• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

صراع النفس بين الرغبة والطاعة

سجى عبد الأمير الركابي / الخميس 26 ايلول 2024 / تربية / 872
شارك الموضوع :

النفس البشرية ميدان للصراع المستمر بين الفضول والطاعة، بين الخير والشر

الإنسان بطبيعته كائن معقد، يمتزج فيه الخير بالشر، والإيمان بالشك، والرغبة في الطاعة مع الفضول المحير نحو المعصية. منذ الأزل، وضع الله بين أيدينا طريق الحلال، موضحًا ملامحه بأدلة قطعية ودلائل لا تخطئها البصيرة. ومع ذلك، نجد أنفسنا مأسورين برغبة ملحة لاستكشاف طريق الحرام، وكأننا ننجذب إلى المجهول. لماذا، بالرغم من وضوح الصواب، يغلبنا الفضول ويدفعنا نحو الخطأ؟

الفضول: سلاح ذو حدين

الفضول هو قوة إنسانية جوهرية، تدفعنا لاكتشاف ما نجهله. إنه مصدر للتعلم والتطور، ولكنه في الوقت نفسه قد يتحول إلى مصدر خطر إذا ما دفعنا لتجاوز الحدود الأخلاقية والدينية. عندما نسلك طريق الحرام، لا نفعل ذلك لأننا نجهل العواقب، بل لأن الفضول يجذبنا لاختبار المحظور. نحن مخلوقات تسعى دائمًا لاستكشاف حدودها، حتى وإن كانت تلك الحدود قد تؤدي إلى الخطر.

الجمال في الطاعة وسر انجذابنا إلى المعصية

من المفارقات المثيرة للتأمل أن هناك أشخاصًا سلكوا طريق الطاعة والرضا، ووجدوا في ذلك جمالًا داخليًا ينعكس على حياتهم وسلوكهم. هؤلاء الذين التزموا بأوامر الله وجدوا السكينة والطمأنينة التي تتجلى في ملامحهم وتصرفاتهم. ومع ذلك، يبقى التساؤل: لماذا، على الرغم من رؤية هذا الجمال، يقتلنا الفضول لارتكاب المعصية؟

الإجابة تكمن في طبيعة النفس البشرية التي تتأرجح بين الخير والشر. النفس تميل بطبعها إلى الاستكشاف، وحتى لو أدركت جمال الطاعة، تبقى لديها رغبة في تجربة ما وراء الحدود. إنه اختبار مستمر للإرادة والوعي، صراع دائم بين ما نعلم أنه صحيح وما يجذبنا بشكل غامض.

الغرور وتأجيل الطاعة

ولعل التناقض الأكثر إحباطًا في حياتنا هو أننا نمتلك المعرفة الكاملة بحقيقة الدنيا. ندرك أن الحياة فانية، وأن العمر أقصر مما نتصور، وأن الموت هو النهاية المحتومة. ومع ذلك، نؤجل العمل الصالح، ونتكاسل عن الطاعة، كأننا نخدع أنفسنا بوجود متسع من الوقت. هذا التأخير يعكس غرور الإنسان الذي يظن أنه يمتلك القدرة على التحكم في مصيره، رغم يقينه بأن النهاية قد تأتي في أي لحظة.

طبيعة النفس البشرية وميلها للخير

على الرغم من التعقيد الذي يحيط بطبيعة الإنسان، إلا أن الأدلة تشير إلى أن النفس البشرية تميل في أصلها نحو الخير. يولد الإنسان على الفطرة، هذه الفطرة النقية التي تجعله ميالًا للإحسان والعطاء. ومع ذلك، فإن البيئة القاسية وتجارب الحياة الصعبة تلعب دورًا أساسيًا في تشويه هذه الفطرة أو حرفها عن مسارها. القسوة التي يواجهها الإنسان، والظروف التي تعترض طريقه، قد تدفعه إلى تبني سلوكيات سلبية أو الانحراف نحو الشر. إذًا، ليس الشر متأصلًا في الإنسان، بل هو نتاج للضغوط والتجارب التي يتعرض لها، مما يجعل التربية والتوجيه أدوات أساسية لاستعادة هذا الميل الطبيعي نحو الخير.

الخاتمة: فهم النفس وترويضها

النفس البشرية ميدان للصراع المستمر بين الفضول والطاعة، بين الخير والشر. إدراك هذه الحقيقة هو الخطوة الأولى نحو السيطرة على هذا الصراع. لا يجب أن ننتظر حتى تجذبنا النفس نحو الخير، بل يجب أن نكون السباقين في غرس هذه القيم في حياتنا اليومية. العمر قصير، والموت يترصد في كل لحظة، وما نفعله الآن هو ما سيبقى معنا. لذا، لنسرع في العمل قبل فوات الأوان، ولنروض النفس قبل أن يغلبنا الفضول نحو المعصية.

الانسان
الايمان
السلوك
الشخصية
التفكير
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    عقد مقدّس تحت سماء مكة

    "أُزهِرُ رغم التقلّب".. ملامح من سيرة الدكتورة رغدة الحيدري

    لماذا غفلتم عن الأصل؟!

    لماذا تغمر الصين العالم بنماذج الذكاء الاصطناعي القوية؟

    الإمام الجواد.. الطفل الذي أرعب العروش

    لا مَدخلية لمقدار العمر في النبوة والإمامة

    آخر القراءات

    فوائد ومضار لمضع العلكة.. تعرفوا عليها

    النشر : الأحد 12 نيسان 2020
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    الذهب البرازيلي.. زينه كاذبة وتجارة رائجة

    النشر : الثلاثاء 24 تشرين الاول 2017
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    ماهي عوامل نمو المسؤولية الاجتماعية؟

    النشر : الأربعاء 22 كانون الثاني 2025
    اخر قراءة : منذ 10 ثواني

    الأرواح ورود لا تسقى بالدخان

    النشر : الثلاثاء 04 شباط 2025
    اخر قراءة : منذ 13 ثانية

    الرقابة الذاتية: الحل لإنقاذ تآلفنا مع الشر.. السينما والأفلام إنموذجًا

    النشر : الأحد 23 شباط 2025
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    التقوى في التصورات: بناء الوعي الداخلي ونقاء القلب

    النشر : الأربعاء 09 نيسان 2025
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 843 مشاهدات

    عقد مقدّس تحت سماء مكة

    • 531 مشاهدات

    تصفح الإنترنت وأثره على العقل الباطن للإنسان

    • 444 مشاهدات

    أطفالنا والزراعة.. تأثير البستنة في تنشئة الأطفال

    • 375 مشاهدات

    الخيانة في الولاء للخونة: قراءة في حديث الإمام الجواد

    • 362 مشاهدات

    لا مَدخلية لمقدار العمر في النبوة والإمامة

    • 349 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3838 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 950 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 843 مشاهدات

    رحيل ناعم

    • 743 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 537 مشاهدات

    عقد مقدّس تحت سماء مكة

    • 531 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    عقد مقدّس تحت سماء مكة
    • الخميس 29 آيار 2025
    "أُزهِرُ رغم التقلّب".. ملامح من سيرة الدكتورة رغدة الحيدري
    • الخميس 29 آيار 2025
    لماذا غفلتم عن الأصل؟!
    • الخميس 29 آيار 2025
    لماذا تغمر الصين العالم بنماذج الذكاء الاصطناعي القوية؟
    • الخميس 29 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة