الدقيق الأبيض والمنتجات المصنوعة من حبوب معالجة، ضيف دائم على موائد الكثيرين. دراسة واسعة النطاق ربطت هذه العادات الغذائية بأمراض القلب ونصحت بـ"تغيير عاجل" لهذه العادات لدى معظم البشر. فما هو البديل الأمثل؟
المنتجات الغذائية المصنوعة من الحبوب الكاملة، صارت تحظى بشهرة واسعة خصوصا عندما يتعلق الأمر بالحديث عن التغذية الصحية وإنقاص الوزن، لاسيما وأن دراسات عديدة خلصت في الأعوام الأخيرة إلى فوائد الحبوب الكاملة. ورغم كل هذه الدراسات والأبحاث التي حاولت رصد كافة تفاصيل التغذية بالحبوب الكاملة وتأثيرها على الجسم، إلا أن بعض التفاصيل الخاصة باستخدام الحبوب في التغذية، ظلت غامضة لفترة طويلة.
بشكل عام تلعب الحبوب دورا كبيرا في التغذية على مستوى العالم، فهي تمثل نحو 50 بالمئة من السعرات الحرارية اليومية، والحديث هنا عن الحبوب بكافة أشكالها بما فيها تلك التي خضعت لعمليات معالجة.
دراسة واسعة شملت 21 دولة، حاولت رصد تأثيرات الحبوب على الصحة العامة. شارك في الدراسة أكثر من 137 ألف شخص في المرحلة العمرية بين 35 و70 عاما من الفئات الاجتماعية المختلفة. استبعدت الدراسة الأشخاص الذين لديهم تاريخ مرضي خاصة فيما يتعلق بأمراض القلب.
كشفت نتائج الدراسة الربط بين معدلات الإصابة بأمراض القلب والسكتات القلبية والدماغية، وبين استهلاك الحبوب المعالجة.
فقد زادت معدلات الإصابة بأمراض القلب والدورة الدموية بنسبة 33% لدى الفئة التي تستهلك كميات كبيرة من الحبوب المعالجة، كما ارتفعت معدلات الوفاة نتيجة أمراض القلب، لدى هذه الفئة بنسبة 27 بالمئة، وفقا لنتائج الدراسة التي نشرتها عدة دوريات علمية من بينها دورية "إرتستيه بلات" الألمانية.
ولخص الباحثون نتائج الدراسة التي أجراها باحثون في كندا، بالإشارة إلى وجود "أخطاء غذائية فادحة يجب تصحيحيها بأسرع وقت".
الدراسة تؤكد في الوقت نفسه أهمية الحبوب الكاملة في التغذية لأنها تحتوي على فيتامين بي والحديد والزنك والمغنسيوم وأيضا الألياف الغذائية المفيدة، كل هذه العناصر الغذائية تتواجد في القشرة الخارجية للحبوب، والتي يتم إزالتها في عمليات المعالجة.
ويعتبر الدقيق الأبيض خير مثال على هذا الأمر، فبعد عمليات المعالجة لا يتبقى من الحبة الكاملة سوى الكربوهيدرات والسكر، ما يعني أن التغذية غير المتوازنة والمعتمدة على هذه الأشكال للحبوب، تؤدي على المدى الطويل لأمراض القلب والدورة الدموية والسكر بالإضافة إلى زيادة الوزن.
لكن هذه الفوائد لا تعني أن عليك تغيير عاداتك الغذائية بالكامل بين ليلة وضحاها، فالتغيير يجب أن يتم بالتدريج تجنبا لحدوث مشكلات في الأمعاء، فالشخص الذي تعتمد تعذيته على حبوب معالجة خالية من الألياف، يمكن أن يعاني من الانتفاخات والمغص والإمساك إذا غير تغذيته للحبوب الكاملة بشكل مفاجئ.
لذا ينصح الخبراء بإدخال الحبوب الكاملة بالتدريج لقائمة الطعام، ومع الوقت يمكن التخلي عن الدقيق الأبيض والاستعاضة عنه بالدقيق الكامل. حسب dw
أضرار الدقيق الأبيض على الصحة وبدائله
يتسبب الدقيق الأبيض في أضرار صحية عديدة، وذلك لأنه دقيق مكرر ولا يحتوي على فوائد للجسم، ويمكن الإستعانة ببعض أنواع الدقيق الأخرى.
هناك مجموعة من أنواع الدقيق التي يمكن استخدامها في صنع مختلف الأطعمة، ويأتي الدقيق الأبيض في مقدمة الأنواع المفضلة لكثير من الأشخاص، ولكن في المقابل يعتبر النوع الأسوأ للصحة.
