العلم هو ضرورة ملحة وتتوقف عليه سعادة الانسان في الدنيا والاخرة..
كنت اتصور بان بعض القدماء لجهلهم او لظروف لا زلت ابحث عنها لم يفسحوا المجال لتعليم لبناتهم، ولكن بعد ان رأيت اسماء العالمات من السلف تبين لي أنه ليس من فرق بين السلف ونحن بل ب( العلم والتعلم).
ربما قناعة يقتنع بها البعض ويرفضها اخرون،
لماذا البعض يظن ان العلم يخص الرجال فقط؟
لماذا البعض يقول ان البنت في القريب عاجلا ام اجلا يجب ان تكون ربة بيت تقوم بواجبات البيت من طهي وغسل الصحون وما إلى ذلك ولا فائدة من حصولها على شهادة السادس او الحوزة او الجامعة او الدكتوراة!
أليس هذا ظلم في حق البنت؟
بان تكون جاهلة حتى في معرفة حقوقها؟
تُغتصب حقوقها وتُهان كرامتها احيانا وتكون ضعيفة غالبا ولا تملك اي حيلة لمعالجة مأساتها!!
اهذا ما أرشدنا عليه ديننا الحنيف؟
أهذه وصايا رسولنا الكريم؟
كلا وألف كلا..
الإسلام قد إهتمّ بالعلم إهتماما كبيرا، فعندما نزل القرآن الكريم كانت أوّل كلمة نزلت على الرسول (ص) هي إقرأ.. لعظمة العلم ولعظمة أمرهِ في حياة الإنسان وفي حياة الشخص، والحكمة من إنزال كلمة إقرأ هي لتعلّم الدين الإسلامي، لأنّ الله سبحانهُ وتعالى لا يعبد بجهالة أو من دون علم، لأنّ الله تعالى قال: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ).
وكما وردفي الحديث الشريف على لسان نبينا الكريم صلى الله عليه واله: (طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة).
كما ان الصلاة فريضة والصوم فريضة والحج فريضة والخمس فريضة فطلب العلم ايضا فريضة على كل مسلم ومسلمة، لا يوجد فرق بين الرجل والمرأة وكماورد في سيرة أهل البيت (عليهم السلام) فإنّ سيدتنا ومولاتنا خديجة كانت تحب العلم والعلماء وكان بيتها مهبط العلم ومأوى العلماء وسيدة نساء العالمين كانت تعلم النساء والسيدة زينب سلام الله عليها ايضا كانت عالمة كما ورد على لسان المعصوم الامام السجاد (عليه السلام): (عمة انت بحمد الله عالمة غير معلمة وفهمة غير مفهمة)، فكانت تعلّم النساء..
والسيدة فاطمة المعصومة (سلام الله عليها) ايضا كانت عالمة بامور الدين، كما ورد بأن جماعة من الشيعة قصدوا الامام الكاظم (عليه السلام) ليجيب على أسئلتهم ولعدم وجوده عليه السلام فإنّ فاطمة المعصومة (سلام الله عليها) قامت بواجبها تجاه هذا الموقف وأجابت بدقة بالغة وعبقرية على أسئلتهم، وهناك الكثير من النساء اللواتي وردت أسماءهن في قائمة العلم والعلماء.
إذن من يدّعي انه مسلم ويخطو على خطى أهل البيت (عليهم السلام) يجب ان يجعل هذالامر نصب عينيه ويفتح المجال ويحفز الاخرين على التعليم والتعلم..
ايها الرجل.. يامن تفتخر بايمانك، افتح المجال كي يتعلم النساء كي تخرج الأمة من قائمة التعساء..
علموا بناتكم... كي لا يخضعن رؤسهن امام الظلم والظلماء..
افتحوا المجال كي تتعلم كل انثى... كي تغيّر الثقافة والمعيشة: فعندما يزداد العلم والمتعلّمين تتغيّر أوضاع البلاد من بلاد فقيرة الى بلاد غنيّة بالموارد البشريّة والماديّة..
حواء.. تعلمي كي تعرفي دينك ودنياك،
حواء.. تعلمي كي تسعدي في الدارين،
حواء.. تعلمي كي ترفعي رأسك بشموخ،
حواء.. العلم يغيّر من الحالة الإجتماعيّة بين الناس: فالعلم يرفع الإنسان بين الناس، فالعلم يعطي قيمة للإنسان ويجعلهُ مميّزاً بعلمهِ، والطريق الذي يسلكهُ يجعل منهُ مختلف وينظرون الناس اليه نظرة إحترام ويقتربون منه ليتعلّموا من علومهِ.
حواء..
للعلم أهمية في حياة الفرد، فالإنسان المتعلّم يتغيّر تفكيره من نظرة الى أخرى ليجعل منهُ يفكّر في الأمر من ناحية أخرى وبطريقة غريبة، يجعل منهُ ينظر الى الأمور من الناحية الإيجابيّة البراقة.
تذكري يجب ان تتعلمي كي تعلمي اولادك اذا يهمك امرك وامرهم ضعي قدميك على السلم وارتقي نحو القمة..
كم جميلة كلمات أمير الكلام علي بن أبي طالب (عليه السلام) في فضل العلم عندما قال:
“ما الفضلُ إِلا لأهلِ العلمِ إِنهمُ… على الهُدى لمن استهدى أدلاءُ
وقيمةُ المرءِ ما قد كان يحسِنُهُ… والجاهِلونَ لأهل العلمِ أعداءُ
فقمْ بعلمٍ ولا تطلبْ به بدلاً… فالناسُ مَوْتى وأهلُ العلمِ أحياءُ
العلمُ زينٌ فكن للعلمِ مكتسباً… وكن له طالباً ما عشتَ مقتبسا
اركنْ إِليه وثِقْ واغنَ به… وكنْ حليماً رزينَ العقلِ مُحْتَرِسا
لا تأثمنَّ فإِما كُنْتَ منهمِكاً… في العلمِ يوماً وإِما كنتَ منغمسا
..وكن فتىً ماسكاً محضَ التقى وَرِعا… للدينِ منغمساً للعلمِ مُفْترِسا”
اضافةتعليق
التعليقات