جدل واسع مابين العقل والقلب!، منهم من يقول زواج القلب أفضل!، والآخر يقول زواج العقل أفضل!.
جدل لا ينتهي وصراع مستمر فبعضهم يقول أن الوسيلة المثلى لزواج ناجح هو العقل وبعضهم نفى ذلك نهائيا حيث قالوا بأن زواج العقل ينتهي تدريجيا لأنه لم يبنى على القلب الذي يجعل الزواج مستمر بفعل العاطفة.
حول هذا الموضوع المعقد قمنا بأخذ عدة آراء لعلنا نصل إلى نتيجة ترضي كلا الطرفين؟!
برأيكم أيهما أفضل زواج العقل أم زواج القلب؟
أجاب الاعلامي تيسير الاسدي حول هذا الموضوع:
للزواج شروطه العملية وقواعده الحياتية لذلك فمن يتزوج دون مراعاة شروطه وإعطاء القلب والعقل معاً فرصة الاتفاق على شريك المستقبل سوف يندم بالتأكيد فلا زواج بدون حب ولا اختيار بدون عقل، فالاختيار العاقل والحب كلاهما من مقومات الزواج.
وأضاف الأسدي: أن لكل إنسان رأيه في تغليب أي العاملين على الآخر، نعم هناك هوس عاطفي يكون أكبر شأنا من الحب وهذه حالات نادرة جدا حيث يحب الانسان بعمر ال20 عاما امرأة تصغره بعامين أو ثلاث اعوام ثم لايتزوجها ويعيش العمر كله على ذكراها، كما حصل لميخائيل نعيمه الذي أحب أثناء دراسته فتاة روسية ولم يتزوجا، بعد 80 عام كتب بوصية:
"اتركوا باب الضريح مفتوحا؛ لعلها تأتي!".
إنها حالات نادرة وشاذة أن تلغي العقل لاجل العاطفة وتبقى تنتظر محبوبك إلى مابعد الحياة؟ كما فعل ميخائيل نعيمة!.
وأوضح "أنا أرى ان النضج في الزواج يأتي بعد الثلاثين للرجل اذا ما وقع بكمين العاطفة الذي وقع فيه ميخائيل نعيمة".
واجابنا الكاتب والناقد السياسي ابو محمد المهلهل:
إن زواج الحب يكون بالدرجة المثالية لعديد من الأسباب اهمها الاحساس بالمشاعر ولأنهم يؤمنون بالحب وهيمنته البليغة على القلب ولايمكن يوما ان يكون أمراً سلبيا لسبب الاحساس العميق ولمساته الروحانية جميلة الحس المفعم، فيما أؤكد على ديمومه التكافؤ بين الرجل والمرأة.
وأبدت رأيها غفران محمود:
زواج العقل، هو الذي يكون بعد قناعة بالشخص بالمقابل يكون افضل، لانه بعد الزواج يبدأون يتعرفون على بعض، و يتقبلون بعضهم بحسناتهم وربما سيئاتهم ايضا فضلا عن أنهم يستطيعون ان يغيروا بعض السيئات الى حسنات تدريجيا.
اما زواج القلب، فيكون الاختيار باتباع العاطفة او الغريزة بدون قناعة حقيقية، ويكونون مجبرين على تقبل الطرف الآخر بغض النظر عن صفاته، إذا كانت جيدة.
أما اذا كانت سيئة فاذا بقي الامر بيد القلب ربما تحدث الكثير من المشاكل التي يصعب التعامل معها والتي قد تؤدي الى الانفصال لاسمح الله، إذا لم يتدخل العقل ويحل النزاع.
وأبدى رأيه الدكتور آزاد الاركوازي:
الزواج في المفهوم العام هو ارتباط شرعي أو قانوني أو كلاهما معا بين شخصين من جنسين مختلفين نتيجة رابطة عاطفية مبنية على قناعة منطقية بالشريك الآخر.
وهنا لا بد إلى الالتفات إلى السؤال الاتي:
هل الزواج جاء بناءً على قناعة العقل أم عن رابطة عاطفية أساسها القلب؟.
وللاجابة عن السؤال لابد الخوض في الكثير من العوامل الأولية المؤثرة في فترة ما قبل الزواج للتمييز بين زواج العقل وزواج القلب ومن هذه العوامل :_
١. العمر:
فأغلب بل وأعمها من الزيجات اساسها عاطفة القلب وبخاصة من عمر ١٤ آلى ٢٤ عام بسبب التغيرات الجسمية والنفسية وكذلك الجنسية السريعة التي تجعل عواطف القلب اقوى في الدفع نحو الشريك المفترض دون الاكتراث بامنيات حكمة العقل في حين تقل قوة العاطفة تدريجيا كلما زاد عمر الانسان ففي العمر من ٢٥ الى ٣٤ عام تجد عواطف القلب اقل تاثيرا قياسا بالفترة العمرية السابقة إذا يكون العقل هو شريك القلب في فرض إرادة الزواج او الارتباط بالشريك الاخر في حين نسبة العواطف القلبية تنخفض قياسا بحكمة العقل في الفترة العمرية من ٣٥ الى ٤٥ _٥٠ عام فتجد اغلب الذين يفكرون بالارتباط بالشريك الاخر يدرسون كل خطوة عقليا قبل عاطفة القلب وطبعا لكل قاعدة شواذ.