تعرف على أبرز أبرز أضرار الدقيق الأبيض على الصحة
1- زيادة الحامضية في الجسم
أثناء عملية التكرير، تتم إزالة جميع العناصر الغذائية، ليصبح الدقيق الأبيض حمضياً، ويتسبب تناول نظام غذائي غني بالأطعمة الأحمضية في إجباء الجسم على سحب الكالسيوم من العظام، وبالتالي يؤثر على كثافة العظام.
وتعتبر الحموضة المفرطة هي أحد الأسباب الأساسية للإلتهاب المزمن، وقد يؤدي إلى التهاب المفاصل وأمراض مزمنة أخرى.
2- مشاكل في الجهاز الهضمي
يسمى الدقيق الأبيض بـ "صمغ الأمعاء"، فعند تناول الكثير من الطعام من الدقيق الأبيض سوف يتحول كل ذلك إلى غراء في الأمعاء.
ويرجع ذلك إلى عدم احتواء الدقيق الأبيض على الألياف، كما أنه يبطىء عملية الهضم وبالتالي يسبب بطء عملية الأيض، كما أنه يسبب زيادة الوزن ومشاكل صحية أخرى مثل الإجهاد والصداع والإمساك.
3- نقص المغذيات
عند تكرير الدقيق الأبيض، يتم فقدان الكثير من العناصر الهامة مثل النخالة وجنين القمح، حيث تحتوي هذه العناصر على الألياف الكاملة والمغذيات الأساسية سواء الفيتامينات أو المعادن المفيدة، وتتم عملية التبييض باستخدام مواد كيميائية تعطيه اللون الأبيض المميز.
وهذا يعني افتقار الدقيق الأبيض للمغذيات الصحية الهامة للجسم، بالإضافة إلى احتوائه على مكونات صناعية لإضافة اللون الأبيض إليه، وهي مواد ضارة بالصحة.
4- إحتواء الدقيق الأبيض على مواد ضارة
يحتوي الدقيق الأبيض على مادة السيستين L-Cysteine، وهو عبارة عن حمض أميني غير أساسي يضاف إلى المخبوزات مثل عجينة البيتزا والكعك وكعك الوجبات السريعة، ويتم إنتاج هذه المادة من مكونات ضارة.
أيضاً يحتوي الدقيق الأبيض على مادة ألوكسان alloxan، وهي مادة تؤثر على خلايا بيتا في البنكرياس، وتزيد فرص الإصابة بمرض السكري.
5- زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري
يرتبط الاستهلاك المرتفع للكربوهيدرات المكررة بمقاومة الأنسولين وارتفاع مستويات السكر في الدم.
كما تزيد الكربوهيدرات المكررة من مستويات الدهون الثلاثية في الدم، مما يزيد فرص الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب.
بدائل صحية للدقيق الأبيض
ولتفادي الأضرار الناتجة عن الدقيق الأبيض، ينصح باستبداله ببعض أنواع الدقيق الصحية، وأبرزها:
1- دقيق القمح الكامل
هو الدقيق الذي يحتوي على النخالة والقمح، وبالتالي لا يتم تجريده من العناصر المفيدة على عكس الدقيق الأبيض.
ويتسم دقيق القمح الكامل بلونه الداكن، ويطلق عليه أيضاً اسم "الدقيق البني"، ويعتبر من أفضل خيارات الدقيق، وهو الدقيق الذي يصنع منه الخبز الأسمر.
يمكن استخدام دقيق القمح الكامل في تصنيع مختلف أنواع المخبوزات والأطعمة بدلاً من الدقيق الأبيض، ويتسم بسعرات حرارية أقل، كما أنه مناسب لمرضى السكري.
2- دقيق الشوفان
أيضاً يمكن تناول دقيق الشوفان الصحي والأقل ضرراً من الدقيق الأبيض، ويتم تصنيع مختلف الأطعمة منه المكرونة والأرز، كما يمكن استخدامه في صنع المخبوزات من خلال مزجه مع دقيق القمح الكامل.
لا يحتوي دقيق الشوفان على الغلوتين، ويعد من أكثر أنواع الدقيق التي يسهل هضمها.
كما توجد بعض أنواع الدقيق الأخرى، ولكنها ليست متعددة الإستخدامات، مثل دقيق الذرة ودقيق اللوز. حسب ويب طب
اضافةتعليق
التعليقات