يعيش الزوج والزوجة في بداية علاقتهما فترة من التناغم والهدوء والرومانسية والعيش بحرية أكبر لكن قرار الأبوة أو الأمومة يمكنه فعلا أن تغير العلاقة؛ فبعد المولود الجديد يزداد الشعور عند الوالدين بالتوتر والحرمان من النوم؛ لأنه ببساطة لا يمكنك وضع العلاقة الزوجية في تلك اللحظة المهمة في المرتبة الأولى.
وتشير المتخصصة في العلاقات الأسرية تريسي روس إلى أن "العلاقة التي لا يتم منحها اهتماما خاصا ستزداد سوءا مع الوقت، وفق البحوث العلمية" . وتقول روس لموقع "هيلث لاين" (Healthline) إن كثيرا من الآباء والأمهات يصابون عادة بالصدمة عندما يكتشفون أن الخلافات تزداد لأنهم يفترضون أن إنجاب طفل سيقرّب بينهما بشكل طبيعي كزوجين، ولكي يحدث ذلك يتعين على الآباء الجدد بذل الكثير من التخطيط والجهد للحفاظ على زواجهما وحمايته.
في حين أظهرت البحوث أن الأزواج يواجهون عادة زيادة في الخلافات الزوجية وفرص الانفصال، مع انخفاض في مستوى الرضا العام عن العلاقة بعد ولادة الطفل الأول. ومع ذلك، هناك عوامل عدة تسهم في هذه المشاعر والتغيرات، حسب موقع "فيري ويل مايند" (Very Well Mind)، بما في ذلك قدرة الزوجين على التكيُّف مع الأدوار والمتطلبات الجديدة، مثل تنظيم الوقت والجهد واتخاذ القرارات المهمة لتوفير الرعاية المُثلى لأسرتهما الجديدة.
هل يتغير الزوج بعد أول مولود
إنه لأمر طبيعي أن يحدث اختلاف كبير للحياة الزوجية بعد إنجاب أول طفل ، فأما أن تكون هذه التغييرات جيدة أو سيئة ، وفي الأغلب هذه التغييرات ترجع لمسئولية رعاية الطفل الرضيع، الوضع كله يختلف بعد أخذ لقب أم وأب، فهذا الرضيع يعتمد على أبواه بنسبة 100٪ في كل أموره ، فالأمر يبدأ بالنوم غير المستقر مع تغيير الحفاضات وما إلى أخره من مسئوليات ، وبالطبع مع كل هذا الكم من التغيرات يبدأ الزوج بالقلق والتوتر والتشتيت بسبب الوضع الجديد وقد يشعر بالاكتئاب في بعض الأوقات ومن هنا يظهر التغير في علاقته مع شريكة حياته وفي علاقته بالمولود الجديد وقد يتأثر الأمر بالعديد من الأمور ، وقد تكون من أسباب التغيير ما يلي:
- قلة النوم: بالطبع قلة النوم والاضطرابات التي تحدث في أول الإنجاب قد تكون من العوامل الأكثر تأثيراً على حياة الزوج من حيث العمل أو العلاقات مع الزوجة أو الآخرين ، لهذا مع حدوث قلة النوم ، قد يكون الزوج أكثر انفعالاً وحاد الانفعال أو من السهل استفزازه ممن حوله ، ويتعرض كل من الأب والأم لهذا الضغط النفسي الصعب وقد يحدث توتار وإحباطا في علاقتهما وقد تتسرب الكثير من المشاعر السلبية لنفس الزوج كنتاج لكل ما سبق ولكن في النهاية هو أمر طبيعي.
- العجز والإحباط: إن مسؤولية الأبوة والأمومة تضع الزوجان في إطار مختلف ومضطرب نوعاً ما ، ليس من الطبيعي أن يستطيع أي إنسان أن يقبل اعتمادية الرضيع بشكل كامل وفي كل أمر فالأمر قد يبدو ممتعا للبعض ولكن هو صعب للآخرين ، بالطبع في أول تجربة إنجاب يحدث الكثير من التوتر لعدم الخبرة في كيفية تربية الطفل ومن هنا قد لا يستطيع الأب مثلاً بإعطاء الرضيع ما يحتاجه ومن هنا تبدأ مشاعر العجز والإحباط في الظهور.
- مزيد من الصراع ، وقلة الحرية: في أغلب الأمور يقع على الأزواج المزيد من الصراع بعد إنجاب الأطفال لأن هذه المسؤولية تحمل في طيتها الكثير من التفاصيل ، فجأة ، وقد يبدأ الزوج بالشعور بالصراع الداخلي ، وأصبح غير متمكن من التفكير فيما يريد ، هذا بخلاف التعب الجسدي الذي يلحق بالشخص بعد وصول الرضيع ، فقد تبدأ المصاريف الكثيرة وقد يتحمل مسؤولية جديدة وبالأخص إذا كان الأب هو من يعمل بمفرده ، إن الأمر قد يكون صعب وشاق على الكثيرين لأن تقييد الحرية والوضع الذي به صراع مستمر يفقد الإنسان من قدرة طاقته لإستكمال حياته.