٢. الجنس(ذكر: انثى):
فالجنس هو الاخر له تأثير مباشر على الزواج فتجد النساء بطبعهن اكثر ميلا للزواج بعاطفة قلبية اكثر من الزواج بحكمة العقل قياسا بالرجال وهذا الشيء طبيعي وواقعي بسبب التركيبة العاطفية لهن وميلهن نحو الشريك المشبع بالعاطفة قياسا بحكمة العقل وطبعا لكل قاعدة شواذ.
٣. الخبرة:
تجد الأعمار الصغيرة أقل خبرة من الأعمار الأكبر لذا تجد صفة زواج القلب هو الأعم والأشهر بين هذه الأعمار قياسا بالاعمار الأكبر الذين أصبحت نظرتهم بالزواج بالشريك الآخر أكثر واقعية ونضجا اكثر مما كانوا عليه نتيجة الخبرة المبنية على الاختلاط او الاحتكاك المجتمعي الذي تزيد من رصيدة الفكري أو العقلي نتيجة ملاحظة تجارب الاخرين بخصوص موضوع البحث هذا. طبعا ولكل قاعدة شواذ.
٤. العائلة أو المجتمع:
وهنا تأتي دور العائلة أو التقاليد والأعراف المجتمعية في فرض ارادتها بعيدا عن عاطفة القلب وحكمة العقل للشريكين المفترضين فالعوائل والمجتمعات الشرقية هي الأكثر تأثيرا على متبنيات الزواج بين الشريكين من خلال ماتفرضة الأسرة من شروط على أحد الزوجين المفترضين تضعف بها قوة العاطفة القلبية وكذلك حكمة العقل من خلال تسليم الأمور بالغالب إلى الاخرين لكي يديروا أمور الزواج ويصبح الشريكين أداة طيعة بأيديهم إلى أن يتم الزواج وكذلك الحال بالأعراف والتقاليد التي تفرض ارادتها على الأسر المنضوية تحت جناح ذلك المجتمع ولا يمكن التنصل من شروطة أو قوانينه.
٥. الجانب الاقتصادي:
إذ يفرض الفقر أو الغنى ارادته على الشريكين ففي الغالب تكون حكمة العقل هو الغالب في مثل هذه الزيجات بالغالب بخاصة إذا كان أحد أو كلا الشريكين غني وله وزنه الاجتماعي وهذه النقطة تحديدا وتأثيرها تختلف من مجتمع إلى آخر ففي المجتمعات الشرقية هي الأكثر تأثيرا على الزواج قياسا بالمجتمعات الغربية التي تكون منفتحة أكثر إذا ترى أميرا أو تاجرا أو رئيسا يتزوج من فتاة من عامة الشعب والعكس صحيح أيضا.
وهنا لابد من الاشارة إلى أن لا يوجد عامل واحد فريد يتحكم في قوة عاطفة القلب أو حكمة العقل بل قد يشترك عاملين أو أكثر في فرض الارادة على القلب أو العقل في اختيار شريك الحياة وقبل هذا وذلك قيل قديما، "القلب للحبيب والعقل لادارة شؤونه".
وأبدت رأيها زينب محمد/ طالبة:
أنا أفضل الزواج عن حب عن الزواج بالعقل، لأن الحب يطغى على الكثير من المشاكل التي يتعرض لها الزوجان.
وأشارت زينب أن أغلبية المشاكل يمكن التغاضي عنها بسبب وجود المشاعر بين الطرفين ولا علاقة للعقل في ذلك.
وأجاب ابو محمد/ معلم:
أفضل زواج العقل لأن توافق القدرات العقلية بين الزوجين تولد مشاعر الحب والتفاهم فالعقل أولا بعدها القلب يكمل ما بدأ العقل من اختيار.
وأجابت الكاتبة فهيمة رضا:
زواج العقل هو الأفضل لأن العقل يختار بدقة ولا يثق بسهولة والقلب ينقلب، والانقلاب هو تغيير كلي مفاجئ في نظام الحكم.
لذلك اليوم يهوى أحدهم وبعد أيام يهوى غيره كما إن هناك نماذج كثيرة من هذه الحالة حيث إنهم تزوجوا عن حب ولكن بعد مدة وقع في حب آخر!.
وأضافت رضا: عندما يختار الانسان أن يبدأ بالعقل من نقطة البداية فيتصاعد بمرور الزمن ويكثر الحب حيث إن الله سبحانه وتعالى وعدالانسان في كتابه وقال: ((وجعل بينكم مودة ورحمة)) سوف يحبان بعضهما البعض ولكن عندما يختار الانسان بالقلب أن يبدأ أي من القمة سيتنازل تدريجياً بمرور الزمن ويصبح الحب (الهرم المقلوب).
لأن الانسان عندما يختار بقلبه لا يمكن لعينه أن تنظر إلى الأمور بشكل دقيق ولكن بعد أن يدخل في الحياة الزوجية سوف يرى الأمور بوضوح ويفقد تلك اللهفة بمرور الأيام.
"يجب علينا التأني في اختيار الشريك والاعتماد على القلب والعقل معاً لأن أحدهما يكمل الآخر ولا ينجح الزواج دونهما، فالقلب هو مصدر الرحمة والعقل هو مصدر الحكمة والزواج بحاجة للرحمة والحكمة حتى يستمر".
اضافةتعليق
التعليقات