سؤال يحمل بعدا يتجاوز العاطفة والشعو إلى سلوك وعمل، هو كيف أجعل حب الحسين (عليه السلام) مشروعا دائما؟ وهل يمكن أن يكون الحب لسيد الشهداء يحده زمان أو مكان؟ كيف نجعل من ذلك الحب مصدر تجارة مع الله؟ ومشروعا نريد به وجهه تعالى؟
في لغة التجارة اليوم يتخذ التجار أذكى الافكار الاستراتيجية لنجاح مشاريعهم وديمومتها، والمشروع الذي تنتهي الرغبة فيه في وقت ما، يقال هذا مشروع غير ناجح، فيجتهدون ويتبعون أتقن الخطط لديمومة ذلك المشروع، فمن ذاق طعم حب الحسين (عليه السلام) لم يريد العودة إلى حياة لا تتزين بحبه، فيسعى جاهدا بأن يدوم ذلك الحب، وأن ينال فيوضاته، وأن يستمر العطاء الالهي عليه.
من أبرز الركائز الأساسية التي تجعل من ذلك الحب مشروعا خالدا أبديا في ذات الانسان هو أن يتصف بصفات سيد الشهداء (عليه السلام) أن يعيش الحسين سلوكا وتطبيقيا، أي يجعل من ذلك الحب منهج حياة، أي يستثمر تلك العاطفة الوجدانية في تغيير مسار حياته، فالترجمة العملية للاقتداء بنهجه تكون من خلال السلوك اليومي الذي يعكس فكر ومبدأ الامام الحسين (عليه السلام) من خلال العدل في المعاملات والصدق في الكلام والكرامة في الموقف، ورفض الذل والاستسلام للباطل حتى في أبسط المواقف، حيث يمكن أن يتم استثمار ذلك الحب الطاهر المبارك حبا لينير العقل والقلب معا وذلك من خلال تحويل شهري العزاء إلى ورش عمل فكرية وسلوكية أي بمعنى أن نجعل من تلك المجالس والزيارات مصدر وعي وتغيير.
ومن أبرز تلك المصاديق هو استثمار العمل الجماعي، فالامام الحسين كان مشروع أمة فكن أنت امتدادا له، بدعم المظلومين ونشر الثقافة والوعي ومحاربة الفساد الأخلاقي والاجتماعي، كما أن التربية على حب الحسين (عليه السلام) تعتبر من الركائز الهامة في إدامة ذلك المشروع الرباني، ليكون مشروعا انسانيا قادرا على التغيير الفردي والمجتمعي، فالامام الحسين (عليه السلام) لايريد منا أن نكون حسينيين وقتيين بل أن يكون كل فرد منا مشروع إصلاح وتغيير، وأن يمارس دوره في ميدان العمل والمثابرة في شهري العزاء، شهري الخدمة والحب معاً.
اضافةتعليق
التعليقات