تأثير انجاب الأطفال على الزوجة
بشكل تلقائي تختلف العديد من عادات الزوجة وسلوكياتها ويومياتها بعد أن تصبح أما وتنجب الأطفال، وسوف نوضح بعض من آثار إنجاب الأطفال على الزوجة:
- التغيرات الجسدية: لعل أبرز التغيرات التي تطرأ على الزوجة بعد الولادة هي التغيرات الجسدية، فمن الطبيعي أن يزداد وزنها وقد تبقى فترة طويلة بعد الولادة لاستعادة وزنها الطبيعي، وبعد عدة ولادات قد لا تستطيع أن تعود لوزنها الطبيعي أبداً، ومن التغيرات الجسدية أيضاً حجم الأثداء نتيجة الإرضاع وإفراز الحليب، كما أن فترة الاضطراب في الهرمونات بعد الولادة تتسبب بجفاف الجلد وتساقط الشعر، ما يؤثر على حياتها الزوجية.
- التأثير على الدراسة: بحال أصبت الزوجة أم وهي ما تزال طالبة قد تتأثر دراستها لأنه من الصعب التوفيق بين الدراسة والأطفال، فهم يحتاجون لوقت أكبر خاصة في الفترة الأولى من الولادة حيث يحتاج الطفل إلى اهتمام طوال الوقت.
- التأثير على العمل: يأخذ الطفل كامل وقت الأم ليلاً ونهاراً في الفترة الأولى، فبالأشهر الثلاث الأولى يحتاج للرضاعة كل ساعتين وهذا يجعل الأم غير قادرة على النوم ويعرضها لإرهاق جسدي ونفسي كبير، وقد لا تكون قادرة للذهاب إلى العمل في الصباح خاصة في حال كانت لوحدها دون أن يساعدها زوجها وأهلها وبالتالي يكون من الصعب التوفيق بين العمل والأطفال.
- التأثير على الصداقات: أحد الآثار السلبية للإنجاب على حياة الزوجة هي عدم قدرتها على الاجتماع مع أصدقائها والذهاب معهم لضيق وقتها وتعبها الدائم، مما ينعكس سلباً على علاقتها بأصدقائها وعلى نفسيتها أيضاً.
- تأثيرات على عاداتها اليومية: قبل إنجاب الطفل الأول تكون الزوجة قادرة على تنظيم يومياتها وعاداتها وقد يكون لديها نظام للعناية بالبشرة والعناية بنفسها بشكل عام وقد تكون معتادة على قراءة الروايات قبل النوم، ولكن بعد ولادة الطفل تتأثر جميع هذه العادات وتبدأ بتنظيم عادات تخص الطفل.
- اضطرابات مزاجية: قد تتعرض الزوجة لاضطرابات مزاجية نتيجة اضطراب الهرمونات بالدرجة الأولى بالإضافة للإرهاق الذي تتعرض له بشكل يومي ما يجعلها أحياناً تدخل بحالة اكتئاب.
علاقة الود القوية بينك وبين زوجك قبل الإنجاب، ستساهم كثيراً في تخطي هذه الفترة بسرعة، ويمكن أيضاً أن تقومي بالآتي لإصلاح الوضع بينكما:
- حاولي أن تفتحي حواراً مع زوجك، وأن تهتمي بسؤاله عما حدث معه طوال اليوم؛ ليشعر بأنك مهتمة به مع انشغالك بطفلك، حاولي مثلاً تحضير عشاء يجمعكما سويا.
- إن شعرتِ بتغير زوجك أو بتغير الحياة بينكما، هنا يأتي دور الحوار بينكما بهدوء، ومناقشة التغيرات التي حدثت في حياتكما بموضوعية، والقيام بتقسيم المسئوليات، حاولي أن تتجنبي ذكر الخلافات السابقة، واهتمي بحل ما هو موجود من مشكلات حالية.
- سيفيدك كثيراً، أن تقومي بإشراك زوجك معك في المسئولية الجديدة في رعاية طفلكما، اجعليه يحمله ويلاطفه حتى يشعر بالوضع الجديد كأب، لا تعزليه عن المشاركة معك.
- استغلال الأوقات التي ينام فيها الطفل لعمل جلسات رومانسية، أو الخروج إلى أماكن تذكرهما باللحظات الجميلة التي قضياها مع بعضهما البعض، إظهار العاطفة باستمرار، وفعل أشياء تذكر الطرف الآخر بأن شريكه ما زال يحبه وكذلك تذكر المناسبات والاحتفال بالمناسبات وتقديم الهدايا.
- إعطاء الزوج يوم إجازة ليقضيه مع أصدقائه ويمارس كل هواياته بعيدًا عن جو المنزل ليعود بنفسية جديدة وهو مشتاق لزوجته وللجلوس والتحدث معها وقضاء أجمل الأوقات.
- الاتصال كل يوم بالشريك والسؤال عنه في العمل؛ ليشعر بوجود الزوجة دائماً إلى جانبه، وأن المولود لم يؤثر على علاقتهما.
- مراجعة طبيب نفسي لعلاج الزوجة من حالة الاكتئاب التي تصيب السيدة بعد الولادة.
- اهتمام السيدة بنظافتها ورائحتها وبمظهرها كي لا ينفر الزوج منها .
اضافةتعليق
التعليقات