعزيزة جدا على الناس، أختي أيضا كانت تحب البامية كثيرا قررت ان أفرحها بطبخ طعامها المفضل ولكن عندما رجع زوجي رأيت كل شيء ولكن البامية لم تكن كما اريد طلبت بامية خضراء طازجة ولكن فشل تخطيطي عندما رأيت البامية مغلفة وجاهزة للطبخ غضبت كثيرا حينها وددت ان اصرخ عليه واقول لِمَ لمْ تسمع جيداً؟ كنت أريد البامية الخضراء وليست الجاهزة المغلفة صنع الشركات!.
لطالما احببت الطعم الطبيعي والخضراوات الطازجة فالحياة الجديدة بدلت طعم كل شيء وأصبح كل شيء آلياً حتى الحب لم يستطع الهروب من هذا المأزق وأصبح متواجداً في مواقع التواصل فقط دون ان يكون له تلك النكهة الطيبة الطبيعية...
فتحت الكيس لأجد قياس البامية كبير جدا كنت في حالة غضب في نفس اللحظة وددت ان اذهب الى جوالي لأتصل به وأوبخه ولكن وكلت الأمر إلى الليل وبدأت أتفقد باقي الأشياء،
قررت ان أذكره بالليل عند رجوعه كي لا يكرر الأمر انشغلت بالعمل ورأيت أنه لم يكن الأمر بذلك السوء الذي كنت أظن قلت لنفسي: الحمد لله لأنني لم أتصل!
بعد ذلك رائحة البامية بدأت تنتشر في البيت ورأيت أنه ليس الأمر كما كنت أظن صحيح ليست كالطازجة ولكنها ليست رديئة أيضا.. أدركت أن مسألة البامية تافهة جدا كم ممتنة للباري لأنني لم أتصل بزوجي وأوبخه..
بعد أن رجع الى البيت كنت هادئة جدا وليست تلك التي كانت كالكبركان تريد ان تحرق الدنيا ومافيها قلت بصوت هادئ ليتك تشتري البامية الخضراء الطازجة من السوق كانت أطيب بكثير من هذه البامية قال نعم فكرت في الأمر ولكن رأيتكِ منشغلة جدا ولازال أمامكِ الكثير لتقومي به لذلك فكرت أن أشتري لكِ البامية الجاهزة لأساعدكِ قليلا..
بدأ قلبي ينبض بسرعة وللحظات بقيت مندهشة لا أستطيع الرد!
كم كنت مغفلة عندما غضبت وتفاعلت بهذا السوء كان يريد ان يساعدني وكنت على وشك ارتكاب غلطة كبيرة!.
وصلت عائلتي وكانت تلك الليلة من أجمل الليالي لم نأكل البامية الطازجة ولم يحدث أي شيء..
تعلمت أن أمكث قليلا.... كانت نظراتي لزوجي تلك الليلة مختلفة عن قبل!
أدركت لو كنت اتصل في تلك اللحظة كان يتبدل يومي الجميل الى أسبوع من الزعل والكدر ولكن عندما يبتعد الانسان قليلا ويمكث للحظات يعرف أن هناك أمور كثيرة أخذت من وقته وصحته أكثر مما ينبغي...
يدرك جيدا كم هذه الأمور البسيطة تافهة تعلمت إن علاقتي أهم بكثير من كل هذه الجزئيات منذ ذلك اليوم أسعى لتكون علاقتي طازجة على الدوام ومملوءة بالحب والاحترام.
من الجيد ان يتعلم الانسان أن يقف بين الحين والاخر عن الحركة ليرى هل هو يمضي في الطريق الصحيح؟
قضية البامية تتكرر كل يوم وبحلة جديدة في حياة كل أنثى يا ترى أنتِ ماذا تفعلين؟
اضافةتعليق
التعليقات