كما لا يخفى علينا أن المرأة نصف المجتمع فهي الأم والزوجة والبنت والأخت لذا كانت للرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) بنتاً فبها تتم سلالة الأئمة المعصومين ومن صلبها.
وهذا يوضح لنا مدى أهمية المرأة في الإسلام لذا فإن صلُحت صلحت الأُسرة وبها يصلح المجتمع ولكن توجد نقطة في غاية الأهمية وهي هناك أساس لكل شيء ومرحلة أساسية لبناء الشخصية وهي من عمر البلوغ إلى الخامسة عشر فهذهِ المرحلة مهمة للغاية في ترسيخ وبناء القيم والأخلاق والتأثير يكون عالياً جدًا، لذا ركزت جمعية المودة والإزدهار على هذهِ الفئة العمرية واستأنفت (نادي ريحانة للفتيات) في دورته الثانية بمناسبة العطلة الصيفية وكانت انطلاقه في يوم 24/5/ 2024 الموافق 16 ذي القعدة 1445هـ بمعدل يوم واحد في الأسبوع وقد ضم النادي مايقارب 70 فتاة من عمر 10 الى 14 سنة.
وقد تم تصنيف الأعمار إلى مرحلتين الابتدائية والمتوسطة، كما خصصت الجمعية إدارة خاصة للنادي وأستاذات لهن من الامكانية العالية على التواصل مع هذهِ الفئة العمرية لإيصال المعلومات بشكل جيد ومفيد وقد كان هناك إعداد خاص للمواد التي يتم تناولها خلال الأيام وحسب جدول مُنظم كما كان هناك فعاليات خاصة في المناسبات ورحلات خارج الجمعية وفقرات فكرية ترفيهية نهاية كل درس، بالإضافة إلى دروس خارجية مثل الرسم لتركز على أولويات الرسم وأساسياته. وأيضاً النحت على الطين فهو فن وعلاج بذات الوقت فهو من أحد الفنون الانسانية على مر التأريخ فهو يُعد تنمية لمهارات الفرد خصوصًا هذا العمر فهو يعزز قدرة الخيال وتوسعة مداركه الإبداعية وقد يكون من ضمن فوائده هو التعبير عما بداخل الشخصية الكتومة.
كما تناولت الأستاذة الصيدلانية حنين حليم بدروس متواصلة عدة مواضيع مهمة منها: درس تحت عنوان (كوني نجمة) وقد كان محتوى الدرس عن الصدق وقد تناولت هذا الموضوع تفصيلا. كما تناولت درساً عن ملئ الفراغ لدى الفتيات في فترة العطل وكيفية إستغلالها بأمور أخرى ذات فائدة، وطرحت عدة أمثلة لتوضيح الطرح .
كما كان تزامن يوم النادي مع يوم استشهاد الامام الجواد (عليه افضل الصلاة والسلام) وقد كان هناك درس تحت عنوان (واحد يساوي 100) وهذا قانون البركة وقد تم ربط البركة في الليالي والأيام من خلال صاحب الجود والعطاء الإمام الجواد (عليه السلام ).
كما تزامن أيضاً مع الأيام الغديرية وقد كانت هناك رحلة خاصة مع عدة فقرات مختلفة ومسابقات وجوائز ومسابقة خاصة بخطبة الرسول يوم الغدير كما تم مناقشة موضوع الغدير مفصلًا وكيف كانت البيعة لإيضاح الحادثة وآثارها إلى يومنا هذا.
وكان الدرس الأخير إستقبالا لشهر الحسين وقد ركز على موضوع الهدف والقاسم مثالًا لذلك حيث كان يهدف إلى الشهادة في رحاب عمه وإمام زمانه الامام الحسين (عليه السلام) وكيف نال ذلك الشرف العظيم.
كما كان للأستاذة العَلوية أفراح الحسيني دروساً مُمنهجة للفئة العمرية الأصغر وقد كانت دروساً في الذكاء الأخلاقي منها:
(أنا عبد الله ) كيفية تعلم الطفل مفهوم العبودية، ومتطلباتها حيث نعلم أنه عندما يقول الله لنا صلوا وراعوا حجابكم وصوموا أو اعطفوا على بعضكم البعض أو احسنوا إلى الجميع وخاصة الوالدين إذن بالتأكيد هذه أمور جيدة لنا والشيء الصحيح والحكيم هو الاستماع الى هذه الأوامر والعمل بها.
