توقعت بأن الحب هو مفاجئات كبيرة.. ورد وهدايا وألماس، توقعت بأن الحب هو أن يلحقك الرجل أينما تذهبي، تصورت بأن الحب هو زفاف ضخم وفستان جميل..
إلاّ أني اكتشفت بأن الحب شيئا آخر تماما، الحب هو سند.. شخص يدعمك، شخص يفهم تفاصيلك المهمة وغير المهمة، شخص يفهمك دون أن تتكلم حتى، يشعر من نبرة صوتك بأنكِ سعيدة أو حزينة، شخص يفعل المستحيل كي تكوني سعيدة معه.
هكذا ختمت الممثلة دورها في مسلسل رومانسي ابتدأت قصة حبهما بطريقة خرافية وكأنها الأحلام، لتجعل نصف نساء الكرة الأرضية تقارن البطل بزوجها.
كان يلاحق البطل بطلته من مكان لآخر، ليفاجئها بمئة باقة ورد من النوع التي تفضله هي دون أن تعلم، ثم يدعوها على العشاء في المكان التي تحب أن ترتاد اليه مزينا بالورد والقناديل بطريقة سحرية وكأنها لقطة من الزمن القديم!.
ثم يغرقها بالكلام المنمق بالحب والحنان ويعرض عليها الزواج أمام الملأ ليثبت لها حبه الكبير، ويقيم لها حفلا اسطوريا بفستان من تصميم زهير مراد، وطقم من الألماس في أجواء خيالية!
أنا متأكدة مليون بالمئة بأن كل امرأة شاهدت الحلقات الأولى من المسلسل قارنت زوجها المسكين بهذا البطل الباذخ بالحب والمفاجئات والرومانسية!.
ولعنت حظها ألف مرة على اليوم الأسود الذي جمعها بهذا المسكين الذي لا يذكرها بوردة واحدة فكيف بمئة باقة من الورد!.
اليوم شكرتُ الرب ألف مرة بأن المسلسل لم ينتهي الى هذا الحد، فقد اكلت نصف نساء الكرة الأرضية الصفعة اليوم!، لأن هذا البطل الرومانسي والكريم ذو المفاجئات الكبيرة والجذابة تغير مئة وثمانون درجة بعد مرور وقت من زواجهما، وبدأ لا يشعر حتى بوجود زوجته وأصبح يخونها ويفعل أشياء لا تمت بالحب والاحترام اية صلة!.
أين ذهب كل ذلك الحب يا ترى؟ أين ذهب طقم الألماس وباقات الورد؟ أين ذهب ذلك العشاء الرومانسي وذلك الزفاف الأسطوري الذي أصبح حديث العالم؟، عندما نقول بأن الحب لا يقاس بهذه الماديات التي تفرضها لنا اليوم أرقام المصارف والهدايا الثمينة لا أحد يصدق!.
لتأتي البطلة نفسها وتشفي غليل صدري بنصها: "توقعت بأن الحب هو مفاجئات كبيرة.. ورد وهدايا وألماس، توقعت بأن الحب هو أن يلحقك الرجل أينما تذهبي، تصورت بأن الحب هو زفاف ضخم وفستان جميل..
إلاّ إني اكتشفت بأن الحب شيئا آخر تماما، الحب هو سند.. شخص يدعمك، شخص يفهم تفاصيلك المهمة وغير المهمة، شخص يفهمك دون أن تتكلمي حتى، يشعر من نبرة صوتك بانكِ سعيدة أو حزينة، شخص يفعل المستحيل كي تكوني سعيدة معه".
هذا هو الحب الحقيقي الذي يدوم لمدى الدهر ولا ينطفأ بمجرد انتهاء شهر العسل!، لا تغرنا علاقات المشاهير المعروضة في مواقع التواصل وهم يتبادلون أغلى الهدايا من السيارات والساعات وحتى الأملاك!.
إنها مجرد صورة على الانسجرام، ولا أحد يعرف ماذا يكمن خلف الكواليس، كلنا اذا اردنا اخذ صورة سنحاول ان نبدو بأفضل هندام ممكن.. الاّ ان حقيقتنا ليست كذلك دائما.
لا تخدعكم المظاهر والصور، واياكم مقارنة حياتكم بحياة المشاهير، وتذكروا جيدا أن حياتهم هي حياة العرض المباشر، والأكاذيب.. ألم تقوم تلك المرأة المشهورة التي كانت تعشق زوجها بإهدائه أغلى سيارة وبعد مرور أشهر انفصلا عن بعضهما وبدأ كل منهما يفرغ فضائح الاخر على العلن! أين إذن ذلك الحب الكبير التي تحدثت عنه؟ إنها يا سادة مجرد خدع بصرية لكسب الشهرة والمتابعين.. لا أكثر!.
من الجيد أن يحافظ المرء على حياته البسيطة وعائلته الدافئة، ويلبس ثوب القناعة بالشريك ويرتقي بهم نحو الأفضل بعيدا عن وهم مواقع التواصل والمسلسلات والأفلام الخيالية، لأنها لا تعكس إلاّ الوجه الجيد والسعيد.. وهذا ليس صحيحا أبدا فالحياة بطبعها مليئة بالحزن والسعادة، بالراحة والمشاكل، والمثالية ليست موجودة إلاّ في الأفلام، فحتى الممثلة التي تؤدي دور البطلة السعيدة تجدها تعاني من مشاكل وهموم في حياتها الخاصة، هذا أمر طبيعي جدا، المهم كيف نجتاز الصعاب ونركز على حياتنا دون المقارنة بحياة الاخرين، ونسعى نحو الأفضل دائما فحتى القمر يملك وجها مظلما.
اضافةتعليق
التعليقات