وايضا كان هناك درس عن الاحترام وكان انطلاق الدرس من قول المولى عزوجل (وقولوا للناس حسنا)، في نظر الطفل الذي يتمتع بهذه الفضيلة يعتبر الاهتمام بالآخرين ذا قيمة بالنسبة لهم وهو أنه يحترمهم ويتصرف بطريقة يريدهم أن يعاملوه بهذه الطريقة، وإن تطوير هذه السنة الأخلاقية يضع حجر الأساس لمنع العنف والظلم والكراهية. ومن أهم عناصره احترام النبي والأئمة الأطهار، والأم والأب، والكبار في السن والاطفال والأقارب والفقراء والنعم الإلهية.
وكذلك درس النية في العمل وآثارها على الفرد، إذ إن لها دوراً كبيراً في تسهيل أمور الحياة، فالانسان العاقل لا يفعل أي شيء دون هدف ويكون الهدف في ذهنه حتى لو لم يكن على علم بهذا الهدف أثناء قيامه به فمثلا أنشطة الناس اليومية التي تحمل غالبا أهدافا مشتركة فمثلا كل الناس يشربون الماء ليرون عطشهم أو يناموا ليزيحوا تعبهم ...، لهذا يتم تدريب الفتيات على الانتباه أكثر للهدف حتى يكون العمل ذو قيمة فاختيار الهدف الجيد والقيم مهم جدا لأنه جوهر كل شيء، فعن الامام علي (عليه السلام): (عود نفسك حسن النية وجميل المقصود تدرك في مباغيك النجاح).
وكذلك ضبط النفس والذي كان منطلقه قول الامام علي (عليه السلام): (العجل يوجب العثار)، فالعثار هو الانحراف عن الطريق الصحيح، ويمكن تسمية هذه الفضيلة بالقوة التي بناءً عليه يختار الشخص في نفسه التصرف بشكل مدروس ويتجنب ردود الفعل المفاجئة.
هذا المبدأ الأخلاقي يجعل الفتاة تتحكم في دوافعها وتفكر قبل التصرف حتى وتتصرف بشكل صحيح ولا تتخذ قرارات متسرعة تؤدي إلى عواقب سيئة.
وكذلك درس التعاطف فهو شعور أخلاقي يمكن على أساسه فهم مشاعر الآخرين فالتعاطف صفة أخلاقية قوية تحث الطفل على تجنب القسوة على الآخرين وعدم ظلمهم، وهناك عدة طرق للتعاطف في اللحظات السعيدة واللحظات الحزينة تجنب اللوم والمنية كآفات التعاطف حيث قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (من أسدى إلى مؤمن معروفا ثم أذاه بالكلام أو مَن عليه فقد أبطل الله صدقته).
وكذلك درس الدفاع عن النفس باستخدام الكلمات من الاستراتيجيات والمهارات الذكيّة في التواصل مع الآخرين، والدفاع عن الأفكار والآراء بأسلوب الحوار والكلام الهادف، يُمكن أن يدافع الشخص عن نفسه بطرق متعددة، ولكن يُعتبر الدفاع بالكلام من الطرق القوية في التأثير إذا استُخدمت بالشكل السليم والصحيح بعيدًا عن إيذاء النفس أو الآخرين بالكلمات الجارحة، وحتّى يتقنها الشخص لا بد له من إدراك أمور مهمّة منها: المحافظة على الهدوء، اختيار الكلمات المناسبة، طرح الحقائق.
وكذلك درس اللطف فهو موضوع مهم خصوصا في هذه المرحلة العمرية فالاهتمام يعني رعاية مشاعر الآخرين فالطفل الطيب لا يتصرف بلطف خوفا من فقدان الإستحسان الاجتماعي أو التعرض للعقاب بل لأن عطفه وطيبة قلبه تدفعه لمثل هذا السلوك فالناس يحبون الأشخاص الطيبين وينجذبون إليهم وكلنا صادقنا في حياتنا مثل هؤلاء الأشخاص وأحببناهم أيضا.
والجدير بالذكر أن جمعية المودة والإزدهار للتنمية النسوية تسعى لدعم وتمكين المرأة والفتاة ثقافيا، وبناءها من خلال إقامة الدورات والندوات والنوادي الثقافية على مختلف الأصعدة.
اضافةتعليق
التعليقات